24 - 04 - 2024

مؤشرات | رسالة إلى نتنياهو وعصابته

مؤشرات | رسالة إلى نتنياهو وعصابته

بإختصار وفي كلمات قالت كتائب شهداء الأقصى"إن عملية القدس تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي كنا آخرها جريمة مخيم جنين". وقتل 7 إسرائيليين وأصيب 10 آخرين في إطلاق نار بمستوطنة النبي يعقوب في القدس المحتلة، قام بها شاب فلطسيني اسمه خيري علقم عمره 21 عاما، وهي في التفسير المطلق ردا على - وبعد يوم واحد- مجزرة جنين التي ارتكبها الاحتلال وأدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين. 

ولا شك أن العملية رسالة للإرهابي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعصابته، فحواها أن الدم هو نتاج سياساتك الإرهابية ومن حولك، وأن قتل الفلسطينيين لن يأتي لك بسلام ونوم هادئ، فالدم سيأتي بدم، فهل تتوقع أن يقبل أهلنا في فلسطين أفعالك دون ردة فعل، فلابد أن تشرب من نفس الكأس الذي تريد للآخرين أن يشربوا منه. 

ولخص المحلل العسكري والأمني لصحيفة «يديعوت آحرونوت»، " رون بن يشاي"، ما جرى في عملية مستوطنة "النبي يعقوب" بقوله " إن هذه العملية بلا شك تأتي انتقاما من العملية الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية". 

وقد لا تتوقف ردود الفعل على الأعمال الصهيونية ضد الفلسطينيين، فلم تمر ساعات حتى قام شاب أو قل طفل عمره لا يتجاوز الـ13 عاما بإطلاق نار في منطقة حي سلوان، وأسفرت عن إصابة إسرائيليين. 

وهناك إجماع على أن حكومة بنامين نتنياهو تفجر الأوضاع وتقضي على أي أمل في مسار التسوية، خصوصا مع دعوات أعضاء بأكثر حكومات إسرائيل تطرفا، إلى تسليح المستوطنين وتحريضهم والتي أدت إلى اعتداءات ضد الفلسطينيين. 

وكل أفعال حكومة نتنياهو هي بمثابة تفجير للأوضاع والقضاء على أي مسار سياسي، بل تقود إلى العنف والعنف المضاد. ومن هنا جاء تحذير مصر على لسان وزارة الخارجية من الأخطار الشديدة للتصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مطالبةً بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الاعتداءات والإجراءات الاستفزازية، لتجنب الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف الذي يزيد الوضع السياسي والإنسانى تأزماً، ويقوض جهود التهدئة وكافة فرص إعادة إحياء عملية السلام. 

بينما تلعب الولايات المتحدة لعبتها القذرة حيث قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعرض عليه تقديم كل وسائل الدعم المناسبة. وذلك في إشارة إلى دعم كل من شأنه دعم العنف في المنطقة، والابتعاد عن كل ما من شأنه توفير عناصر الأمن والإستقرار والسلام، .. فلم تنطق الإدارة الأمريكية بكلمة عن جرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين ، خصوصا منذ جاء به هذا الإرهابي نتنياهو مع أشد حكومات الصهيونية تطرفا، وفي وقت تقوم به بأعلى درجات العنف النازي ضد شعب فلسطين، بينما تحتفل بذكرى المحرقة النازية "الهلوكوست" وهي ترتكب ضد الفلسطينيين عمليات أشد عنفا تحت سمع وبصر العالم. 

وفي تفسير لما جرى فإنها العمليات الإنتقامية رسالة للدولة الصهيونية وحكوماتها أنها ليست في مأمن من الإنتقام من أي ردة فعل، وأن فكرة التأمين المطلق للمدن الفلسطينية تحت الإحتلال، وهم كبير، ويمكن اختراقه. 

والقلق من ردود الفعل على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واضح جدا وهو ما جاء على لسان " يؤآف ليمور" المحلل السياسي لصحيفة "إسرائيل اليوم"  بقوله: "إن عملية القدس هي من نوع العمليات التي تغير من الواقع، وذلك ليس فقط بسبب أنها أسفرت عن عدد كبير من القتلى الإسرائيليين أو لأنها وقعت في كنيس يهودي عشية يوم السبت، وإنما لكونها تشير إلى حقيقة أن الساحة الفلسطينية تشهد اتجاها تصعيديا انفجاريا بشكل خاص"، بل "إن عملية القدس من نوع العمليات التي تغير من الواقع، وقد تشكل مصدر إلهام لأشخاص قد ينفذون عمليات أخرى خلال الفترة المقبلة بالقدس والضفة الغربية". 

بل قالت القناة 14 العبرية حول المهارة التي أظهرها منفذ العلمية في استخدام السلاح "إن هناك قلق لدى الاحتلال من النجاعة العالية التي أظهرها منفذ عملية القدس باستخدامه للسلاح وقدرته على إيقاع هذه الكم من الخسائر به". ومن هنا فكل قرارت تعزيز قوات الجيش في الضفة الغربية وعلى امتداد خط التماس، والتوجيهات لقيادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية بالاستعداد لسيناريوهات التصعيد، وغيرها لن تحمي أمن إسرائيل ومن وراءها، بل الحل يكمن في الاعتراف بالحق الفلسطيني، ليعيش الكل في سلام. ويجب أن تدرك قوات الإحتلال، وحكومة نيتنياهو وغيرها أن حق الفلسطينيين في أرضهم، وإقامة دولة ووفق أسس سلام حقيقي، وليس شكليا، هي بداية الطريق لحياة سلمية، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
------------------------------
 بقلم: محمود الحضري


مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | رعاية القتل والانحطاط الأخلاقي





اعلان