23 - 04 - 2024

ثلاثة نقاد وعشرة مثقفين يناقشون رواية مهمة سرية لأشرف ابوجليل

ثلاثة نقاد وعشرة مثقفين يناقشون رواية مهمة سرية لأشرف ابوجليل

- د. محمد حسن عبد الله : تدريس مثل هذه الرواية كفيل بتحسين مستوى اللغة العربية للطلاب 
- د محمد عليوة : الرواية بها فن وسياسة ونقد اجتماعي وتشويق وإثارة وظاهر وباطن 
- د. سعيد شوقي : مهمة سرية تدشين لكاتب عظيم في السرد وبها خلطة محسوبة بدقة شديدة 
- محمد ناصف : من يتصدى لأدب اليافعين عليه ان يتصدى للمشكلات الكبيرة كما فعلت هذه الرواية لا أن يكتب قصص تاريخية عن المشاهير 
- منى ماهر : الرواية موجهة لليافعين فلغتها مناسبة وأسلوبها مباشر وبها معنى تربوي 
- صلاح مصباح: الرواية كشفت متصدري المشهد، وتخلفهم وعدم موضوعيتهم، مهما تقلدوا من مناصب
.

أقامت دار بتانة ندوة نقدية لمناقشة رواية "مهمة سرية"  للكاتب أشرف أبوجليل شارك فيها النقاد الدكاترة محمد حسن عبد الله وسعيد شوقي ومحمد عليوة وأدارها الدكتور عايدي على جمعة، كما شهدت مداخلات من عدد من الأدباء الحاضرين ومنهم محمد عبد الحافظ ناصف وحمدي أبو جليل و منى ماهر وصلاح مصباح وإيمان سند ود. معتز الجنيدي ونيفين الطويل وجيهان محمود ولميس أشرف أبوجليل ومحمد أبوشادي

في البداية قال الدكتور عايدي على جمعة: "إن أشرف أبوجليل تنقل بين الشعر والمسرح والرواية، وله الفضل في التعريف بأبناء جيلي من شعراء دار العلوم عندما كان يذهب بنصوصنا الى كبار النقاد ويحضرهم لنا في الكلية ليقدموا دراسات عن شعرنا، ومنهم الدكتور محمد حسن عبد الله  الذي كان اول النقاد المتحدثين في الندوة فقال " ان الرواية جذابة ومشوقة وهي رواية لليافعين بامتياز وأرشحها لوزارة التربية والتعليم لتقررها على طلاب الصف الثالث الاعدادي أو الأول الثانوي، فعدد صفحات كل فصل تصلح تماما لحصة القراءة وتدريس مثل هذه الرواية كفيل بتحسين مستوى اللغة العربية للطلاب، وأن عناصر التشويق تبدأ من العنوان وتطور الاحداث والنهايات الثلاثة للرواية، فالرواية بها إعجاز فني ربما لا يدركه المؤلف نفسه والرواية تنتمي لفكر مستقبلي واحتمالات التأثير النفسي واستخدام تقنيات التواصل مع الإشارة للحساسية الأمنية وقوة الاعلام وسيطرته وتعدد النهايات كان رائعا" 

وقال الدكتور محمد محمد عليوة إن الرواية مثيرة للجدل، خرج فيه أشرف ابوجليل من فضاء القريض إلى أرض الرواية، في مهمة سرية بكل عناصر المهمة من إثارة وجسارة ومغامرة والتصريح والتلميح وبها عبث فني حلو المذاق بها، التضليل و التدليل والبوح والكتمان والتشويق وهذا ما أدى الى هذا الطوفان من الكتابة النقدية عن الرواية في كل وسائل الإعلام، فالرواية بها كل شيء من فن وسياسة ونقد اجتماعي على مستوى عال لنظام التعليم والعمل السياسي، وقدم ثلاث نهايات والرواية بها ظاهر ولها باطن والرواية ليس بها لحظات رومانسية وإنما كلها لحظات صارمة وبها مخاوف ووساوس وتهديدات وتحذيراتوتوترات وسوء ظن وأنفاس مكتومة ،وتخيلت الرواية أشبة بسيارة ترحيلات وضع المؤلف الأبطال جميعا بها وعنصر التشويق يجعل القارىء ما ان يبدأ فيها حتي ينتهي منها في جلسة، لأن القاريء يخرج من مطب الى مطب.

وقال الناقد الدكتور سعيد شوقي: سعدت بهذه الرواية جدا، وارى انها تدشين لكاتب عظيم في السرد، فالكاتب قدم ثلاثة سيناريوهات للنهاية وكل نهاية قدمت صوتا مختلفا مثلما فعل نجيب محفوظ في ميرامار، لكن الفارق هنا لم يجعل كل شخصية تحكي قصتها وإنما قام الراوي بحكي الحكايات الثلاثة والرواية قدمت خلطة محسوبة بدقة شديدة تشبه المعادلات التي تعطيها مقدمات فتعطي نتائج خاصة بصاحبها تخرج عن الحداثة والتقليدي والفنتازي والواقعي والكاتب يعلم مقادير الخلطة التي يقدمها للناس جيدا، وقدمت نخبة المثقفين في صراعاتهم كما تناولت ما يشغل الفتيان على مواقع التواصل الاجتماعي ويتضح هذا من الإهداء والمضامين، لم يترك شيئا فقد تناول الخرافة وغياب التفكير العلمي والتخلف المجتمعي والعشوائيات والصراع السياسي و التنوير واستخدام العقل ونقد صحافة الالهاء وغيرها وهو ما يصعب تدريسها في المدارس خاصة من الأمور السياسية 

