ولأنه زمن الفراخ بلا منازع .. سأروى لك قصتين عنها.
فى كتاب الأذكياء لابن الجوزي ..
قَدِمَ أعرابيٌ مِن أهل البادية على رجلٍ مِن أهل الحضر ، وكان عنده فراخ كثير ؛ وله امرأة وابنان وابنتان ، قال : فقلت لامرأتي : اشوي لي فرخة وقدّميها لنا نتغدى بها ، فلما حضر الغداء جلسنا جميعا ، أنا وامرأتي وابناي وابنتاي والأعرابي ,، فدفعنا إليه الفرخة ، فقلنا : “اقسمها بيننا”, نريد بذلك أنْ نضحكَ مِنه، قال : لا أحسن القسمة ، فإن رضيتُم بقسمي قسمت بينكم ، قلنا : فإننا نرضى.
فأخذ رأس الفرخة ، فقطعه ثم ناوله لصاحب الدار . قال : الرأس للرئيس ، ثم قطع الجناحين قال : والجناحان للابنان ، ثم قطع الساقين فقال : والساقان للابنتين ، ثم قطع الزلمكة وقال : هى للعجوز “يعني المرأة”، ثم قال : الزور للزائر ، ثم أخذ لنفسه باقى الفرخة كلها !
يقول صاحب الدار: فلما كان من الغد قلت لامرأتي : اشوي لنا خمس فرخات ، فلما حضر الغداء قلنا : اقسم بيننا ، قال : أظنكم تضايقتم من قسمتي أمس ، قلنا : لا ، فاقسم بيننا ، فقال : شفعًا أو وترًا ؟ قلنا : وترا ، قال : نعم ، أنت وامرأتك وفرخة ثلاثة ورمى بفرخة ، ثم قال : وابناك وفرخة ثلاثة ورمى الثانية ، ثم قال : وابنتاك وفرخة ثلاثة ورمى الثالثة ، ثم قال : وأنا وفرختان ثلاثة.
فأخذ الفرختين ، فرآنا ونحن نَنظُرُ إلى فرختيه ، فقال : ما تنظرون ؟ لعلكم كرهتم قسمتي ؟ الوتر ما تجيء إلا هكذا. قلنا : فاقسمها شفعا ، فقبضهن إليه ثم قال : أنت وابناك و فرخة أربعة ، ورمى إلينا بفرخة ، والعجوز وابنتاها وفرخة أربعة ، ورمى إليهن بفرخة. ثم قال : وأنا وثلاث فرخات أربعة ، وضم إليه ثلاث فرخات ، ثم رفعها رأسه إلى السماء وقال : الحمد لله أنت فهمتها لى !
والفرخة تحلم بالحرية مثلك تماما !
والفرخة التي حلمت بالطيران : رواية من الأدب الشعبي الكوري للروائية الأكثر شهرة " صن - مي هوانج " .
تحكي عن قصة فرخة تدعى إبساك ، لم يعد يرضيها أن تضع بيضها بحسب الطلب ، تلك البيضات التي تؤخذ منها بعيداً ؛ لتباع في السوق .
كانت تحلم بمستقبلها كل صباح ؛ وهي تتأمل الحظيرة التي تسرح فيها الحيوانات الأخرى بكل حرية. لذا وضعت إبساك خطة للهروب إلى البرية ؛ لتفقيس إحدى تلك البيضات التي تضعها هي .
تنجح إبساك في الهروب من قفص الفراخ ؛ وتبدأ بالبحث عن حلمها ؛ وهو أن يكون لها فرخ "كتكوت" خاص بها ؛ تقوم بتربيته والاحتفاظ به . ولتحقيق تلك الغاية تتوجه إلى البرية ، ولكن يتعين عليها بعد ذلك خوض صراع مع الكثير من الصعوبات غير المتوقعة ، ولكنها مع ذلك لم تتخل عن حلمها ، وذات يوم تعثر إبساك على بيضة ضالة ، فترقد عليها وتنتظر لكي تفقس .
ولكن، سرعان ما تدرك أن هذه البيضة ؛ تنتمي إلى بطة برية، وليس إلى فرخة.
عندما تفقس البيضة ، تبدأ الفرخة وصغير البط الصغير " جرين توب " في مواجهة الواقع ، وهو أنهما مختلفان في كل شيء ؛ وخاصة من ناحية الشكل .
وبعد حين من الوقت تطير "جرين توب "؛ بعيداً وتترك "إبساك" وراءها على الأرض ، وتبقى إبساك وهي تراقب بعينيها طفلتها في فخر، وشعور من الحزن يعتريها. ولكن يبقى عليها مواجهة ما هو أصعب.
لقد كانت عيني أنثى "الذئب" تترصدها ! لتنتهي القصة نهاية مفجعة.
حتى في عالم الحيوان ، ثمن الحرية كبير جدا.
-----------------------------
بقلم : خالد حمزة