تستعد الولايات المتحدة الأمريكية الآن للانتخابات الرئاسية للعام القادم حيث تحتدم المنافسة بين أكبر الاحزاب السياسية الأمريكية على إدارة الحكومة الفيدرالية التي تجتمع تحت إدارتها 50 ولاية أمريكية لكل منها حكومته المحلية.
مدة الرئاسة الامريكية أربع سنوات تجدد لمرة واحدة بحسب المادة الثانية بالدستور الأمريكي. وتحظى الانتخابات الأمريكية بمتابعة دقيقة من كل دول العالم لما لإتجاهات الحكم فيها من تأثير على السياسة و الإقتصاد الدوليين.
كيف تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية
تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق خطوات ثابتة نص عليها الدستور الأمريكي في مادته الثانية منذ أعلن عام 1787 و بدأ العمل به عام 1789 ..
اولا: الانتخابات التمهيدية: وهذه الانتخابات تجريها كل ولاية لإختيار مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري للرئاسة حيث يصوت الناخبون من اعضاء كل حزب لإختيار مرشح واحد فقط يمثل الحزب في هذه الولاية.
ثانيا: المؤتمرات الحزبية: يختار كل حزب رسمياً مرشحه للرئاسة خلال مؤتمره الوطني الكبير والذي يتنافس فيه من تم اختيارهم في الولايات حيث تعقد بينهم مواجهات و تصفيات لاختيار المرشح الرسمي للحزب على منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية و يرشح الحزب أيضاً مرشحاً آخرا لمنصب نائب الرئيس مع المرشح الرئاسي.
ثالثا: الحملات الانتخابية: تجري الحملات الإنتخابية على مدار عدة أشهر قبل يوم الانتخاب حيث يقوم المرشحون بجولات في جميع أنحاء البلاد للترويج لبرامجهم وكسب أصوات الناخبين و تنشط استطلاعات الرأي لمحاولة التنبؤ بمن سيكون الرئيس لمدة اربع سنوات قادمة.
رابعا: يوم الانتخاب الرسمي: تجرى الانتخابات في الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر كل 4 سنوات. ينتخب الناخبون المرشح الرئاسي ونائبه معاً في ورقة اقتراع واحدة.
خامسا - المجمع الانتخابي: بعد جمع اصوات المواطنين في كل ولاية ، يجتمع مجمع من 538 مندوباً انتخابياً من الولايات في ديسمبر لإنتخاب الرئيس ونائبه رسمياً عن ولاياتهم ووفقا لنتائج الانتخابات بالولاية ويتألف المجمع الانتخابي من اعضاء مجلس الشيوخ و عددهم 100 و أعضاء مجلس النواب و عددهم 435 نائبا، إضافة إلى ثلاثة ممثلين لواشنطن العاصمة والتي تعد مركزا للحكومة الفيدرالية وهي مقاطعة مستقلة غير تابعة لأي ولاية ..
و هذه الخطوة هي التي يشكك البعض في مصداقيتها حيث يكون متاحا لاعضاء المجمع الانتخابي خيانة شعب الولاية والتصويت للمرشح الخاسر اذا أرادوا.
ويحق لكل ناخب من المجمع إعطاء صوت واحد للرئيس وصوت واحد لنائب الرئيس، أما العدد المطلوب للفوز بمنصبيْ الرئيس ونائب الرئيس فهو 270 صوتا.
وهناك ست ولايات توصف بأنها الأكثر تأثيرا في المجمع الانتخابي لاستحواذها على 191 صوتا تمثل نسبة 35% من إجمالي عدد أصواته، تتصدرها ولاية كاليفورنيا و يمثلها 55 صوتا ، تكساس و يمثلها 38 صوتا، ثم فلوريدا و يمثلها 29 صوتا ، ونيويورك التي يمثلها 29 صوتا، ثم إيلينوي 20 صوتا، و اخيرا بنسلفانيا و يمثلها 20 صوتا.
اتجاه الانتخابات القادمة
تزداد حظوظ الجمهوريين هذه الجولة في الفوز بالرئاسة الامريكية ، فبعد فوز الديمقراطيين بالرئاسة في انتخابات 2020، وبعد ما اصاب الاقتصاد الامريكي والاقتصاد العالمي من خسائر يسعى الجمهوريون لاستعادة السيطرة على البيت الأبيض في انتخابات 2024.
خاصة وقد حقق الديمقراطيون أغلبية ضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ حالياً، مما يجعل التوازن التشريعي هشاً.
كما نجح الجمهوريون في تعزيز سيطرتهم على معظم ولايات الجنوب والوسط الأمريكي.
تميل الانتخابات النصفية في 2022 لصالح الجمهوريين لاستعادة الكونجرس، كما هو معتاد تاريخياً للحزب خارج السلطة. كما سيستفيد الجمهوريون من تراجع معدلات شعبية الرئيس بايدن حالياً. لكن لا يزال الجمهوريون يعانون من انقسامات داخلية بين التيار المحافظ وأنصار ترامب.
الديمقراطيون يأملون في تمرير تشريعات رئيسية قبل خسارة الكونجرس، لكن فرص النجاح غير مؤكدة.
بشكل عام، من المتوقع أن يشهد السباق الانتخابي في 2024 منافسة قوية بين الحزبين الرئيسيين.
هل تؤثر الأزمة الاقتصادية الأمريكية على مسار الانتخابات الرئاسية؟
نعم، من المرجح أن تؤثر الأزمة الاقتصادية الأمريكية الحالية على مسار ونتائج الانتخابات الرئاسية القادمة في 2024 بعدة طرق:
- ستضعف الأزمة الاقتصادية وارتفاع التضخم وأسعار المعيشة من شعبية الرئيس الديمقراطي الحالي "جو بايدن" وحزبه.
- سيستغل المرشح الجمهوري المعارضة الشعبية للوضع الاقتصادي الراهن لمهاجمة الديمقراطيين بسبب سوء إدارتهم للاقتصاد.
- قد تدفع الأزمة الناخبين للتصويت بناءً على قضاياهم الاقتصادية ومعيشتهم بدلاً من قضايا أخرى أكثر إنقسامًا.
- ستجبر الأزمة الاقتصادية المرشحين على تقديم حلول وخطط اقتصادية واضحة خلال حملاتهم.
- قد تقلل المخاوف الاقتصادية من مشاركة بعض الناخبين في الانتخابات، خاصةً ذوي الدخل المنخفض.
لذا من المتوقع أن تكون الأزمة الاقتصادية عاملاً رئيسياً يؤثر على اتجاهات الناخبين ونتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة.
و يواجه الاقتصاد الأمريكي عدة مخاطر رئيسية بينها ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلك، إضافة الى ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي للسيطرة على التضخم مما قد يؤدي إلى ركود اقتصادي.
كما حدثت اختلالات سلاسل التوريد والإمداد العالمية بسبب تداعيات أزمة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا ، مما أدى إلى تزايد الدين العام الحكومي بشكل كبير مما يشكل عبئاً على الاقتصاد في المدى الطويل.
كل هذه المشكلات الاقتصادية ادت إلى انهيار شعبية الإدارة الأمريكية الحالية و اتجاه غالبية الامريكيين إلى دعم الجمهوريين في الانتخابات المقبلة.
--------------------------------
بقلم: الهام عبدالعال
من المشهد الأسبوعية