20 - 04 - 2024

التكاتف ولو بالهاتف !

التكاتف ولو بالهاتف !

غني عن البيان سلبيات تكنولوجيا الاتصالات الحديثة على العلاقات الأسرية والإجتماعية، لذا نحتاج أن ننتبه إلى جزء من الإيجابيات بالتوازي مع تعلم تلافي السلبيات ، وبالتحديد، كيفية استغلال الهواتف في تفعيل مضامين التكاتف الأسري في إطار مبادرتي "عام التكاتف الأسري"، والتي اقترحت أن تكون تحت  شعار" تسامح .. تعاون .. تكافل".

أعلم أن الشاشات ومن بينها شاشة المحمول قد باتت للأسف أداة للتباعد والتشاحن في البيوت، وهو ما أكدته دراسات عديدة، ولكن حان الوقت كي تتعلم كل أسرة كيفية حصار ذلك الأذى عن طريق إعلاء مساري المعرفة والمعروف، ومد استخدامات الهاتف الإيجابية.

وفي الواقع يمكن القول – بالبلدي- : "في حاجات بتخلص بالتليفون في مكانك"،ولذلك بدلا من استخدام الهواتف في ارتكاب الجرائم والسلبيات والتباعد ، ما المانع في أن نفكر في استخدامها في التكاتف واثارة مناخ التسامح والتعاون والتكافل؟

في التكافل، يمكن للأسر والعائلات، تفعيل هذا المسار، عبر تطبيقات إلكترونية منتشرة على الهاتف المحمول، تستخدم في ذلك، سواء في النطاق الأسري بين العائلات بعضها وبعضها عن طريق التفقد والتكافل، أو سواء في النطاق المجتمعي، وهناك مؤسسات خيرية كثيرة تعلن عبر مواقعها الرسمية كيفية التكاتف مع الأسر الفقيرة باستخدام التليفون من مكانك، والأقربون أولى بالمعروف بالطبع، وفي كل خير.

كما يمكن عن طريق الهاتف المحمول ، تفقد الأقارب وإعلاء التسامح والغفران إن تعذر اللقاء والتواصل المباشر، وقد بحثت عن البعد الديني في المسألة، فوجدت على سبيل المثال فتوى شرعية من الشيخ عويضة عثمان مدير الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، في عام 2015 ، تجيز الاتصال الهاتفي لتعذر الزيارات بين الأقارب بما يؤدي الغرض في صلة الرحم، مع التأكيد على الأصل وهو التزوار والتفقد المباشر، وكذلك يمكن تفعيل التعاون عبر الهاتف، ومساراته متعددة سواء في التعليم عن بعد أو قضاء مصالح أو غيرهما.

إن أي خطوة نحو التكاتف الأسري والمجتمعي في أوقات الشدة، هي خطوة نحو الارتقاء الإنساني الذي حضت عليه تعاليم السماء ومواثيق الأرض، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ولو بالهاتف.
-------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان