10 - 11 - 2024

معالى الوزير .. ودولة "أبوتشت" الشقيقة

معالى الوزير .. ودولة

صعب للغاية ان تكتب عن واقع تعيشه وعن حزن تشتم رائحته فى كل مكان تخطو اليه قدماك المتهالكتان والموجوعتان بفعل ما تصادفه من الآلام وشكاوى الأهل والأقارب ، وربما قسمنا في نقابة الصحفيين أمام الله وأمام ضميرنا بأن ندافع عن كل صاحب مظلمة وهذا ما جعلنا نكتب عن واقع سىء على أمل تغييره.

رسالتي هذه تستهدف أولا وعاشرا وزير التنمية المحلية اللواء هشام امنة والذي قطعا لايزال بعيدا كل البعد عن صعيد مصر وخاصة جنوبه وما يحدث فيه. 

معالى الوزير، لقد ولدت وأسكن وأهلي هذا الصعيد الطيب ، وفى محافظة كانت إلى وقت قريب عنوان الهدوء والسكينة هي محافظة قنا، خاصة فى مدينتي "أبوتشت" إحدى أكبر مدن قنا وصعيد مصر وذات النصف مليون مواطن والـ 34 قرية والـ 121 تابعا ونجعا.

لا يسعدنى أن أخبرك أن هذه المدينة تم اغتيالها فى وضح النهار، وإخراج سكانها تماما من دائرة الأحياء وأصبحت بالفعل خارج سيطرة وزارتك العزيزة وفشلت كل المحاولات التى قام بها سكانها، وفى مقدمتهم كاتب المقال فى إقناع معاليك ومن حولك انها قطعة من الوطن ويسكنها أيضا مصريون.

هذه المدينة التى  انفقت فيها الدولة 6 مليارات جنية خلال ثلاث سنوات فقط  لم يشعر سكانها بتحسن ملحوظ على حياتهم مطلقا وبفعل فاعل، فتقريبا لا توجد بها وسيلة مواصلات تستطيع أن تسير أكثر من 500 متر دون "خناقه – حادثة – مطب -  توقف" ، شوارعها خرجت من الخدمة تماما والحجة جاهزة:"مشروعات حياة كريمة" وهى حجة واهية صنعها أصحاب المصالح وأبطالها شركات لم تلتزم بعقودها مع الدولة وسط سكون وسكوت مسؤولين أدمنوا الشاى بالياسمين.

هذه المدينة ، معالى الوزير ، تم شطرها نصفين نتيجة مشروع عمل  كوبرى لا تزيد إجمالى أطواله عن كيلو متر، وبدأ العمل به منذ ثلاث سنوات وإنجاز نحو 15% منه ، وبجواره أعمال مشابهة فى مدن أصغر بكثير وصل إنجاز العمل بها إلى 50% فى أقل من 9 اشهر.

هذه المدينة لا يمر أسبوع دون قطع فى خطوط المياه وصل خلال 11 شهر هذا العام الى 39 انقطاعا للمياه عن 10 قرى ويزيد بواقع انقطاع كل 9 أيام ، ولم يحرك المسؤول ساكنا.

هذه المدينة ، عندما يغضب الأهالي من مسؤول يتم محاسبة الغاضب ولماذا غضب من الأساس ، ولعل ما وقع فى واقعة انقطاع التيار الكهربائي بالمدينة ليس ببعيد ، فقد انتهى بمعاقبة مجموعة شباب رفضوا تسلط وتجاوز المسؤول.

هذه المدينة تقريبا يتم الكشف على كل مسؤول لأي منصب فيها ويحضر إليها ولابد أن تشمل نتائج كشفه "عدم احترام المواطن – التلميح بأنه مسنود ولا يستطيع أحد معاقبته – يجيد الكسل – يجيد التقليل حتى من موظفيه – يلمح ليل نهار أن الوزير فلان والوزير علان ابن خالته – أن علاقاته بالأجهزة المعنية تمنع أي مواطن صعلوك من أن يتحدث عنه عبر صفحه التواصل حتى من باب التنفيس"

وهذا ينطبق على معظم مديرى الإدارات أيضا ، ولعل المستوى التعليمي والصحي المتدني والمنهار لمواطنيها يجيب عن كل هذا.

معالى وزير التنمية المحلية ، حتى مكاتب البريد يتم فيها إهانة المواطن وسبه وأحيانا دفعه من شباك الخدمات ومعظمهم كبار سن وسيدات ، ولا أحد يحاسب أحدا وكأن إهانه مواطني هذه المدينة أصبح متفقا عليه.

لا يمكن أن تكون الحكومة لم تسمع عن مافيا وحدات التضامن الاجتماعي بالمدينة وكيفية تحكم فاسدين بامتياز فى تقديم خدمات هى فى أقصاها معاش "تكافل وكرامة" والذى لا يزيد عن 365 جنيها للفرد وتحكم عدد من اصحاب النفوس الضعيفة سواء فى الوحدات أو إدارة التضامن الاجتماعى.

حقيقة الأمر ما يحدث فى هذه المدينة يتطلب تدخلا عاجلا من الحكومة المركزية ورئيس الوزراء الخلوق دوما وأبدا ، د. مصطفى مدبولي ، ومحاسبة من ظن نفسه فى هذه المحافظة أعلى حتى من القانون ذاته.

لا يمكن أن تكون القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس السيسى يتحدث ويشدد على احترام المواطن وتقديم الخدمات له وتنفق الدولة المليارات لإسعاده، ثم ياتى الصغار ليخبروا هذا المواطن أنهم "ربه الأعلى" 

هذا ما أقوله بالحق وللحق ، وستكتب شهادتهم ويسألون.
-----------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ      

مقالات اخرى للكاتب

هاريس وهريسه.. وبينهما الدم الفلسطيني