أعلنت مصادر عدة أن الروائي السوري خالد خليفة قد وافته المنية مساء اليوم عن 59 عاما. وخليفة طرح اسمه بقوة بعدما جذبت روايته "مديح الكراهية" اهتمام وسائل الإعلام في أنحاء مختلفة من العالم، فقد وصلت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2008، وترجمت إلى الفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والنرويجية، والإنجليزية، والإسبانية. ومن العلامات المهمة لمشوار خالد خليفة مع الأدب فوز روايته "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" بجائزة نجيب محفوظ التي تمنحها دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وإلى جانب تميزه كروائي، فإن خالد خليفة عرف كذلك كشاعر وسيناريست وكاتب مقالات أدبية. درس في جامعة حلب وحصل على ليسانس في القانون عام 1988، ومن الأعمال التلفزيونية التي كتبها "قوس قزح" و"سيرة آل الجلالي"، كما كتب السيناريو لعدد من الأفلام الوثائقية والروائية. أول رواية له هي "حارس الخديعة" ونشرت في عام 1993. روايته الثانية هي "دفاتر القرباط"، وعلى أثر صدورها عام 2000 تم تجميد عضويته في اتحاد الكتاب العرب لمدة 4 سنوات. قضى خليفة ثلاثة عشر سنة في كتابة رواية "مديح الكراهية"، وهي رواية تتكلم عن كيفية تأثر حياة أفراد أسرة سورية بالحرب بين نظام حافظ الأسد وجماعة "الإخوان المسلمين، وعقب نشرها في دمشق صدر قرار رسمي بحظرها في سورية، فأعاد خليفة نشرها لاحقا من بيروت، وعلق بالقول: "هذا النوع من الحظر للروايات، يأتي نتيجة البيروقراطية التي لا تمثل مستويات رفيعة من الحكومة"، وبأنه يفضل التفاوض بين المثقفين والسلطات السورية من أجل ضمان حرية التعبير. وصرح كذلك بأن عمله لا يقصد مناصرة أي فكر سياسي، وقال إنه كتب هذه الرواية من أجل الدفاع عن الشعب السوري، وسعياً للاحتجاج على المعاناة التي تحملها نتيجة صراعات دينية وسياسية حاولت نفي حضارتهم العائدة لعشرة آلاف سنة".
وعرف خليفة بمواقفه المناصرة للثورة السورية منذ لحظة انطلاقها، ولم يخف ذلك أبداً حيث أكد في أكثر من مناسبة مشروعيتها كخيار لا بديل عنه في مواجهة الظلم. كما سبق أن تعرض للضرب حتى كسرت يده خلال اعتداء أجهزة الأمن السورية عليه أثناء مشاركته في تشييع الموسيقي السوري ربيع غزي في 26 مايو 2012.