ودارت عدة مداخلات من الادباء فقال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف: هذه رواية لليافعين والعالم كله يهتم برواية اليافعين ولكن نحن لدينا مشكلة وعلينا ان نعمل على تجويد الكتابة لليافعين، فمعظم من يكتب لليافعين يكتب عن شخصيات مثل السيدة خديجة أو عمرو بن العاص وغيرهم ولكننا نريد هذا النوع الذي يكتبه اشرف ابوجليل فهي رواية خالصة، هذه الرواية تلتصق تماما بالواقع الذي نعيش فيه، فالسوشيال ميديا هي التي تحرك شباب اليوم وتستقطبهم للهجرة غير الشرعية ومن يتصدى لادب اليافعين عليه ان يتصدى للمشكلات الكبيرة التي تحيط هم مثلما فعل أشرف ابوجليل.

وقالت الكاتبة منى ماهر: الرواية موجهة لليافعين فلغتها مناسبة واسلوبها مباشر وسيط وبها معنى تربوي، ويتناول اليافعين وتواصلهم مع الكمبيوتر ومواقع التواصل و تؤثر فعلا في اليافعين، وقد تناولت فقدان الطلاب القدوة ويفتقدون التعليم وان الفيس بوك قوة مؤثرة ومهم ان نتناول حروب الجيل الخامس، فالراي العام يتجاوب مع السوشيال ورؤية العالم المختلفة فالصين تهتم في الفيلم بحقوق الناس في العالم الثالث اما الفيلم  الامريكى فقد تناول الخوارق والقوى الخرافية لخلق فراغ روحي ووجداني لدى الشعوب لتلقى ما نقوله. 

وقال الأديب حمدي ابوجليل اهني اشرف على الرواية لما فيها من متعة وهذا ما يهمني فعلا والفكرة بها عظيمة وانا مذهول من الفكرة نفسها وكنت أتمنى الا يتعجل اشرف في طرح السيناريوهات الثلاثة  

وقال الكاتب صلاح مصباح: هذه الرواية عمل إبداعي يضاف لانجازات الكاتب المبدع أشرف أبوجليل وقد صنفها الكاتب لليافعين، لكن لن يبدأ احد في قراءتها إلا ويكملها، بصرف النظر هل هو من الشباب ام من كبار السن، مهمة الكاتب لم تكن سرية، بل واضحة فالمهمة الأولى: الكاتبة بلغة صحيحة، كأنه يريد أن يعيد للغة انضباطها ونصاعتها، خاصة شباب القراء والمهمة الثانية: سرد مشوق واحداث متلاحقة، من اول جملة حتى نهاية الرواية والمهمة الثالثة: رسالة الرواية، كشف بعض متصدري المشهد في بلدنا، وفضح تخلفهم وعدم موضوعيتهم، مهما تقلدوا من مناصب.

وقالت الكاتبة هدى توفيق : العنوان "مهمة سرية" يوحي بحس المغامرة والاثارة والتشويق عن ماهية هذه المهمة بالضبط ، ويأتي الإهداء في إطار تأويل حكائي أمام الخطاب الروائي ؛ أنه بمثابة إشارة تحذير لشباب الأمة الذي يجلس ساعات طويلة أمام وسائل التواصل الاجتماعي ، وهذا بالطبع له علاقة بالعنوان مهمة سرية ؛ لأنه يحكي عما يدور داخل عالم المراهقين والمراهقات من سن الرابعة عشرة عام تقريبًا أو قبله داخل المؤسسة التعليمية

وقال الدكتور معتز الجنيدي مدرس الاعلام استمتعت بقراءة فاحصة لرواية (مهمة سرية ) للشاعر والروائي الكبير أشرف أبوجليل وتذكرت على الفور كلمات ميريل ستريب للرئيس الأميركي الأسبق ترامب عندما يستخدم أصحاب النفوذ قوتهم للضغط على الآخرين.. فإننا نخسر جميعا  والحقيقة أن الكاتب بلغته البسيطة وإيقاع كلماته صنعت أمام بصري فيلمًا وتجسيدًا واقعيًا لسلسلة أمراض النخبة التي أرصدها واكتبها وادونها في دفتري لعل الوقت المناسب يأتي لنشرها رواية (مهمة سرية) تسلط الضوء على مثلث السلطة ثلاثي الأبعاد (سياسية- دينية- إعلامية) الذي قد يُساء أستخدامه ويسلط على رقبة من يريد ويقتل الأمل والمستقبل وبالتالي نخسر جميعًامعالجة أدبية أكثر من رائعة لو كان الأمر بيدي لطبقتها على الفور في عمل مسرحي وأدبي نُعيد به إحياء المسرح المدرسي المفقود

وقالت الشاعرة نيفين الطويل : اعجبني في الغلاف إلقاء الظل على الطفلة باعتبارها بطلة الرواية وقد استخدم الكاتب النهايات المفتوحة ورغم ذلك فان الكاتب قد ابان عن رأيه في السيناريو الثالث الذي جعل منه عنوانا للرواية وبساطة التناول اللغوي المتوازية مع ضخامة الموضوع والتناول اللغوي بالجمل القصيرة التي تحوى مضمونا كبيرا.






اعلان