19 - 04 - 2024

القلب الطيب

القلب الطيب

إن في جسد الأسرة جزء إذا ارتقى ارتقت الأسرة، وإذا خاب خابت الأسرة ألا وهو القلب، ولذلك فعناية الأسر بالقلوب، هي ركيزة البناء وصمام الأمان في الأوقات الصعبة.

إن الاعتناء بالقلوب منذ الصغر في مدرسة الأسرة كالنقش على الحجر، من أجل تخريج قلوب بيضاء لا تعرف السواد ، وطيبة تنشر الوداد ، ولطيفة دون امتهان، وقوية دون قسوة، وكريمة دون إسراف ، وكبيرة دون كبر، وعزيزة ترفض الذل ، وصافية تأبى الغش، ورحيمة لا تفجر في خصومة، وأمينة لا تغدر، وحكيمة لا تتجاوز عند نزاع أو خصام.

إن القلوب الطيبة هي رحمة الحياة ودرع الأوطان، وإن الأوقات الصعبة تتطلب هذه القلوب النابضة باللطف والعطف والرأفة، فكل قلب طيب رفيق لطيف عطوف رؤوف حليم، والله عز وجل كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :" رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على ما سواه".

وللأسف، في ظل انتشار التطفيف الإجتماعي وعدم تجويد العلاقات والمعاملات، في كثير من المجتمعات، تواجه القلوب الطيبة، ضربات مؤلمة، وشعورا متصاعدا بالمظلومية والخذلان ، خاصة في أوقات الخلاف، ما يتطلب يقظة اجتماعية ورعاية أسرية، عبر تصحيح للواقع وتنمية روحية ونفسية ومعرفية متجددة تضبط سقف التوقعات وتحافظ على مسافات الأمان وتنشر أجواء الطمأنينة.

يقول الكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع :"نحن ككل البشر يؤلمنا الغدر والجحود والخذلان ، لكن لماذا لا ننتبه إلى أن ذلك قد أنقذنا في الوقت نفسه من صحبة من لا يخلصون لنا الود ولا يحفظون عهودنا ولا يستحقون منا أن نأمن إليهم أو نقضي بقية العمر إلى جوارهم !".
-------------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان