26 - 04 - 2024

جامعة جنوب الوادي.. ومصر الجميلة بعيدا عن إعلام "الكشري"

جامعة جنوب الوادي.. ومصر الجميلة بعيدا عن إعلام

مع ظلمة صفحات التواصل التى تتشح بسواد المشكلات اليومية للمواطن وأحلامه التى لا تناسب قدراته وبين صراخ الفضائيات مع وضد وخناقات المواصلات العامة ,, 

مع كل هذا يظهر لك عزيزى القارىء بين الحين والاخر نماذج جيدة تعمل فى صمت دون صخب وتحقق المتوقع وأكثر من المتوقع لها وتعبر فوق محيطات الفشل وبحار الحروب الضيقة والغيرة العملية والنفوس غير الطيبة ,

فى صعيد مصر وفى هدوء تام وبعيدا عن كل العيون ودون ضجيج وتصريحات كل ثانية عن إنجازات لا يراها إلا من يكتبها، تطل برأسها واحدة من مؤسسات الدولة العملاقة، والتى ربما من يزورها يفاجأ أنها تمكث هنا فى محافظة قنا وتمتد لمحافظة البحر الأحمر والأقصر وأسوان قديما.

عن جامعة جنوب الوادى إحدى أكبر جامعات مصر والوطن العربى من حيث المساحة أحدثك وأنقل لك صورة مبسطة، تجعلك عزيزى القارىء فخورا بأياد تعمل دون انتظار تكريم أو رضا أصحاب برامج "التوك شو". 

هذه الجامعة التى بها تقريبا جميع الكليات العملية والنظرية ولايغيب عنها تخصص واحد، استطاعت خلال العامين الماضيين أن تقفز فوق جامعات عملاقة بمصر تولى رؤساؤها مناصب وزارية ويطوف أساتذتها على الفضائيات للتنظير يوميا.

 هذه الجامعة بقعة ناصعة البياض فى صعيد مصر بل فى الوطن كله، فقد محت أمية 80 ألف مواطن داخل محافظة قنا، وعالجت 255 ألف مواطن خلال عامين ونصف وبالمجان، ونظمت 28 فعالية دولية وإقليمية نالت اعجاب الجميع، هذه الجامعة عزيزى القاريء ومتى  سمح لها كانت حاضرة فى تجميل وتهذيب العقول والحقول.

ترددت على هذه الجامعة أكثر من مرة العام الماضى بحكم العمل الإعلامي، وما من مرة إلا وجدتها أجمل مما كانت عليه مسبقا وأكثر انضباطا، وتسابق العمل التنفيذي بالصعيد بمئات السنوات الضوئية، هل يصدق عاقل أن هذه الجامعة تنظم مهرجانات فنية سنوية، وقامت مؤخرا بإنشاء أول فرقة عزف أوركسترالى داخل الجامعات المصرية فى وقت تفرغت فية وزارة الثقافة بالصعيد وقنا، لعمل مسابقات أوائل طلبة وتدريب الطلبة ومنحهم شهادات في الكمبيوتر بـ 100 جنيه. 

هذه الجامعة بها إحدى أهم فرق البنات الرياضية فى صعيد مصر ويشاركن فى معظم فعاليات الصعيد المحلية والقومية. 

حقيقة مؤكدة أن الحكومة لم تستفد مطلقا من هذه الجامعة، وأكاد اجزم أنه لايوجد كادر من كوادرها العظيمة تولى مسؤولية ما سواء فى قنا أو الصعيد، بينما يقود العمل الشعبى والتطوعى بهذه المحافظة  "أصحاب دبلومات متوسطة"

وأمنيتي أن يزور رئيس الحكومة الرجل الخلوق بحق د. مصطفى مدبولى ، جامعة جنوب الوادى ويرى على أرض الواقع أكبر مركز لعلاج الإدمان بالشرق الأوسط، ويرى أول مستشفى متخصص لعلاج المرأة فقط وهو طور الإنشاء، ويرى أكبر مستشفى طوارىء فى مصر وأكاد أجزم أنها تفوق أي مستشفى خاص فى مصر، وكذلك يرى أهم مراكز الابتكار والاختراعات فى الصعيد، وقطعا حينها سيكون لمن يقود العمل بها نظرة أخرى، وتستفيد بهم الدولة، وهم الأعلم بشؤون مجتمعاتهم المغلقة والقبلية أكثر من أي طرف آخر.

وللحق أيضا تعاملنا مع قيادة هذه الجامعة وتحديدا رئيسها ونوابه، وكانت هناك ملاحظة مهمة للغاية نسوقها لكل مواطن مصري، فهذه القيادة لم تغلق هاتفها يوما وتفتح أبواب مكاتبها للمواطن والطالب، ولا تقبل وساطة مطلقا ووضعت لافتة معنوية تشير إلى أنها فى خدمة المواطن والطالب وفقط ويمتنع الوسطاء، ودفعت ثمن هذا فاختصمها الوسطاء وكذا الإعلام، وظلوا يحلمون بمن يقول حرفيا "نعم – حاضر – تحت أمرك" لفئة معينة من المجتمع. 

حزين أن إعلامنا يتابع أنواع الطبخ من مطابخ لبنان وقصص "بتاع الكشري" ويترك نماذج ناجحة بمعنى الكلمة، وما يطمئن قلبى فقط هو المولى عزل وجل بقوله "كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
-------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

ماذا لو كنت محافظا مدة ست ساعات؟





اعلان