26 - 04 - 2024

الصائمون الجدد

الصائمون الجدد

تحتاج البيوت والمجتمعات إلى الإعتناء بالصائمين الجدد خاصة، من أجيال "الأندر إيدج"، أو من الذين بادروا لإتمام صيامهم المقتصر على الذات بصيام شامل يبدأ من الذات إلى العلاقات والمعاملات، تطبيقا للمفهوم الاجتماعي الأوسع لفكرة الصيام.

وإنني ممتن لرجع الصدى الإيجابي، حول ما كتبته، عن فكرة "الصيام الاجتماعي الشامل"، والذي إن دل فيدل على أن إيمان العقول بأهمية مد الأثر التعبدي الفردي على المجموع الاجتماعي والوعي الجمعي.

إن الفرصة سانحة في حضرة شهر رمضان المعظم، وصولا لباقي أيام الله، لصناعة صائمين جدد، على منهج جديد، لا يقتصر على الشهر الفضيل، ينطلق في آفاق رحبة لصيام شامل عن عن الأفكار السلبية والمتطرفة ، أو المشاعر السلبية المؤذية السامة، أو السلوكيات العدوانية قبل الصيام الرمضاني التقليدي من الفجر إلى المغرب، المقتصر على الأكل والشراب واللذة، وباقي المفطرات، والذي استخدمه البعض لتبرير زائف لأي مزيد من النهم والغضب والأذى والنكد.

إن الصيام لم يكن أبدا فريضة دينية صماء منعدمة التأثير، لفرض المشقة والتعب والارهاق، على القلوب والأرواح والنفوس، ولكن – ورغم ما يظهر من ضوابط ثقيلة- فإنه، مدرسة اجتماعية تصحيحية كبرى، لاحداث تغيير متدرج في النفوس، وصفاء متصاعد في الأرواح، ونقاء متزايد في بياض القلب ونقائها، وهذا التغيير ولا شك ، هو ما تحتاجه العلاقات والمعاملات، في زمن التطفيف الاجتماعي والشقاق الأسري والأزمات العائلية.

إن صوم الروح عن كل أذى وجرح، وصوم النفس عن كل شح ويأس، وصوم العقل عن كل خمر ودجل، وصوم القلب عن كل حقد وعجب، يصلح في الإنسان ما انهدم ، وفي العلاقات ما انكسر، وفي المعاملات ما فسد، ويصنع صائما جديدا.

------------------------

بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان