فازت رواية "الحرب" للكاتب العماني محمد اليحيائي بجائزة كتارا 2023 فئة الرواية المنشورة. وبذلك ينضم هذا العمل إلى عملين لكاتبين من مصر هما "أنت تشرق.. أنت تضيء" لرشا عدلي، و"الجمعية السرية للمواطنين" لأشرف العشماوي، وقد فازت الأعمال الثلاثة بالجائزة التي تنافس عليها تسعة روائيين سبق أن ضمتهم القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الحالية.
والجدير بالذكر أن رواية "الحرب" صادرة عن دار عرب في المملكة المتحدة 2022، وتتناول ما شهدته سلطنة عُمان من صراعات وحروب منذ عام 1913 وحتى عام 1975. تحكي الرواية – كما يقول جابر عتيق - بصفة عامة عن حرب ظفار التي تبنى فيها الثوار الفكر الشيوعي السائد في ذلك الوقت (وهو ما يذكرنا برواية صنع الله إبراهيم "وردة") لكن الرواية متجاوزة لهذا الحدث في الكثير من جوانبها حيث خلق الكاتب مجتمعا عمانيا بكل عناصره تقريباً في الولايات المتحدة، تجاوز من خلاله قيود الداخل وفتح الآفاق لنظرة متحررة من كل عقبات وعقد المجتمع والسلطات المحلية، وأعطانا نظرة متفتحة لتصور يطرح لعمان بشكل مغاير ومن زوايا مختلفة عبر شخصياته المتحررة.
ويمكن القول إن الحرب ليست هدف الرواية، إنما الهدف الأسمى هو عُمان الوطن الذي ترغب كل شخصيات الرواية في رسم صورته بشكل جميل وإحداث التغيرات التي تنقل الوطن من مجرد أرض لمعنى متجاوز لتك الصورة النمطية التي تُفرض على العقول بشكل إجباري في أوطاننا العربية دون أن يكون للمواطن اسهام في وضع ملامحها.
وقال الناقد أحمد العلوي: إن الرواية ترتكز على السرد واسترجاع الذاكرة، حيث يعكس الكاتب من خلال الشخصيات والأحداث ماضي عمان وتأثير الحرب على الذاكرة الوطنية، مشيرًا إلى تنوع الشخصيات في الرواية، وتتقاطع مع قصصهم الشخصية وتجاربهم في أماكن متعددة مثل أمريكا واليمن ومصر، مما يسلط الضوء على تأثير المكان على هوياتهم.
محمد اليحيائي حاصل على الماجستير في العولمة والاتصالات من جامعة لستر المملكة المتحدة عام 2002، وحاصل على زمالة "ريجان فاسيل" من المنتدى العالمي للدراسات الديمقراطية بالعاصمة الأميركية واشنطن عام 2004. يعمل في الصحافة المكتوبة والتلفزيونية منذ ثلاثين عاما. عاش وعمل لأكثر من 12 عامًا في الولايات المتحدة الأميركية، ومستقر حاليًا في العاصمة العمانية مسقط.
ترأس القسم الثقافي في صحيفة (عُمان)، وأشرف على تحرير ملحقها الثقافي لأكثر من عشر سنوات (1988-1999). وشارك في تأسيس مجلة (نزوى) الفصلية الثقافية عام 1994. كان عضوًا بمجلس إدارة النادي الثقافي العماني (1995-1999).
أنتج وقدم برامج تلفزيونية في تلفزيوني سلطنة عمان وقناة الحرة الأميركية. ينشر مقالات وتحليلات في الأدب والنقد والسياسة.
أنتج أربعة أفلام وثائقية: (كونونوغو: لاجئون في مخيم المنفى) عام 2009، و(الطريق: من التشدد إلى الاعتدال) عام 2010 ، و(تونس: ثورة الكرامة) عام 2011، و(تونس: جمهورية الفيسبوك) عام 2011. أختير فيلم (كونوغو) ضمن القائمة النهائية لمهرجان الأفلام التلفزيونية في لندن عام 2010.
ترجمت نصوص له إلى الإنجليزية، والسويدية، والألمانية، والإسبانية.