10 - 05 - 2025

علاء الجابري يرصد جدلية متن الشعر وهامشه في كتاب "خارج النص"

علاء الجابري يرصد جدلية متن الشعر وهامشه في كتاب

صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة "دراسات أدبية"، كتاب "خارج النص.. داخل الشعر في جدلية متن الشعر وهامشه" من تأليف الدكتور علاء الجابري. وفي مقدمة الكتاب يقول المؤلف: "يظل الحديث عن الشعر حاضرًا مهما طغت أنواع أخرى، تتعدد مداخله وتتنوع، ويصبح الرهان على مدخل وحيد نوعا من العبث، ويغدو تقديم رؤية على غيرها منافيا لمنطق الشعر الداخلي ومجافيا لنفوره من التأطير، وغض للطرف عن اتساعه لمداخل شتى، وحضانته لتجارب تخرج عن التحديد، ومن ثم فإن المستتر قد يكون أكثر أهمية من الظاهر، وما يؤسس لانطلاق القصيدة قد يكون أكثر فاعلية منها، وما تنبني عليه الظاهرة ربما يكون أكثر توغلا من تبدياتها المختلفة".

ويضيف أن الظاهر قد يكون سطحيا، ومن ثم يبدو التعويل عليه غير منبيء بنتائج جيدة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن القول بالتوازي بين الشعر العربي والثقافة العربية أكبر من الاحتياج للدليل، ولعله نبت الوعي القديم المتجذر في الذائقة العربية منذ قولهم: إن الشعر ديوان العرب يحوي أيامهم ويصور واقعهم ويطرح تصوراتهم ويؤسس لأحلامهم ويقدم مفردات حياتهم ناصعة بينة، يغدو معها بعض ما نظنه هامشا داخلا في المتن وما نعتقد أنه في مرتبة متأخرة صدرًا لا عَجُزا، ومن ثم تغدو جذور الشعرية داعمة ومؤسسة لها، وخطوة أولى لفهم النص والنفاذ إليه، أو لنقل - بصيغة أكثر تواضعًا - النفاذ إليه من زاوية مختلفة، أو جديدة هي تجارب لها ما يبررها فنيًا، أما أن تصيب فتلك مسألة أخرى".

واستطرد الجابري قائلا: "إن نزرا من معرفة الشعر يعني معرفتنا بأنفسنا، ونحن لا نتكون بفعل الداخل فقط، وقوة الكون الكبير الخالقة على اتصال بقوة الكون الصغير، وهذا الاتصال يحدث ما سماه بيردييف مجرى من الداخل إلى الخارج ومجرى من الخارج إلى الداخل، وهذان الكونان يتلاقيان ويتجابهان".