16 - 04 - 2024

في الذكرى 56 للنكسة: رأس العش .. تقرير قتال

في الذكرى 56 للنكسة: رأس العش .. تقرير قتال

حطمت رصاصات الجندي المصري الشهيد ، التي أردت ثلاثة إسرائيليين على الحدود، قاعة الأفراح التي ينوي إقامتها  هؤلاء الذين سجدوا لله شكرا على هزيمة جيشنا في 5 يونيو 67، وقبل 48 ساعة من مهرجان التشفي في القوات المسلحة وقيادتها السياسية بزعامة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. حولت رصاصات البطل الشهيد قاعة أفراحهم  إلى سرادق عزاء ، ملائمة تماما لتلاوة ما تيسر من بطولات قواتنا المسلحة وجنودها البواسل على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد أيام من النكسة.

كانت قوات العدو احتلت سيناء باستثناء القطاع الشمالي الشرقي، حيث مدينة بور فؤاد ، المدخل الوحيد لبورسعيد من الضفة االشرقية .. حاول العدو بقوات تفوق قواتنا عددا وعتادا التقدم لاحتلال بور فؤاد وكان الطريق إلى بور فؤاد عبر ممر ترابي وحيد ، عبارة عن لسان من الأرض موازي للقناة وسط المياه لا يزيد عرضه على 60 أو 70 متر على يمينه قناة السويس وعلى يساره منطقة ملاحات يصعب الخوض فيها، وكان هذا اللسان هو الطريق الوحيد للوصول إلى بورفؤاد وهو ما يعني أنه لكي يحتل اليهود المدينة يجب أن يمروا من هذا الطريق وعلى الأخص الجانب الأقرب للقناة لأنه الجزء الأصلب من الأرض.

كيف دارت المعركة ويومياتها لحظة بلحظة .. التفاصيل من خلال "تقرير قتال" ينشر لأول مرة كتبه العقيد أ.ح عادل هاشم ، رئيس عمليات مجموعة القتال التي تشكلت بمعرفة قائد قطاع بورسعيد اللواء محمد المقدم . .

تقرير قتال

ـ أفادت عمليات الاستطلاع الجوي صباح يوم 29 يونيو 67 (الساعة الثامنة وخمسين دقيقة ) عن قيام العدو بحشد قوة مكونة من سرية مشاة ميكانيكي شرق القنطرة شرق على الطريق الشمالي ، وتجمع قوة مكونة من سريتين مشاة ميكانيكي شرق جزير البلاح ، وحوالي الساعة الثانية عشر ظهرا من هذا اليوم شوهدت تجمعات لقوات العدو عند علامة الكيلو 41 شمال شرق القنطرة بحوالي 2كم تقدر بنحو 20 عربة مدرعة.

ـ استخلصت قيادة العمليات في قطاع بورسعيد نوايا العدو ، وقدرت نواياه بدفع قوة ميكانيكية خلال ليلة 29/30 يونيو للتقدم إلى مدينة بورفؤاد على الضفة الشرقية للقناة واحتلالها مع أول ضوء ليوم 30 يونيو ليحقق هدفه الاسترااتيجي بالسيطرة على الجزء المتبقي (الشمال الشرقي) لسيناء ليستكمل السيطرة المدخل الشمالي لقناة السويس وتهديد مدينة بورسعيد.

العدو / الموقف من يوم 9 يونيو 67 حتى نهاية يوم 8 يونيو 67:

ـ بعد وصول القوات الإسرائيلية للضفة الشرقية للقناة نهاية يوم 8 يونيو ، نظم العدو دفاعاته على طول القناة من لسان بور توفيق الشرقي جنوبا حتى القنطرة شرق شمالا (الليدو داخل) في شكل جزر دفاعية بقوة ف/ س (فصائل وسرايا) مدعمة بدبابات ومحتفظا باحتياطياته المدرعة بالطريق القريب والساحل الشمالي شرق بور فؤاد حتى  لا يحتل العدو الجزء الشمالي للقناة والساحل الشمالي شرق بورفؤاد حتى منطقة المحمديات (30كم)

ـ لا يحتل العدو الجزء الشمالي للقناة من علامة كم 40 ترقيم قناة السويس من شرقها حتى بورفؤاد (40 كم) ، ما يعرض الجانب الأيمن للقوات الإسرائيلية للتهديد بأعمال قتال قواتنا من اتجاه الكاب ـ جسر الحرش للتخريب ، أو توجيه ضربة من هذا الاتجاه ضد جانبه الأيمن، أو مؤخرته، إما منفردة أو بالتعاون مع أعمال قتال بالمواجهة ، أو من الجنب من اتجاه القنطرة ـ البلاح .

