18 - 04 - 2024

"دير شبيجل":الاستخبارات الألمانية دمرت ملفات أخطر المجرمين النازيين في العالم

ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن جهازالاستخبارت الألماني قام بتدمير الملفات الخاصة بمجرم الحرب النازي السابق الويس برونر، أخطر المجرمين النازيين المدرجين على القوائم العالمية للمطلوبين، بالإضافة إلى أنها ربما تكون قد حاولت تجنيده وضمه إلى صفوفها.

وأوضحت المجلة الألمانية ـ في تقرير لها بموقعها على شبكة "الإنترنت" اليوم "الإثنين" ـ أن برونر، الذي عمل بالقرب من مجرم الحرب النازي أدولف ايتشمان، ساعد في ترحيل 130 ألف يهودي إلى معسكرات الإفناء، وبعد الحرب فر إلى سوريا .. مشيرة إلى أنه لم تكن هناك معلومات حديثة تشير إلى إماكن تواجده أو حتي ما إذا كان على قيد الحياة، وإذا كان كذلك فمن المحتمل أن يكون قد بلغ من العمر 99 عاما.
ووفقا للمجلة قام جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) بتدمير ما مجموعه 581 صفحة من ملف برونر في عام 1990 .. لافتة إلى أن هذا الأمر يثير شكوكا بأن برونر، مثله مثل المجرمين النازيين، عمل بعد الحرب العالمية الثانية لحساب الاستخبارات الالمانية واصبح تحت حمايتها.
ولفتت المجلة إلى اكتشاف المؤرخين بالجهاز الالماني صدور امر بازالة ملفات برونر من علي اجهزة الكمبيوتر بالجهاز في فترة ما بين اعوام 1994 و1997 ، في الوقت الذي تولي فيه هيلموت كول منصب المستشار الالماني ..في حين اكد رئيس الجهاز الاستخباراتي الالماني ونائب للمستشار الالماني لجهاز خدمات الامن مؤخرا انهما لم يكونا علي دراية بتلك التعليمات.
وفي واحدة من الوثائق التي حصلت عليها المجلة الالمانية، مؤرخة بتاريخ 22 ابريل 1994 ،كتب فيها ضابط بقسم الامن بجهاز الاستخبارات الالماني "المنظمة تحتاج الي تمزيق تلك الوثائق "..في حين قالت وثيقة كتبت بعد مرور ثلاث سنوات إن " المعلومات التي تقدم بها ضابط الامن تؤكد انه تمت ازالة الوثائق تماما ..لم يبق شيء".
ومضت المجلة تقول ان تدمير تلك الوثائق اثار الشكوك حول بذل جهود لاخفاء ادلة تفيد بعمل برونر كعميل لغرب المانيا في سوريا بعد الحرب.
ولفتت مجلة "دير شبيجل"الألمانية إلى أن برونر - نمساوي المولد - كان مساعدا وثيقا إلى ايتشمان وساعد أيضا في ترحيل عدد كبير من اليهود، معظمهم من فرنسا ..وهرب برونر بعد الحرب مستخدما بطاقة هوية مزيفة وفي الستينيات انتقل إلى سوريا وبدأ العمل هناك كمستشار خاص للحكومة السورية، وأصبح صديقا مقربا ممن أصبح رئيسا بعد ذلك الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
ونوهت المجلة إلى أنه تمت محاكمة برونر غيابيا عدة مرات، وتمت إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية .. مشيرة إلى أنه في عامي 1961 و1980 تلقى برونر إصابة عن طريق قنابل بريدية أرسلها له عملاء الموساد، مما أدى إلى فقده عددا من أصابعه وإحدى عينيه.
وقالت المجلة إن برونر لم يبد أبدا أي ندم على الأعمال التي ارتكبها .. مشيرة إلى أنه قال في لقاء في عام 1987 "اليهود يجب أن يموتوا.. هم حفنة من القمامة.. وإذا كان في مقدوري، فسأكرر ما قمت به مرة أخرى".
وأضافت المجلة أن الفضائح التي تحيط بملف بورنر ما هي إلا حلقة في سلسلة من الإحراجات العلنية لجهاز الاستخبارات الألماني، والتي من بينها الكشف مؤخرا عن معرفة الجهاز بمكان اختباء ايتشمان في الأرجنتين منذ حوالي ثمانية أعوام قبيل اختطافه من جانب جهاز الموساد ونقله إلى إسرائيل لمحاكمته وإعدامه.
كما قام الجهازالألماني أيضا بتوظيف المجرم النازي كلاوس باربي الذي كان يعمل في صفوف قوات الجستابو (الشرطة النازية السرية) أثناء الحرب العالمية الثانية والذي يعتبر أيضا مسئول عن الكثير من المذابح ضد المدنين وأطلق عليه لقب سفاح ليون.
وتم تسليم باربي إلى فرنسا من بوليفيا، وعوقب بالسجن مدى الحياة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتوفى في السجن جراء إصابته بسرطان الدم في عام 1991.
 






اعلان