20 - 04 - 2024

وصارت النكبة نكبات ... فلسطين واخواتها

وصارت النكبة نكبات ... فلسطين واخواتها

يأتي مايو من كل عام  وتحديدا منتصفه ليذكرنا بفاجعة وواقعة أليمة ، ألا وهي اغتصاب قطعة غالية على قلوبنا وهي فلسطين الحبيبة بقدسها واقصاها، حدث هذا بعد خسارة عدة جيوش عربية الحرب ضد هذا الكيان المجرم، بل ذهب بعض المؤرخين العسكريين أن بعضا من هذه الجيوش تآمرت على فلسطين وشعبها بقبولها وقف إطلاق النار وإجبار المقاومين خارج الجيوش النظامية على ذلك، رغم تحقيقهم انتصارات ملحوظة في الأماكن التي كانوا يقاتلون فيها ،وتم اغتيال قادة هذه الجيوش غير النظامية مثل الشيخ الشهيد عبد القادر الحسيني والبطل أحمد عبد العزيز على يد العصابات الصهيونية بسبب هذا التخاذل .

خسارة جديدة وصدمة جديدة

ومنذ ذلك التاريخ لم يتحرر شبر واحد من هذه الأرض ، بل زادت الطينة بلة وتم اقتطاع بقية فلسطين في حرب يونيو 1967، وصدمت الأمة في جيوشها وحكامها ودولها ، حيث كانت الخسارة فاجعة ، فلم يقف الأمر عند فلسطين ، بل امتد ليشمل اراضي مصرية وسورية وأردنية ، وبعد حرب اكتوبر 1973 توصلت مصر لسلام مع هذا الكيان استعادت به مصر سيناء بسيادة منقوصة وكذلك الأردن .

ولم يقف الأمر عند نكبة فلسطين ، فبعدها بدأت سلسلة النكبات تحل على العالم العالم العربي ، بداية بالحرب الأهلية بلبنان والتي استمرت قرابة خمس عشر عاما تهتكت فيه اواصره وصارت مسرحا للقتل والإرهاب وتجارة المخدرات وتصفية الحسابات بين الدول العربية المختلفة سياسيا فيما بينها ، فهذايؤيد هذا الفصيل وذاك يؤيد تلك المنظمة رغم أنها كلها تحمل اسم المقاومة ، ورغم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف والتوافق على صيغة لإنهاء النزاع، ولكن لايزال لبنان يئن ويعاني منذ ذلك التاريخ.

الكارثة الكبرى

وفي عام 2003 كانت الكارثة الكبرى وهي الغزو الأمريكي للعراق واسقاط دولة مثلت الجبهة الشرقية في الدفاع عن العرب ووقف  أطماع ايران والفرس من ناحية ، وعامل ردع للكيان الصهيوني من ناحية أخرى ، رغم كل مساؤئ صدام ونزقه وغروره، لكن العراق كان عراقا متماسكا وقويا ومهابا، واستطاع أن يخرج من حربه مع إيران مع بكفاءة قتالية عالية ، حيث الكفاءة العسكرية وتحديث الجيش العراقي وامتلاك أسلحة وصواريخ متطورة وصلت إلى حد اتهام صدام بامتلاك سلاح نووي، وكانت هذه الذريعة لإسقاطه والتي تبين كذبها بعد ذلك، وبالتوازي مع المشروع العسكري كان هناك وضع اقتصادي مزدهر حيث عائدات النفط الكبيرة، ومنذ سقوط العراق في أبريل 2003 لم يعد العراق مرة أخرى حيث تمزق إربا بين الطوائف والمليشيات.

الربيع العربي ومؤامرات  أخرى

وجاء الربيع العربي فبدلا من مساعدة الشعوب مساعدة حقيقية في نيل مطلبها بالحرية والديمقراطية، فاذا بالقوى الكبرى تتآمر عليها وتنهي هذا المشروع وتدخل البلاد في حروب داخلية تقف وراءها قوى  إقليمية ودولية وعملاء بالداخل يعملون كوكلاء وتجار حروب، يقتاتون على دماء شعوبهم وبني جلدتهم ، واستمرات هذه القوى في نشاطها طمعا في البقاء بهذه الدول أو البحث عن تواجد دائم لها فيها، عبر قواعد عسكرية أو دول سقطت أنظمتها وهجرت شعوبها ولا تزال دماؤها تسيل حتى اليوم .
-------------------------------
بقلم: أحمد عبد العزيز

مقالات اخرى للكاتب

البطل صلاح الذي طرح العدو والتطبيع أرضا





اعلان