في مارس الماضي، نجحت الصين في دفع السعودية وإيران للتحاور في بيجينغ، حيث تم تحديد خارطة الطريق والجدول الزمني لتحسين العلاقة بينهما.
وعلى هذا الأساس، خطا البلدان خطوات ملموسة لتحسين العلاقة بينهما، إذ تبادل زعيما البلدين دعوة الزيارة، والتقى وزيرا الخارجية بشكل رسمي في بيجينغ للمرة الأولى منذ 7 سنوات، وأعلنا استئناف العلاقة الدبلوماسية. في يونيو الجاري.
كما التقى وزيرا الخارجية مرة أخرى على هامش اجتماع أصدقاء بريكس بجنوب إفريقيا، حيث أشادا بالتقدم الإيجابي للعلاقات الثنائية، وكشفا عن الزيارات المتبادلة المرتقبة في المستقبل القريب. تساهم التفاعلات الكثيفة بين الجانبين في تعزيز زخم تحسن العلاقات الثنائية.
وأفادت تقارير إعلامية بأن المصالحة بين السعودية وإيران تشكل نموذجا يحتذى به لحل الخلافات عبر الحوار والتشاور، وتدفع دول الشرق الأوسط لاتخاذ خطوات جديدة نحو تسوية الصراعات وتحقيق المصالحة.
في هذا السياق، عادت سوريا إلى حضن جامعة الدول العربية، وتم إعلان إعادة العلاقة الدبلوماسية على مستوى السفراء بين مصر وتركيا وبين البحرين ولبنان، واستأنفت العلاقة الدبلوماسية بين قطر والبحرين، وأطلق الوفد السعودي المفاوضات مع جماعة الحوثي اليمنية... بالإضافة إلى ذلك، مع تحسن العلاقة بين إيران ودول الخليج العربية.
و من المتوقع أن يتوسع التعاون الإقليمي. تثبت هذه التطورات الجديدة والإيجابية بجلاء أن دول المنطقة لديها الإرادة والقدرة على أخذ زمام المبادرة لتحقيق السلام والتنمية في المنطقة، كما تثبت أن السعي للسلام والتنمية يمثل التطلعات المشتركة لشعوب المنطقة والاتجاه العام للمنطقة.
ولفتت التقارير إلي أن الشرق الأوسط منطقة تشهد عددا أكبر من القضايا الساخنة في العالم، فليس من السهل أصلا إيجاد حلول ملائمة لهذه الخلافات المعقدة، وما يزيد الوضع سوءا هو قيام بعض الدول الكبيرة خارج المنطقة بالتحريض على المواجهة لكسب مصالحها الأنانية، الأمر الذي يأتي بمعاناة جسيمة على شعوب الشرق الأوسط.
وأشارت التقاير إلي أن الصين هي من يعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ويتعاون لتحقيق التنمية والازدهار، ويدفع التضامن والتقوية الذاتية، وظلت تعمل على إيجاد حلول سياسية للقضايا الإقليمية الساخنة وتعزيز الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، الأمر الذي قوبل بالترحيب والتقدير من دول المنطقة والمجتمع الدولي.
وأكدت التقارير الإعلامية على أن الصين ستعمل في المستقبل كالمعتاد على احترام دول الشرق الأوسط كأسياد المنطقة، والقيام بدورها البناء في دفع "موجة المصالحة" في المنطقة، حتى يحقق المزيد من الإنجازات، ويُظهر المزيد من الملامح الجديدة المتمثلة في الاستقلال الاستراتيجي والتضامن والتقوية الذاتية.