أعلنت هيئة الشارقة للكتاب اختيار الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني شخصية العام الثقافية لفعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام من 1 إلى 12 نوفمبر المقبل، "وذلك تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير وإثراء المشهد الثقافي والأدبي العربي والعالمي، وجهوده الجليلة في تصدير صوت الأديب العربي إلى العالم، حيث ترجمت أعماله الأدبية إلى أكثر من 40 لغة، وتدرس عدد من مؤلفاته في مناهج جامعات أوروبية وأمريكية ويابانية، وغيرها من جامعات العالم". وجرى الإعلان عن هذا التكريم لكاتب عربي جدير بالفوز بأهم جائزة أدبية على مستوى العالم، عقب إعلان الهيئة نفسها قرارا شجاعا وهو المتعلق بانسحابها من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، بسبب إعلان المعرض دعم إسرائيل وإلغاء تكريم كان مقرراً على برنامج المعرض لكاتبة فلسطينية. وهو ما اعتبرته هيئة الشارقة للكتاب في تدوينة على حسابها على منصة «إكس» «تحيزاً سياسياً وإلغاءاً لدور الحوار الذي تشجعه الثقافة».
وقالت الهيئة «نظراً لتصريح مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الداعم لإسرائيل، ولسحب إدارة المعرض جائزة الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، قررت هيئة الشارقة للكتاب سحب مشاركتها هذا العام في معرض فرانكفورت للكتاب، داعية لإبراز دور الثقافة والكتب في تشجيع الحوار والتفاهم بين الناس».
ويأتي اختيار الكاتب إبراهيم الكوني في إطار رؤية المعرض الرامية إلى تكريم أعلام الفكر والأدب والتاريخ والعقول المبدعة التي أسهمت في إثراء التراث الثقافي الإنساني، وأضافت إلى المكتبة العربية أعمالاً أثرت المشهد العربي والعالمي في مختلف القطاعات الأدبية والمعرفية.
وفي تعليقه على تكريم إبراهيم الكوني شخصية العام الثقافية، قال أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "تؤمن هيئة الشارقة للكتاب بأن تكريم رواد الثقافة والأدب خطوة مهمة في بناء الهوية الثقافية لأي حضارة وأمة، فبفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أصبحت الإمارة منصة لتكريم أعلام الفكرة والأدب العرب، الذين شكلت إبداعاتهم إضافة لمكتبة الآداب والمعارف الإنسانية، من أمثال الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني، الذي يمثل تكريمه اليوم اعترافاً بقوة الأدب والثقافة والمعرفة في تجسيد الهوية العربية أمام ثقافات العالم".
وأضاف: "يساهم هذا التكريم في تعريف الأجيال العربية الجديدة على قامة عربية لها حضورها الكبير والمؤثر في المشهد الثقافي العربي والعالمي، فأعمال الروائي إبراهيم الكوني، التي تتجاوز 80 كتاباً في الرواية والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخ والسياسة، تمثل مصدر إلهام وفخر للعرب، وتشهد على قوة هذه الشخصية العربية ومقدرتها على المنافسة المعرفية والثقافية، بما حقّق له القبول والاعتراف ليكون أحد أبرز المؤثرين في المشهد الثقافي العربي، وواحداً من أكثر الكتّاب العرب حضوراً في العالم".
ويعتبر الكوني، المولود عام 1948، من أبرز الروائيين العرب المعاصرين، وأحد المرشحين عدة مرات لجائزة نوبل للأدب، وسبق أن اختارته مجلة "لير" الفرنسية كأحد أبرز خمسين روائياً عالمياً معاصراً، وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأميركا واليابان، ما نتج عنه أن أصبحت أعماله تدرس في المناهج في جامعات عديدة مثل السوربون، وجامعة طوكيو، وجامعة جورج تاون، وتعتمد كمادة مرجعية للدراسات البحثية لنيل الدرجات العلمية. وسبق أن فاز الكوني بجائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2008.