أكد مندوب الأردن لدى جامعة الدول العربية، السفير أمجد العضايلة، أن ما يشهده المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، من اقتحاماتٍ واعتداءات على هذا الرمز الديني بمكانته التاريخية والشرعية للأمتين العربية والإسلامية، واعتداءات من قبل شرطة الاحتلال على المتواجدين فيه، تستلزم منّا جميعاً التحرّك واستمرار بذل الجهود على مختلف الصعد لوقف هذه السلوك العدواني، الذي هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تداعيات الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني واقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك.
وتابع: نجتمع اليوم في هذه الدورة غير العادية لأجل فلسطين وقضيتها العادلة وشعبها الشقيق، ولأجل القدس روح القضية الفلسطينية وريحانها، في ظل ما تواجهه من تحدياتٍ وانتهاكاتٍ واعتداءاتٍ تستلزم وحدة الموقف وتعزيز الجهود وتكثيفها للوقوف في وجه تصرفاتٍ مدانة ومرفوضة تقوم بها اسرائيل
ورحب سفير الأردن ، خلال انعقاد الاجتماع الطارى الذى طالبت به المملكة الأردنية الهاشمية لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين فى باحات المسجد الأقصى المبارك اليوم الأربعاء ، بالسفير محمد مصطفى عرفى مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
وقال سفير الأردن، إن ما تقوم به اسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والتي لم تضع أي اعتبارٍ لحرمة شهر رمضان الفضيل والحقوق الإنسانية والقانونية والدينية للشعب الفلسطيني الشقيق يشكل انتهاكاً خطيراً للمقدسات الإسلامية فى شهر رمضان المبارك.
وأكد العضايلة، أدانة المملكة الأردنية الهاشمية، لهذا التصرّف المرفوض والمدان، والذي يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها، لتشدد على ضرورة اتخاذ جميع الخطوات والإجراءات التي من شأنها وقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، والتحذير من مغبته، وتحميل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تبعاته، التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة.
وأضاف أنه بالتوازي مع ذلك يرفض الأردن ويدين أية خطوات اسرائيلية من شأنها المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، ويشدد على مطالبه الثابتة بضرورة الكف عن جميع الإجراءات المستهدفة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها، ورفضه لأي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني فيها، والتي ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وأوضح، أن الأردن مستمر في بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومواصلة مشاريع الصيانة والإعمار في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، إنطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها، والتي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني للحفاظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها، وتثبيت صمود المقدسيين بها، وحماية حقوق المسلمين والمسيحيين في ممارسة شعائرهم الدينية.
وتابع: إننا إذ نحمّل اسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية سلامة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والمصلين فيه، لنشدد أيضاً على أن إسرائيل تتحمل مسؤولية التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم.
وأشار إلى أن الأردن، وبقيادته الهاشمية ممثلةً الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، يعتز بالوقوف الراسخ والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويؤكد على المواقف الواضحة والمبدئية للمملكة في نصرة القضية الفلسطينية ومطالبة المجتمع الدولي بتلبية الحقوق العادلة والمشروعة للشعب ، بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب مسؤولية المجتمع الدولي بتطبيق القرارات ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين، المتخذة من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وذكر العضايلة، أن الجهود المتواصلة لتحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم لا يمكن لها أن تحقق ثمارها طالما تستمر هذه الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية التي تقوّض فرص السلام، ولذا نعيد التأكيد على أن الحفاظ على فرص السلام على أساس حل الدولتين، يتطلب وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت إلى، والأردن اليوم، مستمر وثابت في دوره ومواقفه وجهوده الموصولة إلى جانب أشقائه العرب على المستوى الإقليمي والشركاء الدوليين المؤمنين بعدالة قضية فلسطين وحقوق شعبها الشقيق والحرص على إدانة ومنع تكرار كل ما من شأنه عرقلة الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل والشامل، والذي لا سبيل له سوى حل الدولتين، ووقف جميع الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تقوّض كل جهد صادق ومبذول ينهي الاحتلال غير القانوني لأرض دولة فلسطين ويحقق المستقبل الآمن والمستقِر للشعوب العربية.