لاتصدق من يقول لك: أن السودان سيعود !
السودان ذهب ولن يعود .. والفضل للمتأمرين عليه ممن هم حوله ؛ ومن هم بعيدا عنه؛ ومن أهله قبل كل هؤلاء؟
السودان ضحية العسكر الذين يتقاتلون صراعا على كعكته ؛ من الذهب والأراضى والأموال المودعة فى بنوك سويسرا والخليج .
السودان ضحية أهل ثورته الذين نسوا رفقة الميدان ؛ وتفرغوا لجبهات تحارب وتخون بعضها ؛ وتتحالف مع الشيطان والعسكر؛ للفوز بقطعة من نفس الكعكة؟
السودان ضحية المتآمرين عليه إقليميا وخليجيا وإفريقيا ودوليا ؛ للفوز بنصيب الأسد من نفس الكعكة !
السودان يازول مهره غال .. ولكنك تركته للأنذال والمتأمرين والإنتهازيين من السياسيين والعسكر؛ وجلست تنظر وتنتظر ليرموا لك بالفتات.
السودان يازول مهره غال .. ولكنك لم تصن له كرامة؛ ولم تحفظ له شرفا ولا عرضا؛ وتركته لموائد اللئام ينسلون من لحمه نسلة نسلة.
السودان ذهب وإن عاد فلن يعود السودان الذى عرفته يازول.
سيعود سودانا ممزقا بين أطماع المتربصين بثرواته وذهبه ؛ وبين أطماع بعض أهله من السياسيين الإنتهازيين والعسكر الذين إذا دخلوا قرية افسدوها. فما بالك ببلد طويل عريض كان اسمه السودان.
السودان يازول إن عاد .. قد يعود بعد إرهاق وتعب شديدين؛ ولكنك معه ستقاسى الأمرين أكثر مما قاسيته على امتداد تاريخك المليء بحوادث الانقسام والانفصال والانقلابات العسكرية؛ التي جاءت بناء على دعوات بعضها شعبية وبعضها سياسية مدنية ؛ لتذيقك مرارة الحرمان من أبسط ملامح العيش الكريم ؛ وتتركك نهبا مابين عصابة العسكر وميليشيات الدعم الشعبى وأخواتها ؛ وبين مرارة الغربة واللجوء للى يسوى واللى ما يسواش!
السودان يازول ليس البشير وفلوله وطابوره الخامس ؛ ولا البرهان ولا المدعو حميدتى ولا متآمرى الثورات والآكلين على كل الموائد !
السودان يازول فى يدك أنت وحدك ..
لتتحرك وتعلن رفضك لكل هؤلاء بالفعل لا بالقول، وكما حميت بصدرك العارى ثورتك ؛ قبل أن يختطفها الانتهازيون كالعادة فى ثوراتنا العربية !
مازلت قادرا يازول .. ان تقول لا لكل هؤلاء بنفس صدرك العارى الأقوى من كل بندقية أو طلقة رصاص ؛ يطلقها الجيش أو الدعم السريع أو حتى البطىء !
تحرك يازول، فزمام المبادرة مازال بيديك .
تحرك يازول، ولا تكتف بالنظر أو الانتظار ..
وأنت جالس هناك داخل بيتك أو تحت شجرة فى الخرطوم أو دارفور أو أم درمان؛ ترتشف من كوب الشاى ؛ بعد أن أكلت من طبق الويكة الشهير !
--------------------------------
بقلم: خالد حمزة