09 - 05 - 2025

مصر ما بين مطرقة "الهريس" وسندان "المطازيز"

مصر ما بين مطرقة

مع ما تشهده منطقتنا من أمور خفية قد لا نعلمها وأمور ظاهرة أيضا لا نفهمها وما تقدمه المقاومة الفلسطينية العظيمة من حلقة اخرى أو ربما الأعلى فى مسلسل حلقات المقاومة الفلسطينية التى تقاوم غضب الاحتلال والتعاطف مع المحتل وهذيان دول عظمى وتوحش الحضارة الغربية وإظهار وجهها الحقيقي، والذى يؤكد أنها لازالت فى صراع خفى مع الحضارة الشرقية العربية والإسلامية، وأنها ورغم الهجرة ووجود الجيل الثانى والثالث من المهاجرين العرب والمسلمين، فإنها لازالت ترى أنها لا يمكنها أن تعيش وهناك بقايا حضارة على الجانب الآخر من المتوسط، ورغم أنها بقايا إلا أنها ثابتة وراسخة وتشكل تهديدا وجوديا له.

ليس هذا الموضوع الذى وددت أن أكتب عنه وسنترك صراع الحضارات للحظة أخرى قادمة إن كان للعمر بقية.

سأتحدث عن بلدى مصر والتى كانت ولازالت تدفع ثمن أنها الكبيرة والعظيمة والقوية ولازال الأشقاء الصغار لها يحاولون، ومنذ الحقبة الناصرية، محاسبتها على أنها الكبيرة ومحاولة تصدير كل أنواع العجز الذي أصابهم، والوهن الذى ضرب أجسادهم النحيفة من الأساس، لهذه الشقيقة الكبرى، وفى وقت يشاهدون وجعها ويبتسمون، جوعها وهم يتغامزون، تعبها وهم يضحكون، ألمها وهو يتراقصون، إذن هذه علاقة ومنذ القدم غير طبيعية، أو أن هناك خلاف فى الجينات يتوجب معه تحليل الـ  dna  حتى يتعرف كل منا على الآخر.

ماذا يريد الإخوة الصغار من الشقيقة الكبرى، فليس معقولا أن تتحول صفحات التواصل لمزيد من الردح الرخيص والمكايدة والمعايرة، فى وقت تظهر فيه مؤخرات البعض الذى يكايد ويعاير وتبحث عمن يستر عوراتها. 

لا يمكن أن يتحدث متحدث يمكن أن نحترم حديثه عن دور مصر في القضية الفلسطينية وعلى مدار عقود، سواء فى الحرب أو السلم، ولن أعيد وأكرر حديثا ووقائع يعرفها الجميع، وأعيد الجميع إلى أقوال كل القيادات الفلسطينية، حتى أشد المعارضين لمصر السادات بعد كامب ديفيد. 

إن قصة أن المصريين هم القائمون على رفع الراية وقتما نقرر رفعها نحن أو شيطنتها وقتما أردنا قد انتهت، وبات القرار المصرى العلنى فى أيادي مصرية نختلف أو نتفق معها، ولكن لا ترفع شعارات "قرارات للبيع" و "جيش للإيجار" و"دم بثمن". 

من قتل جمال عبدالناصر وأوقف قلبه فى مؤتمر القمة الشهير الذى ظل ثلاثة أيام، يحاول أن يقنع العرب فيه أن الدم العربى حرام، حتى غادر الحياة ولم يقتنع العرب وحتى خرج نزار قبانى يقول "قتلوك يا آخر الأنبياء"، ومن الذى حاصر السادات وحكم بقتله فى مؤتمر الممانعة ببغداد.

الحقيقة أن هناك مساحة خالية من الحب بين مصر وعشاق "الهريس" و "المطازيز" وهى تقع بين محاولة احتوائها من الأولى وحصارها من الثانية.

وحتى لا تفكر كثيرا عزيزى القاريء، فهذه أنواع شهيرة للمأكولات الشهية لبعض الشعوب والدويلات التى تعيش فى المنطقة، وتخرج علينا تكايدنا "بالطعمية" وتحاول أن تعلمنا الوطنية وتشرح لنا القومية.

 ونحن نقول لهم "بصوت  الرئيس السادات طبعا" وبصدق، دعك منى ولتكن سعيدا بنفطك ونقطك وريالك ودينارك، مصر أكبر من توجيه وتسخين، وتعرف جيدا قدرها وقيمتها وتدرك قدر وقيمة الآخرين أيضا.
----------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

رأي | لمؤاخذة ... قنا يا حكومة