23 - 04 - 2024

هو دين أبوكم إيه؟

هو دين أبوكم إيه؟

لفت انتباهي ونظري بقوة الدعوة الكريمة والجميلة من وزارة الاوقاف المصرية بالصلاة الجماعية على حبيب الحق وسيد الخلق ونور الدنيا سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام عقب صلاة الجمعة، وكذا تجاوب المصريين البسطاء والذين هم غالبية هذا الشعب المتدين والعاشق لدينه ونبيه ويرفض الاساءة لهم، ومستعد ان يدفع حياته ثمنا دفاعا عن دينه ونبيه.

ولفت انتباهي ايضا التجاوب العالمى مع هذه الدعوة الجميلة، حتى اعلن المركز الإسلامي فى الهند تعميمه للدعوة هناك وكذلك فى ماليزيا وإندونيسيا وحتى ألبانيا والبوسنة فى قلب أوروبا.

لكن كعادتهم دوما وأبدا خرج محموعه من أيتام الجماعات المتطرفة سواء من جماعة الاخوان أو من خرج من عباءتها ومن فكرها وفكر مؤسسيها  "حسن البنا – سيد قطب – الهضيبى – القرضاوى – وبقية أنصاف الآلهة لمؤيديهم"، خرجوا وملأوا الدنيا عويلا وصراخا بأن هذه الدعوة مرفوضة ودون أن يعللوا، وبغض النظر عن استشهادهم بمقوله ضعيفة للإمام الشافعى ومردود عليها من الأئمة الثلاثة الاخرين، ودعوا أيتامهم فى مساجد مصر للمقاطعة، ولا أدري من يقاطعون؟ هل يقاطعون سيدنا النبى أم الصلاة عليه أم يقاطعون الدين من الأساس أو يعلنون أنهم خوارج  ويسيرون على خطى الخوارج الأوائل.

"الشيزوفرانيا الاخوانية والسلفية" فى أبهى صورها للأسف، قبل عامين من الآن خرجوا هم انفسهم ونفس صفحاتهم وأشباه مفكريهم يشنون الهجوم على وزارة الأوقاف والحكومة المصرية، بحجة أنهم رفضوا تعليق لافتات تدعو للصلاة على النبى داخل المساجد، وخرج مطرهم وزوبعهم وشاطرهم وغبيهم وناصرهم وكفروا المجتمع والدولة والإعلام لأنهم قاوموا حملة "الصلاة على النبي"، والحقيقة اتفهم غباءهم ومعارضتهم لكل شىء وأي شىء منذ خروجهم من حكم المحروسة بخيبة أمل وتقريبا "راكبه جمل"، ولكن أن يختلفوا فى الصلاة على النبي فقطعا مندهش بشدة ولا أعلم ما هو دينهم الحقيقى.

ولا أزيد الحديث عن فضل الصلاة على الحبيب ولكن فقط  للتذكير وخاصة لمن يرهن سمعه وعقله لهذه الفئة الضالة:

أولا: ـ أن العبد حين يصلي على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوافق في ذلك رب العزة سبحانه وتعالى الذي يصلي على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع اليقين أن الصلاتين مختلفتان فصلاة الله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثناء وتشريف، أما صلاتنا فهي دعاء وسؤال إلى الله تعالى أن يعلي قدر نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعظم من شأنه.

 ثانيا: - التخلق بخلق الملائكة الكرام الذين يصلون على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ 

ثالثا: - اتباع الأمر الإلهي الوارد في القرآن بالصلاة والسلام على إمام المتقين ـ صلى الله عليه وسلم ـ  

رابعا: - يحصل من صلى على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرة واحدة على فضل عظيم، وهو أن الله تعالى ينعم على هذا العبد بأن يعطيه عشر أضعاف ما فعل، مع اختلاف عظيم ألا وهو أن ذكر الله لعبده أعظم وأجل من ذكر العبد للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والدليل على ذلك قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “من صلي علي واحدة صلى الله عليه عشرا” رواه مسلم وغيره، بل ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قوله من صلى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين مرة” 

خامسا: - أن المصلي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرفع له بها عشر درجات،ويحط (يمحى) عنه عشر خطيئات للحديث: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات" 

وللحق بات وجوبيا على مديريات الأوقاف في مصر وفى الصعيد بصفة خاصة أن تخاطب بقوة عقول شباب صغير لا يعرف عن دينه الوسطى الكثير، وأن يطارد هؤلاء وأفكارهم حتى في المساجد، واخص هنا ما شاهدته في مساجد محافظتى التى اسكن بها "قنا" وان يمنعوهم من الاستحواذ الفكري على الصغار والتى يحاولون من خلالها نقل أفكارهم التخريبية العفنة، وللحق فإن غالبيه شبابنا بات يعرف من هؤلاء وماذا يريدون. 

يا عزيزي المسلم الحقيقى والوسطى مثلنا، دعنى أسألك بالله عليك، هل علمت الآن وفى مشهد حقيقي وحاضر أمامك أن هؤلاء الناس يتقاتلون على الحكم والسياسة ولا يعنيهم الدين؟ بل وصل بهم أن يرفضوا دعوه للصلاة على النبى، بينما يدشنون حملات تأييد  لمرشح على شاكله أفكارهم في الانتخابات التركية ويدعون له في المساجد، يا سيدى هم يتفقون على "اردوغان" ويختلفون على "محمد رسول الله" مما يدفعني لسؤالهم وبكل ضمير مرتاح وعفة لسان "هو دين أبوكم إيه"؟
-----------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

مصنع السكر فى قنا ما بين أحلام جماعة الاخوان ووقاحة الكيان





اعلان