24 - 04 - 2024

البحث العلمي العربي ومصاعب لا تنتهي (2)

البحث العلمي العربي ومصاعب لا تنتهي (2)

تناولنا  في المقال السابق البحث العلمي العربي ووضعه قياسا للمعايير العالمية وقياسا لأمريكا والكيان الصهيوني وكان الفارق عظيما وكشف عن الهوة السحيقة.

وهنا في المقال الثاني نتناول بالتفصيل هذه المشاكل وابرزها عدم التنسيق بين المؤسسات والتخبط فيما بينها وكذلك غياب التخطيط  والتنسيق وعدم القدرة على تحديد الهدف المطلوب ومراحل تفعيل ذلك واولوياته وغياب الشفافية والايقاع السريع والعمل في موضوعات علمية قديمة وكذلك الأجهزة القديمة بالمراكز البحثية.

وغياب قاعدة البيانات سواء فيما يخص الرسائل العلمية لمراكز بحثية  وغياب التنسيق بين المراكز العلمية بحيث لا تتكرر موضوعات الرسائل العلمية ويكون تكرارا غير مفيد.

ورغم رصد هذه المشاكل والمعوقات منذ فترة طويلة ومن عدة مؤسسات ومسؤولين بل ووزراء ، إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراءات حقيقية وجادة في مصر أو باقي الدول العربية من قبيل زيادة الإنفاق أو وضع خطة طويلة الأمد لعلاج هذه المشاكل والانفاق على شباب العلميين أصحاب الرسائل العلمية والأبحاث.

والغريب والعجيب أنه يتم الاتفاق على عدة مجالات مثل الفن والرياضة وهي مهمة وتمثل قوة ناعمة ، ولكن للأسف  يتم الإنفاق ببذخ شديد في حين العائد ليس  على مستوى الإنفاق ، وهذا واضح في مجموع ما نحققه في مثل هذه المجالات عالميا ودوليا وتبقى المنافسة والصراع محليا وكفى، في حين لو تم إنفاق مثل هذه المبالغ على البحث العلمي لوجدنا نتائج هائلة خاصة أن هناك شباب علماء جادين وأصحاب مشروعات علمية معتبرة  ودليل ذلك أنه من يسافر منهم خارج مصر يحقق انجازات رائعة أو يكون نجما في جامعات عالمية وهذا يدلل على وجودا القدرات ولكن دون اهتمام جاد بها.

نقطة مهمة متعلقة بشباب العلماء ما يخص الحاصلين على الدكتوراه والماجستير والذين لم يتم تعيينهم والذين طالبوا بحقوقهم بعد ثورة يناير ولعدة سنوات ، حاملين قضيتهم للجهات والوزارات المسؤولة دون جدوى ونظموا عدة وقفات ومسيرات سلمية ، ولكن في نهاية الأمر تم التعامل معهم بقسوة ولم يتم تسوية حالاتهم حتى الآن ، وإن حدث فبشكل فردى وبأعداد محدودة .

صحيح في السنوات الأخيرة هناك بعض الاهتمام في بعض مجالات البحث العلمي ولكن للأسف دون خطة متكاملة وبشكل تلقائي ، بمعنى اختيار مؤسسات معينة أو مجالات معينة دون باقي المجالات ، وهو ما يعيق حدوث تقدم علمي ويحول دون تفعيله على أرض الواقع ، وهو ما يجب إدراكه والعمل على إصلاحه من وزارات وهيئات مسؤولة مهمتها الأساسية النهوض بالبحث العلمي.
-----------------------------
بقلم : أحمد عبد العزيز


مقالات اخرى للكاتب

البطل صلاح الذي طرح العدو والتطبيع أرضا





اعلان