27 - 07 - 2024

"لسان ونص" فيلم كوميدي مطبوع، ومشروع مسلسل درامي جاهز للتنفيذ للدكتور صلاح شعير

صدر عن دار الشواهين للنشر والطبع والتوزيع بالقاهرة، الفيلم السينمائي "لسان ونص" ضمن سلسلة الأفلام المقروءة، للدكتور صلاح شعير، وقد قام المؤلف باستهلال منجزه الفني بعرض الفكرة وصياغة الخط الدرامي، ومعالم الشخصيات، علاوة على خطة لتحويل السيناريو إلى مسلسل درامي من 30 حلقة،  وتقوم فكرة الفيلم على الخيال الكوميدي، الذي يناقش العديد من القضايا داخل أسوار الجامعة مثل: الصراع بين أنصار اللغة العربية الفصحى، وبين أنصار اللهجة العامية، علاقة المدرس المساعد بالأستاذ، تراجع المستوى العلمي لدى البعض، علاوة على بعض القضايا الاجتماعية، كتأخر سن زواج  النساء العاملات بالتدريس، كما طرح المؤلف عاطفة الحب الراقي كغلاف يؤدي إلى تغير حال المحبين نحو الأفضل؛ مقابل  طرح نموذج حب التملك، الذي يسبب العديد من المشاكل.

 والفريد في الأمر أن المؤلف قد تناول تلك الموضوعات؛ بأسلوب رشيق، حيث تقوم الكوميديا على المفارقات والتناقضات التي تفجرها بطلة الفيلم دكتورة عجيبة، سوء مع حبيبها دكتور لبيب، أو مع أسرتها، أو مع زملائها في محيط العمل بالجامعة، ويتميز السيناريو بأنها يعطي مساحة كبيرة للمرأة؛ لتصبح طرفًا فاعلا في صياغة الحدث الفكاهي، وهذا النمط في التناول يضفي نوعًا من التوازن داخل النص الدرامي.

 ويُعد هذا النص على وجه التحديد؛ محاولة لتقديم حواء بصورة تناسب إمكانياتها الفنية العالية، ورغم أن الكثير من النماذج السينمائية تعمدت أن تحصر المرأة في زاوية الإغراء والإثارة، بهدف تفصيل البناء الفني على مقاس نجم بعينه، إلا أن سيناريو فيلم "لسان ونص" تمرد على ذلك النهج، ليجعل الدور النسوي على قدم المساواة مع الرجل في صناعة الكوميديا؛ وقد نجح المؤلف في صناعة التوازن الدرامي بين كل شخصيات السيناريو، كما أن كل مشهد أو جملة في الحوار، تُعد مدخلا لدفع الصراع إلى الأمام.

ويرى الكاتب أنه في ظل اضطراب أسواق الإنتاج الفني، تبقى منافذ الطباعة والنشر؛ هي الوسيلة المتاحة للمرور إلى المتلقي، عبر الفيلم أو الدراما المقروءة، علاوة على التوثيق القانوني لحماية المنتج الإبداعي، وخاصة أن انتهاك حق المؤلف قد تجاوز مرحلة الشللية والتمييز الانتقائي؛ إلى استباحة الاعتداء المباشر على حقوق الملكية الفكرية بأي وسيلة؛ مع العبث بالمحتوى لإخفاء معالم الاعتداء، وغالبًا ما تؤدي مثل تلك الاعتداءات؛ إلى تحويل المنتج الفني إلى مسخ، من ثّم تفشل المنتجات السمع بصرية في جذب المتلقي، ومن ثّم  تقليص فرصة الدراما في التمدد والانتشار في الأسواق الخارجية.

وهذا الخلل قد يسفر عن انسحاب أغلب المواهب الحقيقية من الساحة، ومن ثَمَّ جفاف روافد الإبداع، أضف إلى ذلك التقاء مشاعر الإحباط الفردي في الوسط الثقافي، وهذا الأمر يتطلب مراجعة استراتيجيات الأمن الثقافي ككل بما يعزز بناء منظومة القيم المصرية، ولصالح فكرة المساهمة في بناء الدولة عبر الفن الراقي.

وطالما أن النشر لا يؤثر على إمكانية إنتاج المشروع السينمائي المطبوع لاحقًا، يكون من الأفضل توثيق المشروعات الفنية بالنشر، ومبرر ذلك أن تراجع القراءة بصفة عامة، يجعل النص المطبوع متاحا لعشرات أو مئات من القراء على الأكثر، بينما تبقى فرصة الفيلم في الانتشار كبيرة، لأن فيلما سينمائيا يحصد مشاهدات قد تصل إلى عدة ملايين على الأقل، هذا مع احتمال زيادة المشاهدة مع مرور الزمن؛ عبر إعادة  العرض على الشاشات والمواقع  الإلكترونية.