كان خلاصة دراسة موقف العدو الأرضي لمجموعة عمليات بورسعيد الآتي :

ـ إن العدو سيقوم بتأمين قواته في شمال سيناء بالاستيلاء على قطاع بور فؤاد (شرق بورسعيد) لاستكمال السيطرةٍ على الجزء الشمالي الغربي لشبه جزيرة سيناء والقضاء على أي قوات مصرية قد تشكل رأس كوبري بأرض سيناء المحتلة قد تستغل فيما بعد من قبل القوات االمصرية لبدء عمليات تعرضية للمحور الساحلي ، وبذلك يتم لها تصفية أي رؤوس كباري بالشمال الغربي لسيناء قد تستغل لصالح القوات المصريةٍ

ـ تركزت جميع المعلومات الواردة (الاستطلاع) لأنه من المتوقع قيام العدو الإسرائيلي بأعمال تعرضية اعتبارا من الساعة الخامسة فجرا يوم 26 يونيو 67 مع توقع قيامه بضربات جوية لمدة 3 أيام.

الموقف من سعت 500 يوم 29 يونيو حتى سعت 500 من يوم 30 يونيو 67:

ـ سعت (الساعة) 500 يوم 29 يونيو ، تحركت دورية إسرائيلية مكونة من 3/عربة جيب مجهزة برشاشات نصف بوصة وأجهزة لاسلكي ، بالإضافة إلى عربات ( نصف لوري) محملة بعدد من 8 ـ 10 أفراد من القنطرة شرق باتجاه الشمال بمحازاة الضفة الشرقية للقناة مارة بالكاب ـ التينة ـ رأس العش .. وصلت الدورية إلى العلامة 10.5 ترقيم القناة / سعت 1130 (الحادية عشر ةالنصف ظهرا)/ بعد أن قام برفع ألغام م/ د (مضادة للدبابات) بمنطقة التينة سعت 1100، بمهمة سطع (استطلاع) الأرض حتى رأس العش والتعرف على حجم قواتنا ، ثم عادت سعت 1200 يوم 29 يونيو.

ـ تفيد نتيجة استطلاع الجوي لطائرتنا (سعت 8.50 صباحا) يوم 29 يونيو بالتالي:

أ ـ تتجمع قوة مش / ميكا (مشاة ميكانيكا) شرق القنطرة شرق على الطريق الشمالي.

ب ـ سعت 1200 يوم 29 يونيو شوهدت تجمعات للعدو عند علامة الترقيم 41 شمال شرق القنطرة بحوالي 2 كم تقدر بنحو 20 عربة مدرعة.

خلاصة دراسة أعمال العدو والاستنتاجات:

من االمؤكد أن العدو ينوي الدفع بقوة ميكانيكية خلال ليل 29/30 يونيو لتصل بورفؤاد (الضفة الشرقية) والاستيلاء عليها مع أول ضوء في يوم 30 يونيو ليحقق هدفه بالسيطرة على الجزء المتبقي من الشمال الشرقي لسيناء ، وبذلك يستكمل السيطرة على مدخل الشمال لقناة السويس .

الموقف اعتبارا من سعت 600 صباح أول يوليو 67 :

!ـ سعت 9.30 أول يوليو ، دفع العدو بدورية استطلاع مكونة من 2 / عربة جيب ـ عربة نصف جنزير بقوة 15 فردا ، من االقنطرة شرق باتجاه الشمال على المدق المحازي للضفة الشرقية لقناة السويس ، بمهمة استطلاع الأرض وقواتنا وتمهيد الطريق وتطهير المدق من االألغام (م/د)، وقامت دورية العدو بتطهير المدق بنقطة الكاب ـ التينة شرق القناة بمعاونة مجموعة من سلاح المهندسين 2/ عربة نصف جنزير ، تم استدعاؤهم من القنطرة شرق خلال الفترة من سعت 10.30 صباحا حتى سعت 12.30 من نفس اليوم .ب ـ سعت 12.30 ، تابعت دورية العدو تقدمها باتجاه رأس العش ووصلت إليها.

