16 - 06 - 2025

الرئيس الجزائري: محاولات الاحتلال لطمس هوية القدس الإسلامية والمسيحية لن تحقق إلا مكاسب وهمية

الرئيس الجزائري: محاولات الاحتلال لطمس هوية القدس الإسلامية والمسيحية لن تحقق إلا مكاسب وهمية

قال رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، إن السياسات العنصرية المدانة التي يسعى الاحتلال لفرضها في مدينة القدس ومحاولاته طمس هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والمساس بالوضع القائم فيها أو تدنيس مقدساتها في سياق ما شهدناه مؤخرا من استفزازات، لن تحقق إلا مكاسب وهمية تجافي التاريخ والشرعية والديمغرافيا، لترهن التعايش الذي ميز هذه المدينة على مدى قرون من الزمن، وتقوض آفاق إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

جاء ذلك فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، الذي حمل اسم "القدس.. صمود وتنمية"، وانعقد بمقر جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، وشارك فيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وممثلين رفيعي المستوى عن ملوك ورؤساء وقادة الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

وأكد الرئيسي الجزائري، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية رمطان لعمامرة ، في مؤتمر "دعم القدس" الذ عقد بجامعة الدول العربية، مواصلة وتكثيف الجهود والمساعي للدفاع عن القدس المحتلة في وجه القمع الإسرائيلي الممنهج، الذي يستهدف المدينة، وأهلها، ومقدساتها، وتمسك الجزائر بمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي - الإسرائيلي وفق مبدأ "الأرض مقابل السلام"، وجددنا العزم على مواصلة وتكثيف جهودنا ومساعينا للدفاع عن القدس المحتلة، في وجه القمع الإسرائيلي الممنهج الذي يستهدف المدينة، وأهلها، ومقدساتها.

وعبر عن إدانة الجزائر الشديدة ورفضها المطلق لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، بفرض سياسة الأمر الواقع التي تجاوزت الحاضر لتمتد إلى الماضي، عبر تزوير الحقائق، وتغيير المسميات، مجددا تمسك بلاده التام بدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على خطوط الرابع حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وثمن الخطوات الإيجابية التي تم تحقيقها مؤخرا على الصعيد الدبلوماسي، لا سيما اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتفعيل دور محكمة العدل الدولية في تكريس حقوق الشعب الفلسطيني، داعيا إلى مواصلة الجهود مثلما تم الاتفاق عليه في قمة الجزائر، لا سيما لتبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن الجزائر تواصل التنسيق مع الجميع للم الشمل، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار مسار المصالحة الذي كلل بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على "إعلان الجزائر"، والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمنة فيه.

وقال: قناعتنا تبقى راسخة أنه أمام التحديات الوجودية التي تواجهها القضية الفلسطينية اليوم، لابد من الإسراع في إعادة توحيد الصف الفلسطيني، للتعبير بصوت واحد عن التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الأبي، وعن حقه الأكيد والراسخ في نيل حريته واستعادة سيادته.

كما أكد تمسك الجزائر بالدفاع عن القدس الشريف بكل ما يحمله ذلك من معاني الانسجام والتلاحم مع تاريخها الوطني ومبادئ ثورتها التحريرية المجيدة، ليمثل بالنسبة للأجيال الحاضرة امتدادا لجهود أسلافهم الميامين، الذين نستذكر منهم العالم المجاهد والولي الصالح "سيدي أبي مدين شعيب الغوث التلمساني"، الذي اقترن اسمه بالقدس الشريف وبالأوقاف التي تركها مع رفاقه المجاهدين، لتشهد على روح الأخوة والتآزر بين أبناء الأمة الواحدة.

وأثني على المقترحات البناءة الموضوعة قيد الدراسة اليوم، بأبعادها الاقتصادية والقانونية والدبلوماسية، والتي ترمي كلها إلى تفعيل جميع السبل الكفيلة بدعم وتعزيز صمود أهلنا في القدس الشريف، وتوفير الحماية اللازمة لمقدساتنا.

وجدد دعم الجزائر المطلق واستعدادها التام للمساهمة بفعالية في هذا الجهد الجماعي، خدمة لقضيتنا المركزية، ووفاءً لمسؤولياتنا التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني.