28 - 03 - 2024

مؤشرات | مصر ستبقى مفتاح التسوية للأزمة الفلسطينية

مؤشرات | مصر ستبقى مفتاح التسوية للأزمة الفلسطينية

بدء وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جولته الأخيرة يومي الإثنين والثلاثاء 30 و31 يناير في المنطقة بمصر، تأكيد للعالم على أهميتها كمحور لحل أزمات المنطقة، والدور المحوري الذي تلعبه في عبء مسؤولية الأزمة الفلسطينية، والتهدئة مع إسرائيل، ووقف العدوان الصهيوني المستمر على شعبنا في الأراضي المحتلة.

ومن متابعة تصريحات كافة الأطراف خلال جولة الوزير الأمريكي، بغض النظر عن تصريحاته بموقف واشنطن الداعم لتل أبيب، إلا أن المجمل العام للتصريحات تؤكد التوافق مع الرؤية المصرية، والتي تؤكد أن التصعيد يصب في تصعيد مضاد، بل أن الإجراءات التصعيدية والاستفزاوية الإسرائيلية ضد المقدسيين، جاءت مبالغا فيها في مقابل عملية مستوطنة "النبي يعقوب"،  والتي جاءت بعد المجزرة الصهيونية في جنين.

فخلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، والذي جاء ضمن التشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة، تم التأكيد من جانب بلينكن على أن واشنطن تعول على التنسيق الحثيث مع مصر، بقيادة الرئيس السيسي، لاستعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة واحتواء الوضع ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وتم التأكيد على أن الجانبين استعرضا التطورات والأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، والجهود المشتركة والمساعي المصرية الجارية لاحتواء التوتر المتصاعد خلال الأيام الماضية، حيث أكد الرئيس السيسي أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع والحد من اتخاذ أي إجراءات أحادية من الطرفين.

وحرصت مصر على التأكيد على موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية، من خلال إشارة الرئيس لوزير الخارجية الأمريكي إلى أن موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، وعلى نحو يحل تلك القضية المحورية في المنطقة ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء.

الموقف واضح لمصر تاريخيا من القضية الفلسطينية، والتي مازالت تمثل أهم قضايا مصر الخارجية، بغض النظر عن التقارب العربي مع إسرائيل، وتحرص مصر على تأكيد هذا الموقف في مختلف المحافل الدولية.

ولاشك أن هذا الموقف ينعكس على مختلف المواقف الدولية، رغم التأييد المفرط من أمريكا والغرب لإسرائيل، فقد أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن على تأييد الموقف المصري، إنطلاقا من أهمية اتخاذ خطوات لخفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، موضحا – في رسالة تعكس الرؤية المصرية – "بأن أي شيء بعيد عن حل الدولتين يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل".

ومن المهم أن نلاحظ ما قاله بلينكن، خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين 30 يناير، في إطار المحاولات التي تقوم بها واشنطن لدعم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بتأكيده "على ضرورة تطبيق حل الدولتين"، مع الإشارة الخاصة بأن "بلاده مستمرة في دعم التمسك بالوضع القائم في المواقع المقدسة بالقدس"، والذي يعطي للأردن حق الإشراف على المواقع المقدسة، وحق الصلاة والزيارة للفلسطينيين تحت الإحتلال، مع التأكيد على ضرورة قيام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعمل على تخفيف حدة التوتر، باتخاذ خطوات للتهدئة في المنطقة.

ومن المهم أن نلاحظ بدقة كلمة وزير الخارجية الأمريكي والتي تحمل رؤية مصر في الأزمة الأخيرة، بقوله " إن دعوات الانتقام من ضحايا أبرياء ليست الرد المناسب على الهجمات التي وقعت في القدس"، وأن "تهدئة الأجواء ونشر السلام لحماية أرواح الإسرائيليين والفلسطينيين هو مسؤولية الجميع".

وفي إشارة للإعتراف بالدور المصري فقد قال بلينكن" مصر لعبت دوراً مهماً في تخفيف التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونشهد حاليا تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولمصر دور محوري في إحتوائه".

الرسالة التي أرادت مصر ايصالها للعالم هي وضع القضية الفلسطينية في قلب الأحداث، ووضع العالم أمام مسؤولياته، والكشف عن الوجه القبيح للمعتدي المحتل بشكل مباشر وغير مباشر، دون أن تقول ذلك، ومن هنا قال وزير الخارجية سامح شكري "إن القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في المباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي، ونؤكد على ضرورة التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية"، وبحثنا "سبل تحقيق التهدئة والتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية".

بإختصار ستبقى مصر حاضرة في ملف القضية الفلسطينية وقضية العرب ومصر في القلب منها، ويعلم الكيان المحتل مدى قوة مصر إذا ما تجاوزت الأمور مسارها، فالملف الدبلوماسي، أصبح أقوى من أي مواجهة أخرى، وهو ما يعني أن إستمرار أفعال العدو يمثل خطرا على أمنه مهما طالت السنوات.
----------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | هدر الغذاء والماء ورؤية علمية لأمننا الغذائي والمائي (2- 2)





اعلان