23 - 04 - 2024

سيف وهمس ورسائل كأس العالم

سيف وهمس ورسائل كأس العالم

يقف وراء فكرة هذا المقال، اثنان، صديقي الصغير "سيف" ابن صديقي الكبير الكاتب الصحفي أحمد سبيع الذي أسأل الله أن يفتح القلوب والأبواب له ولكل الصحفيين وسجناء الرأى خلف الأسوار عاجلا غير آجل ، وابنتي الحبيبة همس التي تخطو خطواتها الأولى في عالم المراهقة بأفكار ومشاعر متصارعة مع الواقع الذي ترى أهمية الفرار من أضراره نحو عالم جدها الأكاديمي والتربوي الفاضل د.علاء حسني، في ماليزيا الهادئة المليئة بالمنجزات التعليمية التي تريد الانضمام لها، لتصبح مبرمجة متميزة.

شجعني صديقي الصغير "سيف سبيع" في حوار معه على الكتابة عن كأس العالم وكيفية النجاح الكبير لقطر في تنظيم البطولة في أرض عربية ، ودلالات الفرحة العربية الكبيرة بعد الفوز السعودي الرائع على ميسى ورفاقه، ولمست فيه فخرا جميلا بالإنجاز العربي المتواصل المبني على الانتماء والهوية، حتى وإن لم يقل ذلك بالحروف فهي عبارات غائبة عن جيله.

كما حفزني نقاش عميق في إجتماع أسري طاريء حول استخدام الشاشات في بيتي في حضرة زوجتي الفنانة المتخصصة في التربية الإيجابية آية علاء، إلى التأمل في كلمات ابنتي همس والتي جاءت لتعبر عن جيل جديد يريد عالما جميلا آخرا يتابع بعضه عبر شاشات الموبايل وتطبيقات متعددة يهدد بعضها أولادنا في هويتهم وانتمائهم العربي الإسلامي وقيمهم ومبادئهم ولا تمنح لهم إلا القليل من النافع.

"سيف" سعيد بانجازات العرب، وهمس تحلم برؤية واقع أفضل تتابع جمالياته عبر وسائل التواصل في صلة الرحم مع جدها في ماليزيا، وأنا وأمثالي نحاول فهم المزيد حول هذا الجيل، كي نحسن التواصل معه والتعامل معه ، ودعمه بالقول والعمل في تحقيق آماله وأحلامه وصيانة قلبه ومشاعره ، وتربية ضميره على النحو الراقي من أجل مستقبل أفضل.

وانتقل من الخاص إلى العام، فلهذا قصدت الكتابة، وأقول : إن الأسر العربية والمصرية في القلب منها ، تحتاج إلى حسن الاعتناء بهذا الجيل ، وبخاصة هويته وانتمائه وأحلامه ، ولعل كأس العالم المقام في نسخة استثنائية جميلة في قطر فرصة لتعزيز هذا الانتماء وهذه الهوية، ولقد شاهدنا بأنفسنا أن الكرة لخصت كثير من دروس كيفية النجاح والوطنية والعروبة في مشهدي الافتتاح وفوز السعودية.

كما إنه على المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في كل البلاد العربية ، مواصلة جهودها عبر جامعة الدول العربية لتحقيق الحلم العربي في الوحدة كالاتحاد الأوروبي، حتى تتضافر الجهود وتتكامل عربيا واسلاميا، ونستطيع يوما ما لعله يأتي بإذن الله، في رؤية أراضينا العربية وهي قطع من جمال وتميز بلا صراعات ولا أزمات اقتصادية ولا تراجع تعليمي ، ولا أزمات نفسية ومجتمعية.

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
--------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان