26 - 04 - 2024

هات هات

هات هات

إن الحاجة إلى الاعتناء بمسارات الإنفاق في الحياة الاجتماعية بات يشكل أهمية قصوى في ظل الأزمات الاقتصادية والأسرية والتعقيدات النفسية المتراكمة جراء تحديات عدة. 

الانفاق ليس مقتصرا على المال ولكن يمتد إلى المشاعر والعواطف و جبر الخواطر والعلم والجهد والأوقات الخ ، ولا يجدى كثيرا إذا كان من اتجاه واحد، وهو باب الاطمئنان والوفاق. 

إن كل انفاق مادي ومعنوي ، له ثمار علوية بوعد الله عزوجل ، حيث قال تعالي : (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) ، ولكن يجب أن ننتبه إلى أن الحياة لا تقوم على إنفاق من طرف واحد ( هات هات )، وأن الدنيا (هات وخد) وأن العلاقات أخذ وعطاء، وكل نجاح في ذلك يقوم على الوعي الجميل بجدوى الانفاق في الأرض والسماء. 

يقول الكاتب الاجتماعي الراحل عبد الوهاب مطاوع : (العلاقات الإنسانية بصفة عامة هي علاقات أخذ وعطاء..وليست أبداً طريقاً ذا اتجاه واحد من المنبع إلى المصب كعلاقة الأنهار بالبحار التي تصب بها).

إن الإنفاق المعنوي وبخاصة العاطفي أحد أهم وسائل مواجهة أزمات اجتماعية عدة منها: الخرس الزوجي ، ذلك المرض المستشري في البيوت حاليا ، والذي يحدث نتيجة أسباب كثيرة منها: البخل العاطفي. 

وإن الانفاق المادي لا يجب أن يقتصر على تموين المعدة فحسب ، وفي هذا يقول الكاتب الراحل مارك توين : (المعدة الممتلئة لا تساوي شيئاً عندما يجوع القلب والعقل)، ويجب أن يمتد الانفاق المادي  إلى تعزيز سبل التكافل الأسري والتضامن الاجتماعي جنبا بجنب الاستثمار في تطوير النفس وجبر القلب وتعمير العقل.

اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا
-----------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان