07 - 07 - 2025

هل يحسم الهجوم على البيت التركي بنيويورك الانتخابات لصالح اردوغان

هل يحسم الهجوم على البيت التركي بنيويورك الانتخابات لصالح اردوغان

تقرير – آمال رتيب


لم تكشف التحقيقات الأمنية بمدينة نيويورك حتى الساعة عن منفذ الهجوم على البيت التركي أمس الاثنين، إلا أن التكهنات بدأت تنسج عددا من السيناريوهات، صب معظمها في صالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واعتبر البعض أن هذه العملية أفقدت المعارضة التركية ورقتها الأخيرة في المنافسة.

أوضح كرم سعيد الباحث المختص في الشأن التركي أن حادث الاعتداد على البيت التركي رغم أنه لم يتم الكشف عن هوية  منفذ العملية حتى الآن، إلا أن حديث الرئيس أردوغان ومطالبته الولايات المتحدة الأمريكية بتوقيف منفذ الاعتداء على البيت التركي بنيويورك، والذي يضم القنصلية التركية، وlقر الاقتراع للانتخابات التركية، وسعيه لتوقيف المتهم، سيصب بلا شك في مصلحة الرئيس التركي أردوغان خلال عملية الإعادة الانتخابية المقرر لها 28 مايو الجاري، وهو مؤشر لما يمكن استغلاله من بعض القوى الغربية التي كان لها موقفها المعلن تجاه الانتخابات الرئاسية التركية، وبدت وسائل الإعلام الغربية منحازة ومسيسة بشكل كبير إلى جانب المعارضة، واستطلاعات الرأي التي أجريت قبل الجولة الأولى في 14 مايو كانت تشير إلى تقدم كمال كليجدار أوغلو، وأن الرجل قادر علي حسم المنافسة أمام أردوغان، ولكن ما حدث كان مغايرا لهذه التوقعات، وأثبت أن الرئيس التركي رجل عصي الهزيمة، ويملك كثير من الأوراق التي تؤهله للبقاء في المشهد التركي خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف: بالتالي حادث الاعتداء على البيت التركي سيتم توظيفه سياسيا بعناية من قبل حزب العدالة والتنمية، ومن قبل الرئيس التركي، أولها تشويه الصورة الذهنية للقوى الغربية، بأن هذه القوى حريصة على تراجع تركيا وليست تركيا التي يبتغيها الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وكذلك ضرب الصورة النمطية للمعارضة التركية باعتبار أن المعارضة التركية وخاصة أن كمال كليجدار أوغلو أكد في أكثر من خطاب له انعطافه نحو الولايات المتحدة الأمريكية في حال فوزه،  وسيكون أكثر اتساقا مع الاستراتيجية الغربية، وبالتالي فتوظيف هذا الحادث سيكون في محاصرة مرشح الطاولة السداسية في الانتخابات التركية، وفي تقديري أيضا سيتم استغلال هذا الحادث في تلميع الرئيس التركي وصورة حزب العدالة والتنمية باعتبار أن الرئيس يمثل جبهة الممانعة مقابل التدخلات الغربية في السياسة  التركية،  وكذلك اعتقد أنه سيتم توظيف الحادث في تحشيد التيار القومي في الداخل التركي، هذا التيار المحافظ الذي أصبح فرس الرهان في الجولة الثانية، وبالتالي توظيف الحادث لدفع هذا التيار القومي لمصلحة الرئيس أردوغان باعتبار الرجل الذي يمثل الممانعة أمام القوى الغربية.

وفيما يتعلق بالمعارض فتح الله جولن أكد أن هناك مواقف متشددة تجاه التنظيم الذي يمثله جولن، وفي المرحلة المقبلة سيتم استمرار تيار الاستقطاب لجماعة فتح الله جولن وتوظيفه سياسا للتحالف على جانب أمام الأزمات السياسية التي تواجه تركيا، سواء الاقتصاد، أو الاستقطاب السياسي أو تشويه المعارضة، وبالتالي ربما تشهد الفترة المقبلة مزيد من توظيف الخلاف مع جماعات خدمة، للقفز على التحديات التي لا تزال تواجه الرئيس التركي سواء في الاقتصاد أو غيرها.


وشهد أمس الاثنين هجوم شخص مجهول مبنى "البيت التركي" الذي يضم القنصلية التركية في مدينة نيويورك الأمريكية، وتعرض المبنى المقابل لمقر الأمم المتحدة، بهجوم مستخدما قضيب حديدي، وحطم نوافذ الطوابق السفلية للمبنىوأشارت الأنباء إلى أن شرطة مدينة نيويورك اتخذت تدابير أمنية مشددة حول مبنى "البيت التركي" عقب تلقيها بلاغا بالهجوم.

وطالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أجهزة الأمن الأمريكية ببذل كافة الجهود للقبض على مهاجم البيت التركي في نيويوركوقال أردوغان: "حطم رجل نوافذ المنزل التركي في نيويورك. ألا يجب أن نقول للسلطات الأمريكية وقوات الأمن إنها بحاجة للعثور على هذا الإرهابي بشكل عاجل؟"، وطالب أردوغان السلطات الأمريكية ببذل كل ما في وسعها للقبض على المهاجم.