29 - 03 - 2024

مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!

 مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!

 أراها من عجائب وغرائب محاكمات العصر في وطنى.. وانتظر حكم المحكمة الادارية يوم السبت القادم بقلب يرجف، وبغضب يفوق الدهشة من كل التفاصيل.. أن تتنازع الحكومة ممثلة في وزارة التضامن وأبوين، على كفالة طفل عاش أربع سنوات عمره كاملة في رعايتهما!! أن ينتزع طفل آمن من والديه بالتبنى ليس لسوء رعاية، لكن لأنه وٌجد مجهول النسب ويرعاه أب وام مسيحيان!! أن يتم تسليم الطفل شنوده فوزي عن طريق الشرطة لدار رعاية مسلمة ، مرفقا به شهادة ميلاد بهوية جديدة يجهلها، طبقا لدستور الدولة!! الطفل خرج من منزله الآمن يوسف ابن فوزي و آمال، المسيحى المعروف العنوان والحضانة والكنيسة، ودخل دار أطفال الشوارع غريبا عن نفسه.. ينادونه بما هو مدون في شهادة ميلاده الجديد!! يوسف، مسلم، لقيط مجهول النسب!! أي حاضر وأي مستقبل ضمنته وزارة التضامن للطفل!! وأي حكم أصدره وكيل النيابة!! كيف قرأ المسؤولون ملف شنوده، واستوعبوا أبعاده!! بأي دين حكموا والأديان كلها تدعو للرحمة والانسانية فوق الحق والعدل.. أي ميزان وأي موازين لأحكامهم!!

كوابيس ليال مرعبة، وشهور أعجز عن تصور كيف عبرها الطفل وأبواه منذ سبتمبر في الماضي انتظارا للفجر.. إن الوزارة انتزعت الطفل شنوده تنفيذا لقرار النيابة، وأودعته دار رعاية أطفال الشوارع، مرفقا به اسم وهوية جديدة يجهلها تماما، ونامت مرتاحة في حماية القانون !! فشلت كل نداءات واستجداءات الأبوين والمؤسسات المدنية وحقوق الانسان وبيان الأزهر في رد الطفل لأبويه.. فأقاما الدعوى 7338 لسنة 76 ق بالقضاء الاداري، يختصمان الوزارة لاستعادة طفل تسلماه من كاهن كنيستهما بالزاوية الحمراء - وجده في حمام الكنيسة-، واحتضناه باشتياق لطفل، طال 29 عاما.. قضى بينهما طفولة آمنة، وحرصا على سلامته النفسية وكرامته استخرجا له شهادة ميلاد كأبوين وطفلهما بالتبني.. أربعة سنوات وتنشب وارثة الأب الشرعية أنيابها في الطفل الذكر لانتزاع ميراثها ببلاغين حفظتهما النيابة، لكن نجح الثالث لأنه تستيف قانوني بإضافة اتهام شقيقها بالعثور على الطفل خارج الكنيسة وليس داخلها، وهي  جريمة تزوير تسمح بتوالد اتهامات وجرائم!! في النيابة اعترف الأب بالتزوير، مقابل تنازل النيابة عن حق تجريمهم!!

في أكثر من لقاء اعلامي سعت إليه الأم، ناشدت مساعدتها لتسمح لها الدار برؤيته ولو بخدمة الدار!! يتعاطف معها الكل بأياد مغلولة، لا تملك إلا الأسف والشجب!! أعلن محامي الأبوين أن الأئمة الأربعة شهدوا بحق الطفل في العودة لمن تكفلا به رضيعا.. وتقدم عنهما بطلب تبديل التبني إلى كفالة إرضاء للدستور، فهل يرضى!!

يوم السبت القادم - 4 فبراير - يصدر حكم محكمة القضاء الاداري إما باعتماد تغيير هوية الطفل، أو إقرار الانسانية..  كل المصريين المؤمنين عن فهم، السالكين بوصايا الله، يرفعون الدعاء بإلغاء قرار انتزاعه..  دين شنوده لن يرفع قدر المسيحية او الإسلام.. عودة شنوده أفضل من إضافة يوسف اللقيط المشوه نفسيا.. افتحوا ملفات دور رعاية أطفال الشوارع التي أغلقتموها لانحراف القائمين عليها مرجعا.

وأخيرا، وصول النزاع للمحكمة، جذبنا للخلف قرونا.. ويستدعي التشديد في شروط تعيين وكلاء النيابة كطلاب الكليات العسكرية.. البيت والتربية وتراكم الخبرات يثمرون حكمة وحسن تقدير أثمن من تفوق حديثى التخرج.. التدين نور بصيرة، وشجاعة حكم الحق.. وأذكركم بإمرأتين احتكمتا قديما للقاضي، للفصل في إدعاء كل منهما ببنوة طفل.. القاضي البصير حكم بتقسيم الطفل نصفا لكل أم !! هنا صرخت الأم الحقيقية هلعا، صارخة فلتأخذه هي ويعيش، فسلمها طفلها.. بصيرة قاضي استفتى عدالة السماء أحيت الانسانية وأعدمت  الشر.. البصيرة هي نور الرحمة والمحبة لكل دين، مسيحي، يهودى، مسلم.
-------------------------------
بقلم: منى ثابت

 

 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!





اعلان