26 - 04 - 2024

بين مذابح بحر البقر وقانا ودماء الضفة وغزة.. يجب ألا تتوه البوصلة

بين  مذابح بحر البقر وقانا ودماء الضفة وغزة.. يجب ألا تتوه البوصلة

يأتي شهر أبريل من كل عام ليذكرنا بجرائم الكيان المحتل المتعطش للدماء، ففي الثامن من هذا الشهر كانت مذبحة بحر البقر ثم مذبحة دير ياسين في التاسع من الشهر نفسه، وتمثل هذه الذكرى جرحا مؤلما للعرب والمسلمين في كل مكان، خاصة في ظل عدد الضحايا الذين راحوا جراء هذه المذابح، حيث تتراوح الأرقام ما بين مائة شهيد و٣٥٠ شهيدا في مصادر أخرى، طبقا لبيان حركة حماس الصادر بمناسبة ذكرى مذبحة دير ياسين، أما مذبحة بحر البقر فكان ضحاياها ٣٠ شهيدا و٥٠ جريحا من أطفال أبرياء بمدرسة بحر البقر، وظلت عارا يلاحق الكيان المجرم الذي لم يتوقف عن جرائمه وتعطشه للدماء.

شهد هذا الشهر أيضا  مجزرة قانا اللبنانية الأولى، حيث وقعت يوم الخميس 18 أبريل عام 1996، وأعقبتها سلسلة من المجازر في نفس المكان تحت مرأى ومسمع من العالم. وراح ضحيتها 106 شهداء، المجزرة الأخرى مجزرة جنين والتي استطاع الفلسطينيون أن يحوّلوها إلى ملحمة بطولية من الصمود حتى الشهادة، ووقعت في 14 أبريل 2002، ووصفت بـ"أنها تفوق الخيال والوصف"، حسب  تيري لارسن مندوب الأمين العام للأمم المتحدة وخروجها عن كل ما هو مألوف وموجود في الحياة البشرية، فضلا عن عدة مذابح أخرى تلت مذبحة دير ياسين شملت عدة مدن على مدار نفس الشهر، وهذا يعكس وحدة الدماء العربية ما بين مصر ولبنان وفلسطين، وأن المجرم لا يستثني أحدا.

استهداف الاطفال وتعطش المجرم للدماء

لم تقف جرائم الاحتلال عند هذا الحد فتواصلت، مرورا بجريمته البشعة بدفن الأسرى المصريين أحياء عقب حرب يونيو ١٩٦٧ وبمذبحة صابرا وشاتيلا الشهيرة بلبنان عام ١٩٨٢عقب حرب شاملة قادها جيش الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتجرد من كل مشاعر الرحمة عندما مارس كل أنواع الإجرام ببقر بطون الضحايا وغيرها من جرائم التمثيل بالجثث.

ودوّن سجل جرائمه استهداف الأطفال أيضا، وأشهر واقعة تلك التي استهدف فيها الطفل محمد الدرة وما تلاه من استهداف عدد من الأطفال الآخرين في حروب الكيان المحتل ضد غزة، وصولا إلى مذابحه مؤخرا في الضفة، خاصة جنين ونابلس وبشكل يومي تقريبا وهذا يعكس تعطشه للدماء .

الصمت على جرائم الماضي والحاضر

لكن الملفت للأسف تراجع الاهتمام بهذه المناسبات التى تذكرنا بجرائم هذا المحتل، اللهم على بعض صفحات التواصل الاجتماعي، ولكن لا يوجد  اهتمام رسمي أو شعبي، بمعني إقامة ندوات ومؤتمرات وتنظيم وقفات وخلافه مما كنا نشهده في هذه المناسبات، وتذكير الأجيال الجديدة بها حتى تعرف حقيقة هذا الكيان المجرم ومن هو المتعطش للدماء، بل للأسف هناك صمت ليس على جرائم الماضي فقط بل جرائم الحاضر أيضا، ومنها الاعتداء على حرمة المسجد الأقصى ومايجرى كل يوم من اقتحامه وإخراج أهله منه بالقوة، والضرب المبرح سواء لمعتكفين أو معتكفات واعتقال البعض الآخر، بل وحماية المتطرفين في اقتحامهم للأقصي، إنه العار الذي يلحق كل نظام عربي واسلامي يتقاعس عن نصرة الاقصى ويتناسى جرائم الكيان الغاصب.

حتى لا تتوه البوصلة

على الأمة جمعاء دور كبير في التذكير بهذه الجرائم وتعريف الأجيال القادمة بها، لأنها هى التي تحدد بوصلتهم وتجعلهم يتذكرون قضية أمتهم دائما، والثمن الذي دفع فيها من ضحايا أبرياء وشهداء قدموا أرواحهم فداء لهذه الأمة ودفاعا عن فلسطين والأقصى، مثل الشهيد عبدالقادر الحسيني الذي يصادف ذكرى استشهاده الـ٧٥ شهر أبريل أيضا، وأن مذبحة دير ياسين كانت في اليوم التالي لاستشهاده، حيث دعم الاحتلال البريطاني عصابات الصهاينة وتمكنوا من السيطرة على عدة قرى وتم استهداف الشهيد البطل وغيره من الأبطال الآخرين، وهذا ما يجب أن يعرفه أبناء هذه الأمة.

كما يجب أن يعرف التلاميذ في جميع المدارس العربية والإسلامية أن هناك زملاء واخوة لهم ماتوا جراء قصف صهيوني لمدرسة مصرية بداخلها تلاميذ في عمر الزهور، كانوا يجلسون على مقاعدهم في أمان وإذ بأجسادهم تختلط بمقاعدهم وكراريسهم تتلون بدمائهم، لابد أن يعرف كل تلاميذ العرب حقيقة ما جرى ليس في بحر البقر فقط، ولكن في كل  بلد عربي كان ضحية لمصاصي الدماء من قادة هذا الكيان، حتي لا تغيب الحقائق وتظل البوصلة صوب العدو الأول وهو الكيان المحتل أو ما يسمى "إسرائيل".
--------------------------
بقلم: أحمد عبدالعزيز


مقالات اخرى للكاتب

البطل صلاح الذي طرح العدو والتطبيع أرضا





اعلان