قال السفير الألماني لدي القاهرة، فرانك هارتمان، إن مصر تعد شريكا مهمًا لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط خاصة فيما يخص السودان وسوريا والتوتر القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وكذلك الأزمة الاقتصادية والمالية.
وأشار هارتمان خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثا، بمقر سفارة ألمانيا مع المحررين الدبلوماسيين، إلي أن مصر من الدول المتأثرة حاليا بالنزاع في السودان ومن المتوقع حدوث طوفان من اللاجئين السودانيين إلي دول الجوار من بينها مصر التي ارتفع عدد اللاجئين السودانيين حاليا ما بين 150 إلي 200 ألف لاجئ .
وتوقع السفير الألماني أن يصل عدد اللاجئين السودانيين إلي 700 ألف لاجئ في مصر بنهاية هذا العام ، مشيرا إلي أن برلين تقدم المساعدات الإنسانية من خلال المفوضية العليا لشؤون اللاجئين و برنامج الأغذية العالمي وقد بلغ حجم المساعدات 607 مليون يورو بزيادة مليوني يورو موضحا أن ألمانيا خصصت 100 مليون يورو مساعدات للدول المجاورة للسودان وهي تشاد وأفريقيا الوسطي وجنوب السودان ومصر.
وأشاد بجهود مصر التي ساعدت ألمانيا علي إجلاء 800 شخص من بينهم 200 مواطن ألماني من السودان في 16 رحلة جوية، مؤكدا على دعم ألمانيا في التوصل إلي وقف إطلاق النار في السودان.
ووصف الوضع في السودان بأنه كارثي وصعب للغاية، مؤكدا علي دعم المباحثات التي تعقد تحت رعاية أمريكا والسعودية في جدة للتوصل إلي وقف إطلاق للنار في السودان .
وحول القضية الفلسطينية ، أكد السفير الألماني على أن الدور المصري الذي تضطلع به للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتوصل إلي وقف إطلاق النار ، متوقعا أن الأوضاع الحالية ستشهد تصعيد بسبب استمرار بناء المستوطنات والعناصر المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية و الاستفزازات التي تحدث داخل القدس الشريف.
ولفت إلي أن مشاركة وزير الخارجية سامح شكري في 11 مايو الماضي باجتماع لمجموعة ميونخ التي تضم كلا من مصر والأردن وفرنسا وألمانيا تم التأكيد خلالها علي أهمية حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي عبر التفاوض وتحقيق حل الدولتين مؤكدا أنه لا يوجد شرعية في بناء المستوطنات وقفا للقانون الدولي.
وفيما يخص الأوضاع في سوريا ، قال إن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يحترمان قرار جامعة الدول العربية بعودة سوريا ولكنهما غير مستعدان للتطبيع مع سوريا في ظل عدم حدوث أي تغير ولا تنفيذ لقرار الأمم المتحدة رقم 2254 من حيث العملية السياسية و عودة اللاجئين و مكافحة المخدرات، مشيرا إلي أن الاجتماع الذي كان مخطط عقده في 20 يونيو الجاري بين وزراء خارجية الدول العربية والأوروبية تم إلغاؤه.
وأضاف أن هناك احتمال بعقد اجتماع بين أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وجوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بدلا من الاجتماع الوزاري لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك و البحث عن وسيلة لمواصلة الحوار بين الجانبين بسبب رفض الجانب الأوروبي مشاركة وزير خارجية سوريا في الاجتماعات المشتركة .
وأشار إلي أن هناك توقعات بزيارة مدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية قريبا لمصر ليبحث مع مساعدي وزير الخارجية عددا من الملفات من بينها السودان وسوريا و النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ، مشيرا إلي أن نحو 20 دبلوماسيا مصريا شاركوا مؤخرا في برنامج تأهيلي في ألمانيا .