نظم نادي القصه بالتعاون مع مركز طلعت حرب الثقافي، ندوو ثقافية بعنوان "السوشيال ميديا من التدمير إلى التنوير".
حضر الندوة اللواء طارق مهدى رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للاعلام.. المحافظ الأسبق للاسكندرية والوادي الجديد والبحر الأحمر والمشرف على إتحاد الاذاعه والتليفزيون الاسبق، واللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد اول وزير الداخلية للعلاقات العامه وحقوق الإنسان الأسبق، واللواء بحري محمود متولى، الأمين العام لمؤس الصالون البحري المصري، والكاتب الصحفي محمد القصبي رئيس تحرير الاخبار المسائية الاسبق، والأديب الدكتور السيد نجم، الأديب وسيد الوكيل، ومدير مركز طلعت حرب الثقافي، غادة المسلمي، وإدارة الندوه الإعلامي سيد زهيرى عضو مجلس أمناء المنتدى المصري للإعلام.
وحاضر في الندوة اللواء بحري/ محمود متولي الخبير الاستراتيجي والأمين العام للصالون البحري المصري، قائلا: أرى أن المدخل الرئيسى لموضوع "السوشيال ميديا من التدمير إلى التنوير" لهذا الموضوع هو تناول أزمة الوعى المجتمعى فالسوشيال ميديا عباره عن وسيلة تقذف بمحتوياتها فى أذن وعين المتلقى، والخطوره هنا تكمن فى فقد السيطرة على محتواها فى ظل انتشارها الكبير والأقبال الشعبى عليها مع أمتلاكه لوسائل أستخدامها بمختلف طوائفه وطبقاته الأجتماعية بمستواياتها الثقافية المتباينة، فهى متاحه للجميع فى الموبيلات ومراكز السايبر وأجهزه اللاب توب وغيرها.
وتابع: لا ننسى أنها أستخدمت بكفاءه فى حروب الجيل الرابع وما يطلق عليه ثورات الربيع العربى مما أنعكاس سلبياً على الأمن القومى للدول المستهدفه ونتج عنها ما شاهدناه من تدمير، الأمر الذى يعتمد على قدرة المتلقى على الفرز والتمييز بين المحتوى المفيد والمحتوى الضار بل يمتد ذلك إلى تقدير مدى ضرره أى على وعى المتلقى، ومن ثم يعتمد على الوعى المجتمعى.
وقال إن الوعي المجتمعى، هو مُشاركة الوعي المشترك أي الوعي بالمشكلات المختلفة التي تواجهها المجتمعات والتجمعات بصفة يومية، وأن هذا المصطلح مركب من مفهومين هما الوعي والمجتمع، فالوعي هو نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادى المحيط بنا، وهو يلعب دوراً هاماً في التطور الاجتماعى، سواء كان هذا الدور إيجابياً أو سلبياً، فالأفكار التي توجد لدى الناس قد تساعد على تطور المجتمع أو قد تكون عائقاً أمام هذا التطور حيث يعد الوعي المجتمعى ركيزةً من ركائز تقدُّمِ أيِ مجتمع وتطوُّرِه، بل وله دوره الكبير والرئيس في استقرار المجتمع والنهوض به، وذلك بالرفع مِن شأن أفراده ومن هنا تنبع أهميته وأرتباطه بتحقيق الأمن القومى، ويشير الوعي إلى إدراك الإنسان لذاته ولما يحيط به إدراكاً مباشراً، وهو أساس كل معرفة.
ويؤكد تشارلز كولى أن الوعي المجتمعى أو الوعي بالمجتمع لا يمكن فصله عن الوعي الذاتي.
وعدد متولي أسباب الأزمة قائلا: - ضعف مستوى التعليم "الناتج من الزيادة السكانية وتكدس المدارس والفصول وقلة الأنشطة الطلابية المختلفة وقلة دخل المدرسين وعدم تدريبهم التدريب اللازم وعدم كفاية المنشأت التعليمية ... إلخ" وارتباط ذلك بالأزمات الأفتصادية.
- ضعف الترابط الأسرى "الناتج عن الأزمات الأقتصادية على مستوى الأسر وأضطرارهم للعمل فى أكثر من عمل مع أضطرار الأولاد للدروس الخصوصية أرتباطا بضعف مستوى التعليم مما يؤثر على فترات تجمع الأسرة ، بالأضافة إلى القيمه الغائبه لرب الأسرة أرتباطا بأضطراره للجوء للعمل بالخارج أو لتفشى حالات الطلاق والمشاكل الأسرية الأمرالذى ينعكس على غرس الاخلاق والقيم".
- تفشى حالات الأمي، وقصور المؤسسات الثقافيه سواء المملوكة للدولة أو المجتمع المدنى فى خدمة المجتمع ثقافياً، وعدم تماشى الخطاب الثقافى والمتضمن الخطاب الدينى مع الواقع المعاصر وبما يخدم نشر الثقافة وتنمية الوعى، وقصور الأجهزة الإعلامية "عام وخاص" بصفه عامة ورغم تأثيرها الكبير لأنها تتخلل وتستهدف جميع شرائح المجتمع وتمتلك اللآليات التى تمكنها من ذلك.
- ضعف مستوى أداء القوى الناعمه خاصةً الدراما "والتى يقبل عليها الكثيرين خاصةً البسطاء من الناس" فى غرس الأخلاق والقيم وأبراز القدوه والمثل وتنمية المعرفه والوعى والأنتماء حيث ما قدمته مؤخراً من أعمال ناجحة " الممر – الأختيار "يعد نادراً مقارنةً بما سبق وأثر سلبياً فى مجتمعنا المصرى.
- الأستخدام الخاطىء لوسائل التواصل الأجتماعى وسيطرتها على عقول معظم الشباب وأنصاف المتعلمين وأشغالهم خاصةً الأطفال وشغفهم بالألعاب الألكترونية مما يضيع وقتهم ويساعد على عزوفهم عن القرأه المفيده ثقافياً، والفهم الخاطىء للتشريعات المرتبطة بالحريات، وعدم وجود رقابة فاعلة على المصنفات الفنية خاصةً فى ظل أمية وتجريف ثقافى.
كما عدد المخاطر الناتجة عن الأزمة، قائلا: لأضرار بالأمن القومى المصرى، وتوليد بيئه للعنف والأرهاب لخدمة أهداف حروب الجيل الرابع الموجهه ضد المنطقة العربية، والأضرار بالولاء والأنتماء وتوجيهه فى أتجاهات لا تخدم المصلحة الوطنية، وخلق جيل سلبى ضعيف الأيمان بالمستقبل وبالوطن لايستحق التضحيات التى بذلت له من أجل مستقبل أفضل.
وأوضح أن الهدف من أدارة الأزمة: التوصل إلى مشروع ثقافى تنويرى من خلال وضع أستراتيجيه قوميه لغرس الوعى وتنمية المعرفه بهدف بناء الأنسان المصرى ثقافياً ومعرفياً وفكرياً، تشارك فيها كافة الجهات المعنية بأستراتيجياتها التخصصية وتستخدم آلياتها لتنفيذ سياسات تلك الأستراتيجيات التخصصية.
واقترح الحلول الأتية:
- قيام كلية الدفاع الوطنى "بأعتبارها الجهة المنوطة بمنح الدرجات العلمية " الزمالة - الماجستير - الدكتوراه" فى الأستراتيجية القومة"" بالتعاون مع المركز القومى للتخطيط وكافة الجهات المعنيه لصياغة استراتيجيه قومية واستراتيجيات تخصصيه لغرس الوعى وتنمية المعرفة، وأنه يجب أن تتضمن تلك الأستراتيجيات التغلب على الأسباب التى أدت إلى نشأة الأزمة وأفرزت تحدياتها، إلى جانب بعض السياسات والآليات للتغلب على الأزمة والتى يجب أن تتضمنها الأستراتيجيات التخصصية منها: العمل على رفع مستوى التعليم كذا محو الأمية الاليات وزارة التربيه والتعليم - وزارة التعليم العالى، جهاز محو الأمية وتعليم الكبار، وتفعيل دور المؤسسات الثقافيه "عامة – خاصة".