18 - 06 - 2024

كلنا وائل الدحدوح

كلنا وائل الدحدوح

كنت ولازلت -رغم العمر- اتمنى ان اكون مثل هذا الرجل الصحفي الميداني العنيد القوي الثابت المؤمن صاحب القضية بكل معاناته ويقينه انه يمكن ان يفقد حياته هو وأسرته في اي لحظة ثمنا لتقديم الحقيقة للعالم دون أي رتوش او مساحيق، ومع ذلك لم يتراجع او يتردد، فهو وسام شرف على جبين اي وطن وترسانة من الصمود والنبل والإيمان.

ولا اتمنى على الجانب الآخر في أي يوم طوال عملي الصحفي  أن أكون مثل هؤلاء الاعلاميين الجوعى الذين ينتشر جزء منهم في بلدنا في الصحف والمواقع  وعلى الشاشات..فهم بقصورهم، يتقلبون على موائد الخسة، لم يتعلموا ابدا او يفهموا انه تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها او في حالاتهم بقلمها ولسانها الذي يكب حصاده  الناس في النار، وكم شاهدنا بعضهم هنا وهو يحرض على قتل اخيه علنا دون ان يرمش له جفن، تماما مثل هذا المتطرف اليهودي عضو الكنيست السابق الذي طالب بتحويل غزة لهيرشيما أخرى دون قنبلة ذرية بهدف الانتقام وعشقا للدموية، ولكن يظل الثوب الصحفي ابيضا ناصعا من الدنس وان لطخه هؤلاء القلة طالما هناك وائل الدحدوح وقبله شيرين ابو عاقلة وغيرهما من زملائنا الصامدين في وجه الباطل، فهم نور الحقيقة التي يخشاها المجرمون والأفاقون والمزيفون، ووسيلة التنوير للرأي العام المحاصرة بسيوف وبنادق اعلام جوبلز، والصهيونية العالمية المسيطرة على الذهب ووسائل الإعلام في مشارق الأرض ومغاربها. 

تحية اعزاز وتقدير للدحدوح وكل إعلامي يعرف ان الكلمة نار او نور وأنها شرف الإنسان وجنته او جحيمه، وأنها غير قابلة للبيع او المساومة على فتات الدنيا فهي زائلة.

والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به الآخرين.
----------------------
بقلم: هشام لاشين

مقالات اخرى للكاتب

كلنا وائل الدحدوح





اعلان