18 - 04 - 2024

الاطمئنان أولا

الاطمئنان أولا

إن البيوت لا تقوم أبدا على الخوف والارعاب، أو وضع العلاقات والمعاملات تحت سياط الإكراه والقهر، فالاطمئنان حاجة بشرية أساسية، والأسرة يجب أن تكون مصدر أمان واطمئنان.

البيت ليس سجنا أو مركز  الشخط والزعيق والتأديب، والزوج ليس سجانا ولا إلهاً، والزوجة ليست حاملة لواء التهديد والعنف، والأبناء ليسوا فئران تجارب ولا رهائن بيئات الأب أو الأم، ولن يستقر بيت أبدا في وجود مشاعر الخوف من الحوار أو الاعتذار والتصحيح أو الخوف من الغد ، فكل خوف سلبي يدفع الأسر إلى الأزمات.

يقول الكاتب الاجتماعي الراحل عبد الوهاب مطاوع : ( القلق والخوف والإحساس بالعجز وافتقاد الهدف والإحساس مهما كان ضئيلاً هو أكثر ما يهدد الشباب).

إن حب السيطرة والإدارة الأسرية بالتخويف، لن يطرحا نجاحا أسريا أو اجتماعيا أبدا، وإن حققا نتائج مرضية مؤقتة للبعض ، سيحطما المستقبل، ويتركوا في المجتمعات أجيال هشة عالة ، تترك آثار سلبية في كل مسار تواصل أو موقع مسؤولية.

يقول العلامة العربي ابن خلدون في مقدمته العبقرية :"من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب والخبث، والتظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله، وصار عيالاً على غيره في ذلك".

لابد من محاصرة ذلك المرض الأسري المتوطن، وإعلاء سبل الطمأنينة أولا عبر تجديد الوعي ، من أجل إقرار السلام والاحتواء والحوار البناء.
--------------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان