26 - 04 - 2024

لا يأس مع الحضور

لا يأس مع الحضور

لا أمل في إصلاح معظم البيوت والعلاقات إلا بالحضور الإيجابي المؤثر لأطرافها، فكل غياب هو خصم من المؤسسة والمعنى، مؤسسة الأسرة بكيانها المحوري والاستراتيجي للإنسانية والمجتمعات، ومعانى العلاقات الإيجابية الخالدة وبخاصة المودة والرحمة والتكاتف والوفاء.

ليس كل حضور مثمر، بطبيعة الحال، ولذلك يجب أن يكون الحضور ايجابيا، عبر حُسن اختيار (الشريك /الكلمة /الفعل) في البدء، والتزود الدائم بالمعرفة والمعروف، لمعالجة ما يستجد مع الحضور، فالعرق دساس والبيئات تتنوع والعلم نور، وما ينفع لأسرة لا ينفع لأخرى، وما يصلح لوقت لا يصلح لآخر، وما وصل إليه العلم لا يجوز أن نحكم فيه بجهل أو نتعامل فيه دون بصر وبصيرة، وما ثبت فشله في المعاملات لا يجوز تكراره.

إن كامل الحضور، في العلاقات والبيوت ، هو حضور بالجسد والروح والشعور والنبض والفكر، بما يعزز قوة الأسرة وسعادتها ، وبما ينقذها وقت الشدة، وهو بذلك رفيق كل معنى جميل وشعور نبيل وفعل قويم وقرار حكيم.

وإن كل غياب اختياري سلبي أو غياب قسري لأي عضو في مؤسسة الأسرة، فاتورته غالية ومكلفة، فالبيوت لا تقوم على غياب أحد عن دوره ومكانته ورسالته، سواء داخلها أو خارجها.

إن للأم حضور لا يحذف حضور الأب، وللزوج موقع لا يلغي مكان الزوجة، وللأولاد نصيب واجب في المشاركة والتفاعل والدور، وغياب الأسرة عن المشاركة في تفاعلات صلة الرحم ناقوس خطر اجتماعي.

إن حضوركم في بيوتكم وعلاقاتكم هو الأمل، وإن الأمل ألا تملوا من مداومة الحضور، فلا يأس مع الحضور، ولا حياة مع الغياب، وفي هذا يقول الأديب الراحل أحمد خالد توفيق :" أحيانا يساعدنا الآخرون بأن يكونوا فى حياتنا فحسب".
---------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان