لازالت بعض العلاقات والمعاملات تعاني من إشكالية واضحة في حسم خيارات حياتها سواء بدوام صون العيش والملح أو تصحيح المسار أو الافتراق الرشيد في ضوء التحديات الراهنة على المستوى الأسري والإجتماعي.
يقول صاحب القلم الرحيم عبد الوهاب مطاوع :" إن هناك أشخاصا يكفي مجرد وجودهم في الحياة لكي تتخفف الدنيا من بعض قبحها وقسوتها وعنائها وهناك أشخاص آخرون يكفي مجرد وجودهم في الحياة لكي تزداد مساحات العناء والظلم والقسوة فيها".
إن الاستمرار الكريم في العلاقات الأسرية والاجتماعية ، يتطلب حسن الاختيار في البدء و استمرار حسن المعاملات ، والفقه المتجدد بكل ما استجد من علوم ، لضبط المشاعر وسقف التوقعات ومعرفة سبل العطاء وطرق التواصل وتجويد الحوار وأولويات العيش واحتياجات الروح والنفس والجسد والحياة ككل.
إن أي استمرار ناجح، ليس بالمجان ، بل يحتاج إلى مثابرة ومجاهدة وطلب العلم ، وتقديم سبل الوفاق والرفق والرحمة على الشقاق وضيق الأفق و التضييق والتعسف والغبن والطبق على الأنفاس والتعلق المرضي الخ.
من لم يحسن الاختيار ذاق المرار ، ومن لم يقدم السبت لن يجد الأحد، ومن لم يتعلم الدرس مصيره الهرس، ومن لم يقدم كريم الفعل والقول، لا ينتظر استمراره في ذات الموقع في القلب أو الروح ومن لم يسع للتعافي مع أي ألم فلا يلومن إلا نفسه.
في نهاية المطاف على من فشل المغادرة برفق والافتراق برشد وتحضر دون مناكفات ولا صراعات مستقبلية، احتراما للعيش والملح ورحمة بثمار العلاقات والأرواح المكلومة ومتطلبات الحياة وأولوياتها.
إن الحياة باتت لا تحتمل الاختيارات الفاشلة أو استمرار الفشل ، ولا غنى عن تعلم فنون العيش في العسل لا البصل و بالحب لا الكرب.
--------------------------------------
بقلم : حسن القباني