قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الأحداث الأخيرة كشفت أهمية زيادة الاستثمار في إنتاج الكهرباء وشبكات توزيعها لمجابهة آثار التغير المناخي كموجات الحر الشديد، وتراجع كميات مياه الشرب، وتوسع المدن.
جاء ذلك خلال اعمال الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء برئاسة مصر والتى يمثلها وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر وبحضور الامين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط وبمشاركة الوزراء المسؤولين عن الكهرباء بالدول العربية أو ممثلين عنهم وعدد من المنظمات والاتحادات ذات العلاقة، وذلك بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وأوضح أبو الغيط، أن المنطقة العربية تمتلك مؤهلات استثنائية تجعلها مصدرا عالميا للكهرباء النظيفة في المستقبل، كما إنها تعد مصدرا مهما للطاقة الأحفورية، وذلك وبفضل موقعها الجغرافي تتوفر على مساحات شاسعة بها أعلى معدلات الاشعاع الشمسي اليومي والسنوي، بما يؤهلها لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة الشمسية بتكلفة تنافسية، خاصة في ظل الاتجاه المستمر لانخفاض تكلفة الألواح الشمسية وارتفاع كفاءتها.
وأشار أبو الغيط، إلى أن اجتماع اليوم يهدف إلى إطلاق مشروع تكاملي استراتيجي لإقامة السوق العربية المشتركة للكهرباء، قائلا:هذا الحلم الذي بدأتم العمل على تحقيقه منذ سنوات عديدة ..واقدر لكافة الجهود المخلصة التي عملت من أجل هذا الهدف الكبير، وإقامة السوق العربية المشتركة للكهرباء، والشكر موصول لكافة شركاء التنمية وعلى رأسهم البنك الدولي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، لما قدّموه من دعم فني ومالي ملموس، آملا أن يكون التقدم الذي تم إحرازه بداية لمرحلة جديدة من الإنجاز بما يفتح أبواباً جديدة للتعاون العربي".
وتابع: أبو الغيط، أن السوق العربية المشتركة للكهرباء، سيكون أكبر مشروع تكاملي عربي يُنفّذ بعد منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي بدأ العمل بها منذ 2005، وأن هذه خطوو نحو تحقيق التكامل العربي على كافة المستويات، وذلك للأهمية الكبرى للكهرباء لكافة مناحي النشاط الاقتصادي.
ودعا الأمين العام كافة الدول الأعضاء إلى تسريع إجراءات تفعيل اتفاقيتي إنشاء السوق المشتركة للكهرباء بعد اعتمادهما من القمة العربية القادمة، كما حثهم على الاستثمار في البنية التحتية المؤهِّلة التي من شأنها تنفيذ مشاريع الربط اللازمة في هذا الشأن، لأنها استثمارات ستعود بالنفع على الدول المنتجة والمستهلكة على حد السواء.
وذكر أن الكهرباء تعد ركن مهم في النشاط الصناعي والخدمي، كما أنها تُمثل أساساً لعمل الُبنى التحتية الرقمية، وأن إنتاج الكهرباء على مستوى العالم يشهد تحولات عميقة تتطلب المواكبة والدراسة المُعمقة، مشيرا إلى أن نسبة الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة ارتفعت في السنوات الأخيرة.
ولفت أبو الغيط، إلى أن مقترح الجمهورية الإسلامية الموريتانية حول "التحول الطاقوي وآفاق تطوير إنتاج واستخراج الهيدروجين" مقرر عرضه ضمن جدول أعمال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستستضيفها مدينة نواكشوط.
وتابع: أن ذلك اتساقا مع إسهامات بعض الدول العربية في المشهد العالمي لإنتاج الهيدروجين النظيف، حيث وقع عدد من تلك الدول خلال الفترة الماضية العديد من مذكرات التفاهم مع شركاء أجانب في مجال إنتاج واستخدام الهيدروجين، مما أدى إلى ارتفاع عدد المشروعات بالمنطقة.