جـ ـ سعت 1300 (الواحدة ظهرا) دفع العدو دورية مهندسين من القنطرة ( 2 نصف جنزير+ عربة مدرعة + جيب) مدعمة بعدد 2 طاقم هاون + 2 رشاش نصف بوصة إلى منطقة التينة لتطهير الأرض من الألغام ، وتم ذلك خلال الفترة من سعت 13.30 حتى سعت 1400 من نفس اليوم

د ـ سعت 13.30 ، وصلت دورية استطلاع للعدو مكونة من 2/عربة نصف جنزير (م.ع) + 2/عربة جيب حتى مسافة 3 كم جنوب نقطة القتال الخارجية لقواتنا برأس العش والمكونة من فصيلة صاعقة (30 مقاتلا) مدعمة ومؤمنة بمانع ألغام م/ د ، وم/ أ ، ودفعت أمامها عربة نصف جنزير بقوة 8 أفراد سطع + م ع حتى مسافة 1.5 كم جنوب نقطة القتال برأس العشٍ ، متخذين أوضاعا تحقق لهم الاشتباك السريع والوقاية والمراقبة (لم يقم العدو برفع الألغام برأس العش)

هـ ـ سعت 16.30 ، قام العدو باستطلاع جوي دقيق لمنطقة الكاب ـ التينة ـ رأس العش ـ بور فؤاد بعدد 1 طلعة جوية (استطلاع) بمحرك على ارتفاع منخفض جدا ، ٍمؤمنة بعدد 2 طلعة طائرة مقاتلة (ميراج).

و ـ أبلغت عناصر استطلاع قواتنا بالقنطرة بتجمع قوة مدرعة للعدو مكونة من 5 دبابات في شرق الليدو ، 4 دبابات في شرق القنطرة ، 3 دبابات بجسر الحدش ، وقول مركبات مدرعة شرق القنطرة .

ز ـ سعت 17.45 ، بدأت قوة مدرعة معادية مكونة من 5 دبابات + 9 عربات نصف جنزير منها 3 محملة بمدافع هاون 120 مم من شرق الليدو باتجاه الكاب (شمالا) ، وازداد نشاطه الجوي فو المنطقة لتأمين تحرك القوة المدرعة .

م ـ خلال الفترة من 2100 (التاسعة مساء) يوم أول يوليو وحتى سعت 5.25 من صباح 2 يوليو وصلت القوة المدرعة الإسرائيلية 05 بب + 9 / نصف جنزير سعت 19.45 لمنطقة تمركز الدورية أمام نقطة القتال الخارجية، وبدأت بالفتح واتخاذ مرابض نيران والاشتباك الفوري بنيران هاون ضد قواتنا بموقع نقطة القتال الخارجية برأس العش غرب (فصيلة من 30 مقاتلا) مستغلا الأنوار الكاشفة لعرباته النصف جنزير ، واستمر الاشتباك بالنيران من سعت 2000 (الثامنة مساء) يوم أول يوليو حتى سعت 0215 (الثانية والربع ليلا) يوم 2 يوليو لتأمين أعمال دورية المهندسين الإسرائيلية لمحاولة رفع الألغام بالمانع المقام (بواسطة قواتنا) أمام منطقة القتال الخارجية.

ـ دفع العدو بقوات إضافية ( 5 دبابات + 5 نصف جنزير) لتدعيم قواته المتمركزة أمام نقطة االقتال واقتحام المنطقة باتجاه بور فؤاد .. وقد وصلت قوة العدو إلى حوالي سرية دبابات سوبر شيرمان (أمريكية) ، سرية مشاة ، وسرية هاون 120 مم .

