26 - 04 - 2024

زمن الفراخ الجميل!

زمن الفراخ الجميل!

ولأنه زمن الفراخ بلا منازع .. سأروى لك قصتين عنها.

فى كتاب الأذكياء لابن الجوزي .. 

قَدِمَ أعرابيٌ مِن أهل البادية على رجلٍ مِن أهل الحضر ، وكان عنده فراخ كثير ؛ وله امرأة وابنان وابنتان ، قال : فقلت لامرأتي : اشوي لي فرخة وقدّميها لنا نتغدى بها ، فلما حضر الغداء جلسنا جميعا ، أنا وامرأتي وابناي وابنتاي والأعرابي ,، فدفعنا إليه الفرخة ، فقلنا : “اقسمها بيننا”, نريد بذلك أنْ نضحكَ مِنه، قال : لا أحسن القسمة ، فإن رضيتُم بقسمي قسمت بينكم ، قلنا : فإننا نرضى.

 فأخذ رأس الفرخة ، فقطعه ثم ناوله لصاحب الدار . قال : الرأس للرئيس ، ثم قطع الجناحين قال : والجناحان للابنان ، ثم قطع الساقين فقال : والساقان للابنتين ، ثم قطع الزلمكة وقال : هى للعجوز “يعني المرأة”، ثم قال : الزور للزائر ، ثم أخذ لنفسه باقى الفرخة كلها !

يقول صاحب الدار: فلما كان من الغد قلت لامرأتي : اشوي لنا خمس فرخات ، فلما حضر الغداء قلنا : اقسم بيننا ، قال : أظنكم  تضايقتم من قسمتي أمس ، قلنا : لا ، فاقسم بيننا ،  فقال : شفعًا أو وترًا ؟  قلنا : وترا ، قال : نعم ، أنت وامرأتك وفرخة ثلاثة ورمى بفرخة ، ثم قال : وابناك وفرخة ثلاثة ورمى الثانية ، ثم قال : وابنتاك وفرخة ثلاثة ورمى الثالثة ، ثم قال : وأنا وفرختان ثلاثة.

فأخذ الفرختين ، فرآنا ونحن نَنظُرُ إلى فرختيه ، فقال : ما تنظرون ؟ لعلكم كرهتم قسمتي ؟ الوتر ما تجيء إلا هكذا.  قلنا : فاقسمها شفعا ، فقبضهن إليه ثم قال : أنت وابناك و فرخة أربعة ، ورمى إلينا بفرخة ، والعجوز وابنتاها وفرخة أربعة ، ورمى إليهن بفرخة. ثم قال : وأنا وثلاث فرخات أربعة ، وضم إليه ثلاث فرخات ، ثم رفعها رأسه إلى السماء وقال :  الحمد لله أنت فهمتها لى !

والفرخة تحلم بالحرية مثلك تماما !

والفرخة التي حلمت بالطيران : رواية من الأدب الشعبي الكوري للروائية الأكثر شهرة " صن - مي هوانج " .

تحكي عن قصة فرخة تدعى إبساك ، لم يعد يرضيها أن تضع بيضها بحسب الطلب ، تلك البيضات التي تؤخذ منها بعيداً ؛ لتباع في السوق .

 كانت تحلم بمستقبلها كل صباح ؛ وهي تتأمل الحظيرة التي تسرح فيها الحيوانات الأخرى بكل حرية. لذا وضعت إبساك خطة للهروب إلى البرية ؛ لتفقيس إحدى تلك البيضات التي تضعها هي .

تنجح إبساك في الهروب من قفص الفراخ ؛ وتبدأ بالبحث عن حلمها ؛ وهو أن يكون لها فرخ "كتكوت" خاص بها ؛ تقوم بتربيته والاحتفاظ به . ولتحقيق تلك الغاية تتوجه إلى البرية ، ولكن يتعين عليها بعد ذلك خوض صراع مع الكثير من الصعوبات غير المتوقعة ، ولكنها مع ذلك لم تتخل عن حلمها ، وذات يوم تعثر إبساك على بيضة ضالة ، فترقد عليها وتنتظر لكي تفقس .

 ولكن، سرعان ما تدرك أن هذه البيضة ؛ تنتمي إلى بطة برية، وليس إلى فرخة.

عندما تفقس البيضة ، تبدأ الفرخة وصغير البط الصغير " جرين توب " في مواجهة الواقع ، وهو أنهما مختلفان في كل شيء ؛ وخاصة من ناحية الشكل .

 وبعد حين من الوقت تطير "جرين توب "؛ بعيداً وتترك "إبساك" وراءها على الأرض ، وتبقى إبساك وهي تراقب بعينيها طفلتها في فخر، وشعور من الحزن يعتريها. ولكن يبقى عليها مواجهة ما هو أصعب.

 لقد كانت عيني أنثى "الذئب" تترصدها ! لتنتهي القصة نهاية مفجعة. 

 حتى في عالم الحيوان ، ثمن الحرية كبير جدا.
-----------------------------
بقلم : خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | الديكتاتورة المستديرة !





اعلان