23 - 04 - 2024

بريد القلوب (1) أزمة ابني الصغير

بريد القلوب (1) أزمة ابني الصغير

يقول أب حزين في رسالته إلى بريد القلوب:" ابني الصغير بات أزمة في بيتي، أنهى دراسته وحصل على الدبلوم، ولم تنتهي صداماته معي، وفي خناقات مستمرة مع اخواته ، لا يسمع كلامي، لا يريد أن يعمل، يمد يده على ما ليس له، كي يصرف على الدخان والقهاوي والبنات، طردته عندما طفح الكيل، عمل في مهنة لا مستقبل لها، رجع البيت ورجعت أزماته".. ماذا أفعل؟.

وللأب المكلوم، أقول:

أولا: البدايات تؤدي إلى نهايات، وتحمل المسئولية يبدأ منذ الصغر، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر ، والنصح في الكبر كالكتابة على مياه البحر، ولكن لم يتأخر من بدأ ، عليك في البدء في رحلة وعي و تحصيل الزاد في كيفية التعامل مع المراهقين.

المستشارون الأسريون كثيرون، والمواد سواء المكتوبة أو المرئية كثيرة في هذا الباب.

ثانيا: لم أسمع الطرف الثاني، ولكن الصدام في هذا السن لم يأت من فراغ، ولا يأتي بخير، وإن مصاحبة المراهق خير وأجدى من الصدام معه، لأن هناك أساسيات ذهبت مع الرياح في تأسيس هذا الابن، وجاءت فترة المراهقة بكل رياحها لتعرقل كل ما تريده منه ولم تبذر بذوره في تربيته الأولى، ما أدى إلى العصف ببر الوالدين الذي بات لا يبالي به "آخر العنقود" ، بل لا يبالي بحاضره.

ثالثا : يقولون :" يزأر الأسد لكنه لا يلتهم صغاره"، ويقولون كذلك " مهما يفعل الأب فإنه لا يستطيع أن يجعل ابنه رجلا، إذ يجب على الأم أن تأخذ نصيبها من ذلك"، وهنا يجب أن نعي جميعا أن الأب والأم جناحان لاستقرار البيوت و نفوس الأبناء والبنات.

إن دورك مهم ولكن بدون حب تملك وسيطرة أو قلق مرضي أو عنف وصدام، والأم كذلك وباقي اخواته عليهم أدوار في الإنقاذ والتطوير والإصلاح عن وعي.

رابعا: إياكم ودوام اللوم والعتاب، هذا الابن عندما يدخل البيت ولا يجد إلا اللوم والنقد، ستخسرونه، ولو بعد حين، لأنه عندما يخرج في أماكن أخرى ومع أناس غيركم سيجد الكلام المعسول الذي يرضي غرور مراهقته، لذلك عليك بالجلوس مع أسرتك وبدء مرحلة جديدة في التعامل معه ، وعليكم ببدء الحوار البناء معه وحسن معاملته واحتوائه ودفعه إلى ترتيب حياته من جديد بعيدا عن البطالة ورفاق السوء.

اللهم ييسر لابنك وكل الأبناء والبنات العلا والمعالي.
-----------------------------------------------
يقدمه كل جمعة: حسن القباني






اعلان