خارج تقرير االقتال :

سوبرشيرمان دبابة أمريكية تم إنتاجها كتطوير لدبّابة إم 4 شيرمان ، حيث ااستبدل مدفعها بمدفع دبّابة أيه أم أكس-75/13 الفرنسيّة عيار 75 ملم. خدمت في الجيش الإسرائيلي منذ منتصف الخمسينات حتى بداية الثمانينات من القرن العشرين. وقد شاركت في عدّة حروب ضمن الصراع العربي الإسرائيلي مثل حرب 1967 ومعركة الكرامة عام 1968 وحرب 1973 بالإضافة إلى الحرب الأهلية اللبنانية.

عودة إلى تقرير القتال :

ـ لم يتمكن االعدو من التقدم نتيجة عنف نيران قواتنا من غرب القناة ونقطة التينة.

ـ سعت 0025 يوم 2 يوليو بدأ العدو محاولته الأولى في اقتحام موقع رأس العش وفشلت محاولته الأولى بالرغم من تفوقه العددي والنوعي في الأسلحة والمعدات والأفراد ، نتيجة ثبات قوة الصاعقة بنقطة القتال وشراسة مقاومتها وإصرارها على قتال مدرعات العدو ، وتأثير نيران قواتنا على معداته ، وتم إصابة عدد 2 دبابة ومدرعة نصف جنزير ومدفع هاون خلال محاولته الأولى .

ـ سعت 0110 (صباحا) يوم 2 يوليو ، عاود العدو محاولة الاقتحام من الجانب الأيسر لنقطة القتال الخارجية (اتجاه الملاحة كنقطة ضعف قواتنا) ، إلا أنه فشل للمرة الثانية نتيجة الاستبسال لقوة الصاعقة المدافعة عن رأس العش ، وتم تدمير دبابة شيرمان ومدرعة خلال المحاولة الثانية التي استمرت لنحو 45 دقيقة متواصلة .

ـ سعت 1145 (نفس اليوم) قام العدو بمحاولته الثالثة لاقتحام موقع رأس العش بتكتيك المواجهة ، ولكنه فشل وتوقف أمام الموقع مسافة 100 م نتيجة استمرار بسالة قوة الصاعقة في الدفاع وتم تدمير دبابة أخرى وعربة مدرعة .

ـ سعت 2100 ، من نفس اليوم ، بدأ العدو في اقتحام الموقع بعد قتال عنيف للمرة الرابعة ، محاولا فتح ثغرة في حقل الألغام بالنيران من خلال تمهيد مدفعي بالهاون والدبابات وتم إحباط المحاولة للمرة الرابعة بنيران فصيلة الصاعقة ( م م ـ هاون ـ م د / ب10) .مدفع مضاد للدبابات

ـ المحاولة الخامسة من الدبابات الإسرائيلية لاقتحام الموقع تورطت في حقل الإلغام وتم تدمير دبابة ، وعاود مجددا لفتح ثغرة بحقل الألغام ، في الوقت نفسه الذي قامت فيه دبابة وعربة نصف جنزير بتطويق نقطة القتال من جانبها الأيسر ، ومؤخرة نقطة القتال ، وتمكن من ضربها من الخلف بالنيران .. وبعد قتال عنيف ، تمكن العدو من اقتحام مواقع النقطة من الجنب والخلف مخترقا الموقع بالدبابات وخسارة 3 دبابات أخرى و3 عربات نصف جنزير وإصابة 15 من جنوده.

ـ أسفر عنف القتال وخسائر االعدو ، وتدعيم القوات المصرية المرابطة بالنسق الثاني ( قوة سودانية ) تم إضعاف القدرات القتالية للعدو ، واضطر للتوقف عن محاولاته لاقتحام رأس العش وبدأ في استعادة كفاءته القتالية اعتبارا من سعت 500 يوم 2 يوليو بالأعمال التالية :

1 ـ محاولة إشغال قواتنا المجاورة في القنطرة لحرمانها من المناورة بقواتها ، وذلك بالإشتباك معها بالنيران اعتبارا من سعت 600 يوم 2 يوليو، لكنه سقط في الكمائن التي أعدتها قواتنا للعدو تدمير عدد 2 عربة نصف جنزير أثناء عودتها من رأس العش إلى القنطرة بالإضافة إلى 4 قتلى.

2 ـ قام بسحب قواته اعتبارا من سعت 6.30 من نفس اليوم مسافة 3 كم من موقع السرية السودانية ، محاولا تأمين نفسه بأعمل الحفر والتخندق لتجنب نيران السرية.

ـ سعت 1300 (الواحدة ظهرا) حاول العدو الدفع ببعض مدرعاته إلى رأس العش ، لكنه توقف مجددا نتيجة اشتباك قواتنا وتدمير أول دبابة حاولت التقدم إلى الموقع .. ليبدأ الإنسحاب التدريجي نهائيا ، وتبقى رأس العش الموقع الوحيد في الضفة الشرقية الذي لم يسقط في إيدي الأعداء ، وحال دون احتلاله مدينة بورسعيد ، وأنزل بالقوات الإسرائيلية ، أول خسائر حقيقة له في في الأفراد والمدرعات والدبابات .

لوحة الشرف العسكري :

نتيجة لبسالة وجسارة أفراد موقع رأس العش ، صدق القائد العام للقوات المسلحة على ترقية التالي اسماءهم ترقية استثنائية إلىى الرتبة التالية اعتبارا من 2 يوليو 67 :

1ـ ملازم أول جابر الجزار

2ـ ملازم فتحي عبدالله على

3ـ ضباط صف وجنود موقع رأس العش / كتيبة 43 صاعقة

4ـ ملازم عبد الوهاب انور حمزة / ك 103 صاعق/ عمليات قتال قطاع التينة

ـ توجيه الشكر والتحية إلى الضباط معاوني قائد المنطقة العسكرية الشرقية يوم 2 يوليو على أدارة أعمال القتال والنيران خلال معركة رأس العش خلال الفترة من 29 يونيو  حتى 3 يوليو 67 :

1 ـ عقيد اركان حرب أمين يحى الحلفاوي (تخطيط وأدارة مهام النيران غير المباشرة)

2 ـ عقيد أركان حرب عادل هاشم ( دراسة أرض المعركة وقواتنا ومقترحات قرارات القتال وتنسيق التعاون والإشراف على قرار القائد وتنسيق أعمال ووثائق وتعليمات هيئة القيادة وتنفيذ مهمة استطلاع وتأكيد معلومات موقف العدو العسكري.

ختاما :

أهم ما أسفرت عنه معركة رأس العش ، ليس فقط منع العدو الإسرائيلي من احتلال بور فؤاد ، وليس أيضا الخسائر التي أوقعها مقاتلونا البواسل في صفوف العدو ، ولا أيضا في رفع الروح المعنوية لمقاتلين على طول الجبهة لم يخرجو للتو من صدمة النكسة ، إنما الأهم من ذلك كان التحول الاستراتيجي في عقيدة القتال للجيش المصري .. فقبل رأس العش كان الإسرائيليون يراهنون على الصدمة التي تحدثها  مدرعاتهم و دباباتهم لجنود المشاة المصريين ، وبعد رأس العش أكتشفت القيادة العامة للقوات المسلحة أن المقاتل المصري يمكن أن يواجه الدبابة والمدرعة بكفاءة قتالية نادرة وبسلاح كان يستخدم خلال الحرب العالمية الثانية ( آر.بي جي 17) وكان الكشف مفتاح صمود ثلاثين ألف جندي عبروا قناة االسويس في العام 73 واقتحموا خط بارليف وسحقوا قوات العدو التكتيكية المكونة من ثلاثة ألوية مدرعة.

تحية لأبطال القوات المسلحة الذين قهروا المستحيل ، وتحية للشعب المصري العظيم الذي لن ينسى جرائم الجيش الإسرائيلي في سيناء وغزة والضفة والقدس ..أما هؤلاء الذين سجدوا شكرا لله على الهزيمة ، فنقدم لهم العزاء في الجنود الإسرائيليين الثلاثة .
-------------------------------------
أحمد عادل هاشم

مقالات اخرى للكاتب

إيديولوجيا العنف .. لم تعد فاتنة !





اعلان