مازال "مطعم فاروق الخيري 1932" حاضرا بحي "باب الشعرية" بمبناه ولافتته. لكن المطعم الذي ظل يحمل اسم آخر ملوك مصر مغلق، فلا تقصدوه. لم يعد يقدم اللحم والدجاج بالمجان، ويوزع الوجبات على الفقراء في بيوتهم. فمع الإطاحة بالملكية عام 1952 اعتبرته مصر الثائرة وضباطها الأحرار إهانة وعارا، فأغلقوه.
في بداية الثلاثينيات تعددت مبادرات اصطناع الشعبية للعائلة الحاكمة، بعدما أطاح الملك الأب "فؤاد" بدستور 1923 وبحريات وحقوق ثورة 1919، وحكم بالحديد والنار وتزوير الانتخابات، وفي ظل أزمة اقتصادية عالمية وصعود الفاشيات بأوروبا. ولكن في النهاية لم ينقذ لا هذا المطعم ولا غيره من دعايات منافقة "فاروق ملك الفقراء" من مصيره ومعه الاحتلال والباشوات.
91 سنة اليوم على افتتاح "مطعم فاروق"، ظهرت خلالها مبادرات لاتقضى على الفقر ولا تعالج أسبابه، كـ"موائد الرحمن" وغيرها. ولما توحش الجوع وفاض المتسولون والمتشردون على الوادي، عادت بقوة "كرتونة المواد الغذائية". وكانت قد أطلت مع استفتاء تعديل الدستور في أبريل 2019 ، والذي مد في آجال ولايتي رئيس الجمهورية بعد يونيو 2022.
.. ورمضان كريم.
وعجايب !
----------------------------
بقلم: كارم يحيى