أعرب مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن اعتقادهم بأن روسيا قد تستخدم الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا أولاً قبل اللجوء إلى مواجهة نووية مع الناتو إذا استمرت قواتها في التراجع.
وأفادت ستة مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة بدأت مساعدة الحلفاء على تعبئة موارد واستثمارات جديدة في تصنيع أنظمة الكشف عند استخدام المواد الكيميائية وفق خطة وضعها مسؤولون أميركيون ووزارة الدفاع، بحسب ما نقل موقع "بوليتيكو".
وأضافت أن الولايات المتحدة ليس لديها أي معلومات استخباراتية تشير إلى أن مثل هذا الهجوم في أوكرانيا وشيك، فيما يعتقد العديد من مسؤولي وزارة الدفاع أن القتال سيتوقف خلال أشهر الشتاء، مع عدم قدرة أي من الجانبين على اتخاذ المزيد من الأراضي.
ومن الجدير بالذكر، أن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، كان قد أكد صباح اليوم الخميس، خلال مؤتمر صحفي، أن لدى بلاده كافة الأدلة على التجارب البيولوجية العسكرية التي تجريها كييف، متهما السلطات الأوكرانية بإجراء بعض تلك التجارب بقرب الحدود الروسية، مشيرا إلى أن المختبرات البيولوجية العسكرية في أوكرانيا ممولة من واشنطن، مؤكدا أن موسكو تعمل على فضح تفاصيل تلك التجارب، موضحا أن "واشنطن تتهرب من الإجابة عن التساؤلات بشأن أنشطتها البيولوجية على الأراضي الأوكرانية".
وقالت المصادر الأمريكية إنه في حالة استمرار الخسائر في ساحة المعركة، أو الانهيار الكامل للجيش الروسي، فإن موسكو قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيمائية، بما في ذلك غاز الأعصاب نوفيتشوك .
وقال أحد المسؤولين إن مثل هذا الهجوم سيشمل مواد كيميائية يسهل إخفاؤها، مما يجعل من الصعب على الدول الغربية أن تحمل موسكو مسؤوليتها.
وأشار مسؤولون وخبراء إلى أن بعض المواد الكيميائية يمكن أن تستخدم في هجوم يسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا على الرغم من أن موسكو معروفة باستخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك ضد شخص أو شخصين في وقت واحد.
فعلى سبيل المثال، يمكن تحويل بعض المواد الكيميائية إلى رذاذ أو استخدامها في الذخائر لإلحاق الضرر بمجموعة كبيرة من الناس.
وذكر تقرير "بوليتيكو" بأن الولايات المتحدة على علم بأن روسيا تستثمر في زيادة قدرات أسلحتها الكيميائية، وتم إطلاع أعضاء مجلس الشيوخ هذا الخريف على مخزون روسيا من الأسلحة الكيماوية والتهديد في أوكرانيا.
لكن المخاوف بشأن استخدامها المحتمل في أوكرانيا تأتي مع تزايد اعتقاد المسؤولين الأمريكيين أن روسيا ستلجأ إلى حرب غير تقليدية إذا استمرت في التراجع.
ويدفع هذا التقييم إدارة بايدن إلى تحسين الكشف والاستعداد لهجوم كيميائي محتمل، ففي هذا الخريف، أرسل البنتاغون فرقًا إلى دول أوروبا الشرقية لتحديث قواتها المسلحة بشأن الإجراءات في حالة وجود تهديد كيميائي أو بيولوجي، وفقاً لمسؤول في وزارة الدفاع وشخص آخر مطلع على هذه الجهود.
في غضون ذلك، زودت الولايات المتحدة كييف بمعدات الحماية الكيماوية والبيولوجية والنووية كجزء من مليارات الدولارات كمساعدة أمنية.
كما يدفع كبار المسؤولين أيضاً لإعادة صياغة نهج الولايات المتحدة في كل من التحضير والاستجابة لهجمات الأسلحة الكيميائية المحتملة من قبل جهات فاعلة مختلفة، بما في ذلك روسيا.
وتعمل إدارة بايدن على تطوير خطط لزيادة الاستثمار في قدرات التصنيع لأنظمة الكشف المبكر والتكنولوجيا القابلة للارتداء مثل الأقنعة.
يذكر أن بوتين كان حذّر طوال العملية الروسية في أوكرانيا، وروسيا المستمرة منذ سبعة أشهر (وحتى قبل ذلك) من أنه سيستخدم الأسلحة النووية، وتعتبر روسيا أكبر قوة نووية في العالم استناداً إلى عدد الرؤوس الحربية النووية التي تملكها، إذ إن لديها 5977 رأساً حربياً، بينما تمتلك الولايات المتحدة 5428 بحسب اتحاد العلماء الأميركيين.
كذلك تمتلك القوات الروسية نحو 2000 سلاح نووي تكتيكي قيد التشغيل، بينما تمتلك أميركا نحو 200 من هذه الأسلحة، تنشر نصفها في قواعد في إيطاليا وألمانيا وتركيا وبلجيكا وهولندا.