11 - 05 - 2025

إطلاق سلسلة "أفق" في ذكرى تأسيس "بيت الحكمة"

إطلاق سلسلة

أطلقت مجموعة "بيت الحكمة للثقافة"، من مقرّها في القاهرة، مشروعاً لنشر مؤلفات فكرية ونقدية عربية عنوانه "أفق"، ليكون نافذةً على "أبواب جديدة للرؤى الفكرية والنقدية تتواءم مع مستجدات العصر"، بحسب تصريح مؤسسها ومديرها الدكتور أحمد السعيد. وفي هذ المناسبة كتب السعيد على صفحته على الفيسبوك: "زي النهاردة من 12 سنة وأنا شاب (أو عيل صغير) أسست في الصين بيت الحكمة". وأضاف: "12 سنة أصدرنا فيها حوالي ألف كتاب مترجمين من اللغة الصيني، و100 كتاب تقريبا ساعدنا في نقلها من العربية للصينية، وطلعنا 120 مترجما نزلت أسماؤهم على الكتب، 3آلاف طالب استفادوا من دورات بيت الحكمة، بقينا موجودين بسِت فروع في أربع دول، شاركنا في معارض 16 دولة، نظمنا حوالي 100 فعالية ثقافية بين الصين والدول والعربية. ووظفنا حوالي 50 شخصا، غير المترجمين بالقطعة، ادينا فرص لناس كتير، وناس كتير ساعدتنا، بالحب أو بالحرب، الاتنين بيساعدوا"!

وصدرت في سياق تدشين هذا المشروع، ثلاثة كتب، هي "مفهوم العامة: الجلي والخفي" للباحث السعودي معجب العدواني، أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود، وكتاب "سرديات الانتهاك في الرواية العراقية" للكاتب والناقد العراقي علي حسن الفواز، وكتاب "النقد الثقافي: نحو منهجية التحليل الثقافي للأدب" للباحث المصري محمد إبراهيم عبد العال. بينما أشار الدكتور أحمد السعيد، إلى أن المجموعة آلت على نفسها "أن تكون بؤرة لجمع هذه الأفكار الجديدة وحاضنةً لجيل جديد من المفكّرين العرب ومركزاً يمكن عن طريقه نشر أفكار من شأنها دفع المشهد الثقافي العربي وتحريك سواكنه، رغبة منها في الإسهام في ذلك المشهد بما يمكن أن يؤسس لعصر جديد من الثقافة العربية المنفتحة على الآخر والقادرة على صنع مقولاتها الخاصة من دون انفصال عمّا يحدث في العالم".

وفي وقت لاحق صدر في سياق المشروع نفسه كتاب "الزمن النوعي وإشكاليات النوع السردي"، للناقد الدكتور هيثم الحاج علي. وينطلق هذا الكتاب من إشكالية وجودية تتعلق بالزمن وأسئلته الفلسفية والفيزيائية ويحاول النظر في أثر الزمن على الوعي الإنساني وصولا إلى تمثله في القصة القصيرة. لقد ظل التمييز بين الأنواع السردية حبيس رؤى تقليدية وشكلية لفترة طويلة بحيث يركز بين القصة القصيرة والرواية على معيار الطول والقصر، دون النظر إلى السمات الداخلية في كل نوع، وهو السؤال الأهم الذي يطرحه هذا الكتاب على مدار فصوله انطلاقا من النظر في تعامل القصة القصيرة مع التقنيات الخاصة بالزمن في داخلها، وهي التقنيات التي عالجها الكتاب من محورين أحدهما خاص بالترتيب الزمني والآخر خاص بمعالجة الفترة الزمنية داخل النص، وذلك في تطبيق اختار النصوص القصصية المصرية في عقد الستينيات مجالا له، وخروجا بسمات تقنية يمكن أن تتميز بها القصة القصيرة في تعاملها التقني عن الأنواع السردية.

وقال مستشار المشروع الدكتور هيثم الحاج علي، إنّ في مقدّمة أهداف "أفق"، "دعم الاتجاهات الجديدة في الفكر العربي عن طريق نشر مؤلفات أبناء الجيل الثاني من المفكّرين والأكاديميين، وإنشاء مكتبة فكرية ثقافية عربية بتوجّه لا ينفصل عن مستجدات العالم". 

ومن جانبه، أشار محمد ماهر بسيوني، مدير مشروع "أفق"، إلى أنّ "الثقافة العربية تواجه العديد من التحدّيات التي تتطلّب تضافر الجهود لتحقيق التوازن بين الانتماء إلى التراث وعدم القطيعة معه، وبين التطلع نحو المستقبل من دون قيود تفرضها تيارات لها حضورها المُعوِّق داخل بنية الفكر العربي". وأضاف أنّ "من هنا يسعى المشروع للإسهام في تلك الممارسة التي تستهدف مشاركة العقل العربي في صوغ حاضره ومستقبله، بالسير على إيقاع العصر والتفاعل مع قضاياه الآنية والمستقبلية، عبر إطلاقه كمشروع تتجمّع فيه جهود كوكبة من نقاد ومفكّري الدول العربية، ويشتركون عبره في مساءلة البنى الفكرية والثقافية السائدة، في محاولة لتجاوزها إلى أفق أرحب، يُنتج تساؤلات جديدة في سيرورة لا نهائية تنتصر للتقدّم العلمي والعقلانية والتنوير".