وزير اسكان المصريين د. عاصم الجزار غير مسؤول عن ملف الايجارات القديمة.. مسؤوليته حاليا هي الترويج لبيع المرحلة التاسعة من الأراضي المميزة في 14 مدينة مصرية بالدولار.. أيا كانت جنسية المشتري.. لكن وزيرنا الجزار، خص بالذكر والترغيب أبناءنا في الخارج، بمشروع "بيت الوطن" الأم.. عنوان يدغدغ مشاعر الحنين ويمنحهم شرف المشاركة والتمتع بجمهورية الكمباوندات الجديدة.. يغازلهم بمصر التي في خاطرهم وفي دمهم!!
أحب المشاركة في وصلة الغزل الحكومي، بفكرة يمكن أن تفتح مغارة على بابا لتمويل مشاريع الاسكان الدولاري.. من واقع كوني أما تعيش في الوطن الأم، عاصرت كل مراحل تطوير المطار أيام قدرتي على تحمل وداع أحد أبنائنا للخارج .. تدريجيا اكتفيت بفرحة استقبالهم المؤقت، ومؤخرا حذفت من أحلامي سيناريوهات عودتهم، بعدما طالتني مشاعر الغربة وأنا مكاني!! وكأن عمارتي عزلت من حي مصر الجديدة !!
المهم، أبناؤنا في الخارج سيادتك تباعدت زياراتهم واختلفت أسبابها، ما بين حنين واشتياق للمة بقايا عيلة وأصحاب، أو واجب إلقاء النظرة الأخيرة علينا، أو تأكيد أن قرار الهجرة كان الأصوب.. أولادنا في الخارج سيادتك لن يغامروا بمدخراتهم إلا إذا زالت أسباب هروبهم من الوطن.. وأهمها القانون والعدل.. ما رأي سيادتك بإغرائهم بمفاجآة هم واثقون من استحالتها.. مفاجأة تفتح طاقة عدل وسيادة القانون.. وهى تحرير العلاقة الايجارية القديمة وإعادة املاك أهاليهم دون ابتزاز- أو خلو احتلال- عرفي أو شرعي!!
مساواة حقوق الملكية العامة بحقوق الملكية الخاصة حجر أساس الجمهورية الجديدة.. وزارة الاسكان تبيع وتؤجر، تتربح وتستثمر لتمويل تطلعاتها.. وبالمثل المواطن، لكنه مغلول اليد في أملاكه بقانون فسد وتعفن!! كيف يستقيم تأجير جُحر في حارة بألف جنيه شهريا، مقابل ثبات ايجار شقق الأحياء الراقية من ستين عاما!! كيف يستقيم مساومة المالك على إخلاء شقة ايجار أبدى مقابل ثلث قيمتها الحالية، وبعد استهلاكها ستين عاما!! أقول لسيادتك كيف يستقيم.. بالبلطجة.. وهو السائد حاليا، ومحاضر الشرطة والمحاكم شاهد لن يقدم احصائيات لحفظ الأمن المجتمعي.. السائد المتعارف عليه منذ أعلن الرئيس عدم مشروعية العلاقة الايجارية القديمة، هو علقة لصاحب العمارة.. علقة يتبعها تحرير محضر إثبات سكن المعتدي مع والديه قبل وفاتهم!! وعلى المتضرر الهجرة لو كان شابا، أو دفع خلو احتلال!!
كنت اتمني مخاطبة مجلس نوابنا، لكنه انسحب بالصمت.. نوابنا مستشعرون الحرج من بعضهم.. سواء الساكنين في أملاكهم وقافلين كام شقة إيجار للأحفاد.. أو نوابنا سكان الإيجار القديم مستثمرو أملاكهم إيجارا جديدا سخيا.. وزير تسكين المصريين بالدولار، جار مجلس النواب بالعاصمة الجديدة، صحيح الجيران لبعضها، لكن التاريخ لا يرحم.. حرر المظلومين تكسب ضرايب وتتحرر من الديون.. وتعَمًر مصابيح السلام الاجتماعي غاز محبة محلي.
--------------------------------
بقلم: منى ثابت