26 - 04 - 2024

لن نعيش في جلباب الماضي

لن نعيش في جلباب الماضي

إن العيش في جلباب الماضي، وبال على حاضر الأسرة والتماسك المجتمعي ومستقبل النفوس والقلوب في أي وطن ، وتبقى المغفرة والتسامح فيما يمكن العفو عنه والسماح فيه خير وأجدى لأصحاب القلوب البيضاء والأيادي العليا والنفوس القوية.

إن عدم مغادرة القلوب للماضي بعد تدبر دروسه ، يعزز مشاعر الكراهية والحسرة والأفكار السلبية والسلوكيات المؤذية، ويقوض جهود بناء الحاضر الإنساني أو مستقبله ، وهنا يقول الكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع :" طهر قلبك من الكراهية والرغبة في الانتقام ممن أساءوا إليك وعش حياتك باعتدال فلا تسرف في التفكير في المستقبل على حساب الحاضر ولا تتعامى عنه نهائيا".

كما يقول مدرب التنمية البشرية الراحل د.ابراهيم الفقي : "سامح ، و اطلق سراح الماضي، ليس الماضي إلا كنزا من المهارات والخبرات والتجارب، بدونها يتخبط الإنسان في الظلام،..، وكل يوم نعيشه : فهو هدية ‏من الله عز وجل ، فلا تضيعه بالقلق من المستقبل أو الحسرة علي الماضي ".

فلتغادر كل القلوب ، الماضي المؤلم ، و لترفع شعار:" لن نعيش في جلباب الماضي"، فإن لكل مشكلة حل، وإن حبس الأنفاس خلف أسوار الماضي المؤلم يهدد جودة الحياة في الأسرة والمجتمع ، وإن البكاء على اللبن المسكوب كالعدم ، وإن تجاوز آثار الماضي له طرق ودروب يعرفها المختصون، ومن بدأ لم يتأخر.

إن صناعة الحاضر الإيجابي والمستقبل النافع، خير من المكوث بجوار الآلام وصناعة الأحزان ، وفي هذا قال الشيخ الراحل محمد الغزالي " لا تجعل غيوم الماضي تغطي شمس الحاضر" وقال الشاعر الراحل جبران خليل جبران :" من يشنقه صوت الماضي لا يستطيع مخاطبة المستقبل".
--------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان