25 - 04 - 2024

عن الأيقونة محمد أبو الغيط وأسرته الملهمة

عن الأيقونة محمد أبو الغيط وأسرته الملهمة

يقف الصحفي الشاب النابه محمد أبو الغيط كشجرة طيبة تؤتي ثمارها كل حين ، رغم محاولات المرض الخبيث التهام جذوره، ويسطر هو وأسرته الصامدة في مواجهة التوحش العنيف للمرض صحائف من نبل انساني وسمو عائلي، وترابط أسري ، يصلح القول معها :" أنبل من محمد أبو الغيط وأسرته".

أسلط الضوء، بعيداً عن أضواء الترندات المصنوعة بزيف في الليل، على نموذج مشرق، لصحفي استقصائي ناجح، حصد جوائز دولية وعربية عدة، آخرها "جائزة هيكل للصحافة العربية"، نال منه المرض الخبيث على حين غرة، ولكنه يقاومه ويعافر، ويناضل ببسالة، و يطالعنا حين تدب فيه روح علوية بتسجيل يوميات الصمود في وجه المعاناة، ويحلق بنا في آفاق السمو الإنساني في أصعب الأوقات المؤلمة.

لم أقابله ، ولكن أشعر بكلامه كأننا تقابلنا آلاف المرات ، له أصحاب ورفاق من كل الانتماءات والأوطان ، كأن الله عز وجل كتب له في الأرض القبول ، الذي يجني ثماره كل حين ، عبر دعوات من المشارق والمغارب تكشفها حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات من أحبه دون أن يقابله ، ومن شعر بعظم معاناته من أنين حروفه المتسامي، وممن اقترب منه.

حول هذه الأيقونة الإنسانية المقاومة بعزم وإصرار للمرض الشرس، تقف أسرة صابرة صامدة ، يحكي عنها بنبل واعتزاز، وتحكي هي عنه بحب ووفاء، وتحوطه بدعواتها التي تشق كل ليلة عنان السماء ، ومحاولاتها ما استطاعت تضميد الجراح، يتقدمها أم نورانية متصلة بالسماء، ترجوه كل حين بثقة في الأعلى : "أقسم على الله يامحمد أن يشفيك"، وزوجة صابرة تقف بجواره جنبا إلى جنب تعزز من معنوياته، لها المجد والرفعة، وابن يحق له أن ينادي في الخلق:" أنا ابن هذا الرجل الذي يحبه أهل الأرض والسماء"، وآل بيت ورفاق درب يفعلون ما استطاعوا اليه سبيلا من أجل إسعاده ودعمه في معركته، ليقدموا نموذجا ملهما وعظيما معبرا عن أحد أنبل النماذج الأسرية المصرية العظيمة.

 يا محمد : لقد أديت رسالة الصحافة وما قصرت، وبلغت أمانة الكلمة وكفيت، وبذلت أقصى الجهد في مواجهة "الخبيث" وما تباطأت، وضربت وأسرتك المثل والقدوة وما يئست ، ولعل صنائع المعروف تقيك كل شر وسوء ، ولعل الدعوات من هنا وهناك ستنجيك بعدما عجز الطبيب ، ولعل الغد أفضل من اليوم ، ولعلك تتجاوز هذه المحنة وتسعد وتكمل مسيرتك الصحفية وحياتك العائلية على خير وجه ، بإذن الشافي المعافي.

أقسمت على الله بحبه لنبيه الكريم أن يشفيك ويرد لك صحتك ، وكل مريض ومريضة.
---------------------------------
بقلم : حسن القباني 

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان