01 - 11 - 2024

الإذاعية ريهام سويلم لـ"المشهد": مشهد الإعلام الرياضي فى مصر "ليس لطيفا" ونحتاج تخطيطا لمستقبل الرياضة

الإذاعية ريهام سويلم لـ

- لدينا فرصة فى الوصول إلى كأس العالم المقبلة إذا أصلحنا المنظومة الرياضة
- لم يكن للوساطة دور فى عملي كمذيعة واخترت الرياضة بعيدا عن تخصص الوالدين
- فخورة بمشواري في الإعلام الرياضي وأهم برامجي "120 دقيقة" و "النجوم في رمضان" و"استفتاء على الهواء"
- تنظيم كأس العالم كان رائعا ونتائج الفرق العربية مشرفة

ريهام سويلم مذيعة مخضرمة بإذاعة الشباب والرياضة، مشوارها الذي استمر على مدى 25 سنة لم يكن خاليا من الصعوبات، مثل أى مشوار فى الحياة العملية، ولم يكن للوساطة دور في حياتها العملية على الاطلاق، ولكنها الكفاءة والتميز والعمل المتواصل والقدرة على الإنجاز.

فى هذا الحوار نتعرف على أهم البرامج التى قدمتها والصعوبات التى واجهتها، ومن هم قدوتها وأساتذتها، وما رأيها فى المنظومة الرياضية والاعلام الرياضى والسوشيال ميديا.

البداية

*في البداية.. كيف بدأت ريهام سويلم مشوارها الإعلامي؟

- بدأت مشوارى فى الإذاعة حينما علمت من الإعلامى محمد مرعى أن هناك تقديما لمذيعين جُدد، وتقدمت بالطلب وحينما تم تحديد موعد الاختبارات أمام اللجنة التى تضم كبار الإعلاميين، لم يكن أحد منهم يعلم أنا ابنة من فى الإذاعة، ونجحت فى المقابلة الشخصية، وتمت الموافقة على عملى كمذيعة فى الشباب والرياضة، وتخصصت فى الرياضة فقط، وبعدها عرف الجميع أن والدى الصحفى والشاعر أحمد سويلم، ووالدتى الإذاعية رباب البدراوى.

*هل لعبت الوساطة دورا في مسيرتك الإعلامية؟

- لم يكن للوساطة دور فى قبولى كمذيعة فى إذاعة الشباب والرياضة، والدى صحفى وشاعر كبير ووالدتى تعمل فى صوت العرب، ومجال عملها بعيدا عن الرياضة، لذلك كنت حريصة جدا أن أعمل فى مجال الرياضة بالتحديد حتى لا يقول أحدا أن والدها أو والدتها فى نفس المكان ، وحرصت على النجاح والتميز وهذا دليل على نجاحى بمجهودى فى العمل دون مجاملة من أحد، ولمن لا يعرف الوالدان ليس لهما عمل فى مجال الرياضة.

كانت الإعلامية القديرة نجوى أبو النجا تشجعنى، وكان نجاحى فى عملى كمذيعة فى الرياضة أننى أحب الرياضة وأمارس أكثر من لعبة رياضية، وبالرغم من ذلك درست الرياضة واخذت كورسات لأنجح فى عملى.

القدوة

* من قدوتك في مجال الإعلام الرياضي؟

- والدتى هى قدوتى فى مجال الاعلام كمذيعة، وتعلمت من أساتذتى فى مجال الاعلام الرياضى وهم جميعا احتونى ولم يبخل أحد منهم بأى معلومة. أنا موجودة فى الاذاعة منذ عام 1996، نزلت الملاعب وسجلت مع اللاعبين والمدربين، وكان اساتذتى يوجهونى وأخذت منهم جميعا الخبرة.

الصعوبات

* حدثينا عن الصعوبات التي واجهتك في طريقك نحو تحقيق أهدافك؟

- أى مجال لا يخلو من الصعوبات، وعمل الفتاة فى مجال الرياضة بالإذاعة ليس سهلا أو سلسا، ولابد للفتاة أن تتمتع بمميزات وتفهم فى مجال الرياضة بشكل عام. ذهبت لمتابعة العديد من من البطولات والألعاب الرياضية المحلية والدولية ومنها الالعاب الأولمبية والأفريقية ونهائيات دورى أبطال أفريقيا والكونفدرالية.

بعض المباريات فيها صعوبات نظرا لحماس الجماهير، وفي البداية كان الموضوع صعبا فى المتابعة الرياضية، لكنى تعودت على وجودى فى الملاعب وكثيرا ما سافرت لمتابعة المباريات يوميا فى مختلف المحافظات فمثلا كنت أذهب لمباراة الاتحاد فى الاسكندرية وفى اليوم التالى مباراة فى الاسماعيلية وفى اليوم الثالث مباراة فى القاهرة للأهلى أو الزمالك، كل هذه المباريات كان يتم فيها لقاءات مع اللاعبين سواء فى حالة الفوز أو الخسارة.. كل ذلك زادنى خبرة فى مجال التغطية الخاصة بالأنشطة الرياضية.

نصيحة

*نصيحة لا يمكن أن تنساها ريهام سويلم وحرصت على تطبيقها خلال عملها؟

- كنت أشعر بالقلق، وأبتغى أن أكون على أحسن وجه، وأتذكر حينما كنت أكتب الأسئلة لإجراء الحوار مع أحد اللاعبين فى الملعب قررت الا أقرأ الاسئلة من ورقة، خاصة أننى كتبتها .. لذا تعودت الاعتماد على الذاكرة ومن هنا نصيحتى لأى أحد يريد النجاح أن يكون متميزا وتكون له شخصية مستقلة ويفهم ويقرأ المشهد كله بشكل جيد. عملنا على الهواء يحتاج مهارة ولباقة عالية جدا، أى شئ يحدث على الهواء لابد من حُسن التصرف ومواجهة الموقف بشكل جيد نفسيا. لا احب أن يدخل أحد مجالا لا يحبه ولا يتميز فيه، لذلك لا داعى لاستكمال المشوار ما دام الشخص غير مجتهد أو لا يتميز بالكفاءة.

أعز البرامج

* قدمتِ العديد من البرامج الإذاعية عبر إذاعة الشباب والرياضة.. حدثينا عنها وأيها الأقرب لقلبك؟

- قدمت برامج عديدة والتقيت بمعظم نجوم الرياضة، على مدى 25 سنة اجريت حوارات مع الجميع تقريبا، قدمت برامج مسجلة أُذيعت  بعد الإفطار فى رمضان، وقدمت برامج على الهواء مباشرة. من أعز البرامج برنامجان هما "120 دقيقة" وكان يذاع من الساعة 8-10 مع الكباتن شوبير وسيد عبد الحفيظ،  ثم بدأت فى العمل فى البرنامج  بمفردى ونجحت، أما البرنامج الثانى هو برنامج النجوم فى رمضان وكان خلال السنوات الماضية يعد من أنجح البرامج، ويذاع من الساعة 3-6، ويتناول مسيرة حياة اللاعبين، هذا بجانب برنامج استفتاء على الهواء.

* على الصعيد المحلي مَن مِن الأندية تُشجعين؟ وماهي توقعاتك للدوري المصري هذا العام؟

- لابد أن يكون المذيع محايدا أمام الميكروفون، واشجع كل فريق يلعب جيدا، والدورى بدأ هذا الموسم بصورة جيدة، ويجب على الفرق الرياضية أن تراجع موقفها، واتمنى أن ينتهى الدورى المصرى فى موعده، وأن يكون هناك تنافس قوى وحقيقى بين الفرق

القوس والسهم

* تشغل ريهام سويلم منصب نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد القوس والسهم.. حدثينا عن تلك التجربة، واي مستقبل ينتظر هذه الرياضة فى مصر؟

- رياضة القوس والسهم رياضة ممتعة، ووجودى فى الإتحاد الرياضى للقوس والسهم منذ عام 2008 حتى الآن، كما أتولى منصب نائب رئيس الاتحاد العربى للعبة، وهذه الرياضة لعبة جميلة جدا تُركز على الذكاء. ومن مهارة اللاعب أن يرمى السهم وهو مغمض العينين، ومن دواعى الفخر لدينا لاعبة غير مُبصرة ولديها ميزة كبيرة وهبها الله الموهبة لتحقق الهدف، وعلى كل لاعب أن يتميز ويفهم اللعبة جيدا ليستمع ويستمتع معه الجماهير الرياضية. وسوف نجتهد دائما لتحقيق الفوز ببطولة العرب وأفريقيا.

كأس العالم

* كيف رأت ريهام سويلم تنظيم دولة عربية "قطر" لكأس العالم؟

- كان تنظيم قطر لكاس العالم رائعا جدا.. وكانت هناك قرارات يتم اتخاذها وتنفيذها بسرعة ومرونة وهذا شئ جيد، كل التحية لتنظيم كأس العالم فى قطر وكل التحية للقرارات التى تم اتخاذها والتزمت بها معظم الفرق المشاركة، بالرغم من معارضة بعض الفرق وتهديدها بالانسحاب من البطولة، والمهم هو إصدار قرارات يتم تنفيذها لصالح كرة القدم، ومن يفكر خارج نطاق رياضة كرة القدم فهو الخاسر، وكل محاولات الخروج على النص مرفوضة. حققت المنتخبات العربية المشاركة فى كأس العالم بعض مما كان يعد أحلاما، فازت السعودية على الأرجنتين وتونس على فرنسا رغم خروج الفريقين من دور المجموعات، وحققت المغرب إنجازا تاريخيا بالوصول إلى نصف النهائي ونتمنى أن يحالفها التوفيق للارتقاء أكثر خلال السنوات المقبلة.

* كيف ترين إخفاق المنتخب الوطني في الوصول لكأس العالم ٢٠٢٢؟، وماهي الروشتة التي تقدميها حتى لا يتكرر هذا الاخفاق؟

- نحتاج أن نعمل بطريقة صحيحة، وأمامنا أربع سنوات وممكن نصل إلى كأس العالم القادم عام 2026،ويجب التدخل من المهتمين بالمجال الرياضى لتنجح المنظومة الرياضية، كما أن الإعلام الرياضى عليه أن يهدأ وأن يكون للسوشيال ميديا دور ايجابى فى المساندة والدعم، خاصة أن الآراء الموجودة فيها تؤثر فى المنتخب المصرى، واعتقد أننا لا نستحق الخسارة أما السنغال ولكنها كرة القدم فيها الفائز والخاسر، كما اعتقد أن لدينا فرصة فى الوصول الى كاس العالم المقبلة إن شاء الله.

"مش لطيف"

* ما تقييمك للمشهد الإعلامي الرياضى في مصر خلال الوقت الراهن، وأي مستقبل ينتظره؟

- المشهد الاعلامى فى مصر "مش لطيف"، نحتاج للكثير مما يجب أن يتم عمله وأخذ القرارات  الصارمة ونضع نظرة للمستقبل تتحقق، وما حدث فى تصفيات كاس العالم دليل على ذلك، لقد بعدنا عن البطولة ليس بسبب ضربة جزاء ولكن هناك أشياء يجب أن نعمل عليها منذ فترة ولم يتم العمل بها، نحتاج تخطيطا لمستقبل الرياضة فى مصر بشكل مختلف، ولو كان ذلك موجود نحتاج لتنفيذه بشكل صحيح، ولا ننفذ بندا ونترك بندا آخر. نحتاج جمهورا، ونحتاج قرارات صارمة مع الجمهور لردع المخالفين، نحتاج عملا من الجميع فى كل المنظومة الرياضية، وليس عملا من شخص واحد او فئة واحدة، لدينا أفكار وشباب جيد، ويجب إعطاء الفرصة للتنفيذ الصحيح واعتقد لو أن الجميع اتحدوا سيكون القادم أفضل.

* كيف ترين إهتمام الدولة المصرية بتمكين المرأة و الإعتماد عليها في العديد من المناصب القيادية؟

- لدينا سيدات نرفع لهن القبعة، وحققن النجاح، واذا كانت الفرصة التى تتاح لهم مهمة جدا فإن اثبات النجاح مهم أيضًا وكل من يأخذ الفرصة سواء رجال أو سيدات يجب على الجميع التفوق وتحقيق النجاح. وفى مجال الإذاعة تولت السيدات منصب القيادة وأثبتن الكفاء والقدرة ولذا تستطيع المرأة دائما أن تتولى المناصب وتنجح إذا أخذت الفرصة.

* رسالتك لخريجي إعلام ممن يرغبون فى الالتحاق بالعمل فيما تخصصوا فيه؟

- أن يأخذ كورسات ويتدرب جيدا، ويسمع لنصائح أساتذته، ومن لديه الكفاءة والتميز سينجح، وكنا فى اوائل العمل نسمع وننصت ونرى كيف يكون اللقاء والحوار، واستفدت كثيرا من الاعلامية مرفت ورشانه فى هذا الشأن، وأخيرا على من يريد العمل الاذاعى والاعلامى أن يكون لديه مصداقية وقدرة لغوية جيدة ومخارج الالفاظ واضحة وسهلة، ومن لديه الموهبة والكفاءة وكل ما ذكرت سينجح.