20 - 04 - 2024

كمال أبو عيطة في حوار لـ"المشهد": هناك من يرفع "فرامل اليد" ويعيق توجيهات الرئيس

كمال أبو عيطة في حوار لـ

- فرحتي بخروج المهندس يحيى حسين عبد الهادي اكبر من فرحتي بزواج أولادي
- سقف بداية الحوار الوطني ليس سقفا زمنيا هو سقف موضوعي
- أحمد الطنطاوي منا ونحن منه وأي مساس به تعرض لينا
- تعاملت مع ناس خيرين من أجهزة الدولة يريدوا ازالة وجع المحبوسين احتياطيا..  وأناس تمنوا حبسي انا شخصيا

كمال أبو عيطة مناضل عمالي ووزير سابق، قاد مجموعة إضرابات عمالية ونقابية أشهرها اعتصام موظفي الضرائب العقارية أمام مجلس الوزراء في آخر عام 2007 ومطلع عام 2008 مطالبين بمساواتهم بباقي موظفي الضرائب، ومؤسس النقابة المستقلة للضرائب العقارية، ورئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة، تم القبض عليه ما يقرب من 23 مرة، بعد الثورة وفي 2013 أصبح وزيرا للقوى العاملة في حكومة حازم الببلاوي بعدما رفض المنصب نفسه في حكومة تسيير الأعمال برئاسة أحمد شفيق، وحاليا هو عضو بلجنة العفو الرئاسي .

* في الفترة الاخيرة لاحظنا انفراجة في إخلاء محبوسين احتياطيا أو الخروج بعفو رئاسي .. ما هي الخطوات منذ اللحظة الاولى حتى صدور القرار؟

- نتلقى طلبات وجيعة الناس ونرفعها للجنة العفو واللجنة تحيلها للأجهزة الأمنية وأحب أن أشير إلى أن هذا قرار رئاسي ولا بد ان ينفذ وعدم تنفيذه يعرض الممتنع للعقوبة، وانا عاوز اعرف ابن مين في مصر اللي بيرفض تنفيذ قرارات الرئيس نفسي يطلع ويقول انا ؟!.

وأدعي أن فرحتي بخروج مسجون هذه الأيام من خلال لجنة العفو الرئاسي أعلى من أي فرحة شفتها في حياتي وأعلى من خروجي أنا شخصيًا.

* هل توضح لنا أحد بعينه كنت في قمة سعادتك بخروجه؟

- المهنس يحيى حسين عبد الهادي ، تقريبا في مثل سني ويعاني عدة امراض، والرجل لم يرتكب خطيئة بل يقدم افكارا محترمة لبناء الوطن، ولكن البعض يتصور أنه يهاجم البلد، فرحتي بخروجه هو وكل الأبرياء محبي الوطن أكبر من فرحتي بزواج أولادي.

* اذكر لنا اسما معينا تتمنى خروجه الان من السجن او الحبس بعفو رئاسي؟

هناك نوعان من الناس اتمنى خروجهم اليوم قبل غدا - كل من له رأي سياسي ولم يمارس أي أعمال عنف، وهذا لا يجوز حبسه اصلا اذا طبقنا الدستور المهمل - اما النوع الاخر الغلابة، هناك غلابة لا أصحاب رأي ولا يعرفون سياسة وهؤلاء تم القبض عليهم في اثناء مظاهرات . ما يحدث حين تكون هناك مظاهرة والأمن يتصدى لها، يصعب القبض على السياسيين المتظاهرين المحترفين ، واسألني أنا .. اعتقلت 23 مرة كلها من المنزل بسبب تظاهرات ولكن لم يستطع أحد القبض علي في مظاهرة ، وكان يتم القبض على المارة في الشارع مثلا أثناء المظاهرة، كل هؤلاء الغلابة الذين تم القبض عليهم بالخطأ اتمنى اصدار قرار بالعفو عنهم فورا .

* هل هناك أي خلافات او اختلاف وجهات نظر بين اعضاء لجنة العفو وهم من توجهات سياسية مختلفة؟

- لا توجد أي خلافات بين اعضاء لجنة العفو الرئاسي وعلاقة اعضاء اللجنة طيبة ببعضهم وهذا سبب من اسباب نجاح اللجنة وأي عمل ناجح دائما ما يتعرض للهجوم والشائعات احيانا وهذه هي ضريبة النجاح . 

* ما أكثر الصعوبات التي واجهت اللجنة؟

لن أتحدث عما فات ، ولكن الآن توجد "فرامل يد مشدودة" تعطل كل عمل طيب يتم انجازه في الدولة ، منصب الرئاسة منصب هام وأن يصدر قرار رئاسي بحوار وطني ومعه توجهات بالعفو واخلاء سبيل المحبوسين، لا بد ان يكون مردوده على الارض أفضل مما تم ، لست مقتنعا حتى الآن ان قرار السيد الرئيس في هذا الشأن ينفذ وإحساسي دائما أن الفرامل المشدودة تعطل العمل ، لا انكر ان هناك اشياء إيجابية لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد ، والعفو اول ما يصب يصب في مصلحة السلطة، لأن محنة الحبس في بلد عظيم مثل مصر نتيجة ارائهم مخالف للدستور الذي يسمح بتعدد الاراء، وفي تقديري بيوت كثيرة موجوعة والناس تعاني ، لايجب أن نعاني كل المحن والأوجاع في وقت واحد. لماذا لا نساعد المفرج عنهم في العودة لأعمالهم كما وجه رئيس الجمهورية، كان عندي منذ قليل 11 عاملا في شركات التأمين حبسوا نتيجة اعتراضهم على اللائحة وتم الافراج عنهم، ما الذي يمنع عودتهم الى اعمالهم بأسرع وقت ، خاصة أن اللائحة ألغيت والمسؤول عنها تغير والوزير تغير.

شخصيا تم اعتقالي 23 مرة وفي كل مرة أخرج أعود لعملي فورا لأن كلها اعتقالات سياسية والقانون يسمح بعودتي للعمل طالما القضية لم تكن من القضايا المخلة بالشرف، ودليل براءة هؤلاء العمال خروجهم بعفو رئاسي، والكل يعلم ان القرار الرئاسي قرار ملزم للكافة وعلى كل المؤسسات ان تتحرك لتطبيقه ولكن "فرامل اليد مشدودة"، وأوجه رسالتي لمن يشدون فرامل اليد يا جماعة ارجوكم سيبوها شوية عشان البلد تتقدم للامام.

* ما رأيك في اداء الحوار الوطني حتى الان؟ 

- لم يبدأ بعد، وكل ما يتم الآن أعمال تحضيرية وهذا معلوم للسلطة والمعارضة ، وانا ضد تحديد سقف زمني للحوار الوطني ، أنا مع تحديد سقف موضوعي بمعنى ان تكون هناك ضمانات لنجاحه وأول ضمانه اخلاء سبيل المحبوسين بسبب الرأي أو الغلابة المحبوسين بدون رأي اصلا.

* ما تعليقك على موقف رئيس حزب الكرامة النائب احمد الطنطاوي؟ 

- النائب أحمد الطنطاوي له رأي احترمه، لكني لم اتفق معه حينما رفض الحوار الوطني شكلا وموضوعا وظهر ذلك من تصريحاته، ومن وجهة نظري الحوار الوحيد الذي يتم رفضه شكلا وموضوعا هو الحوار مع الكيان الصهيوني اما حوار ابناء الوطن الواحد لا بد أن يكون متاحا في أي وقت، لصالح الوطن، أنا والأستاذ أحمد الطنطاوي متفقين في كل الأراء مثل مطالبنا بالعدالة الاجتماعية رفضنا لغلاء الأسعار ميولنا واحدة ولكن ان اختلفنا في رأي والود موجود وهو ما زال عضو بالحزب ونرحب به في اي وقت بعد عودته لمصر، وبالمناسبة هو سافر بارادته لاسباب خاصة ويستطيع دخول مصر في اي وقت.

* ما هي الصلاحيات التي اتيحت للجنة وكانت غير موجودة قبل؟

- زيادة الاعداد – خروج المبوسين احتياطيا – اعادة المفرج عنهم لأعمالهم ، رقم الذين تم العفو عنهم تخطى الألف سواء محبوسين احتياطيا أو بأحكام نهائية خرجوا بعفو رئاسي ، وهذه النسبة أراها معتبرة ولكن يجب أن تزيد .

هناك صلاحية أتيحت للجنة العفو الرئاسي وهو خروج متهمين على ذمة قضايا من خلال النيابة العامة، أيضا الغارمين والغارمات، فضلا عن موضوع اعادة الناس الى عملهم بعد الخروج من الحبس بعفو رئاسي كل هذه صلاحيات اتيحت للجنة العفو الرئاسي لم تكن موجودة قبل التشكيل الجديد.

* ما هي الجهات التي تتعامل مع لجنة العفو بشكل مباشر؟

ممثلي رئاسة الجمهورية نتواصل معهم بشكل مباشر، وبالمناسبة هذا طلبنا في الحوار السياسي أن تديره مؤسسة الرئاسة بنفسها بما لها من هيبة، لأنني بأمانة غير مطمئن على الاطلاق، ولا توجد مؤسسة في مصر لها فاعلية نثق بأنها تدير الحوار السياسي غير مؤسسة الرئاسة.

* هل هناك اجتماعات تمت بين لجنة العفو الرئاسي والمسؤولين في الدولة؟

- نعم، ولكن بدون ان احدد من هم .

* لماذا ليس هناك موقع الكتروني للجنة العفو ومتحدث رسمي؟

- أنا والأستاذ طارق العوضي من نقدم الأسماء ونتلقى الطلبات سواء الكترونيا أو في الحزب او مكتبه او الشارع من خلال معارفنا هنا وهناك، وهناك صفحة يقوم المواطنين بمليء الاستمارات وإرسالها للجنة مباشرة.

* ما هي شروط لجنة العفو لقبول اسماء المحبوسين وعرضها؟ من هم المحبوسين المنوطة بهم لجنة العفو؟

- "أي أسم يأتيني أرسله للجهات وقد يكون هناك أمر خفي لا أعرفه لأني ليس معي صلاحيات بحث والكشف عن المواطنين، ولكن أي اسم أطلب رقم القضية وتفاصيلها واسم المتهم او المسجون وأرسله للجهات" فضلا عن أني اقوم بطلب الدفوع من مقدمي الطلب مثل ارائه توجهاته تسجيلات لمواقفه ، حتى يكون دليل براءه له من تهمة ما.

* هل يتم الرد عليكم من الجهة المختصة عن أسباب رفض العفو عن متهم او مسجون؟

- لا يأتينا الرد بالرفض لكن يأتينا فقط  الرد بالقبول وإرسال قائمة اسماء المقبولين، بمفردي قدمت حتى الآن 3 الاف اسم للجهة المختصة تم إخلاء سبيل اقل من نصفهم دون ان يصلني رد عن مصير الباقي ، وهذا ما أطلبه ، أن يكون الموضوع اكثر سهولة ويتم الرد علينا بخصوص من لم يتم قبول قراراهم حتى نستطيع الرد على الناس.

 * أداء اللجنة جيد بشهادة المتابعين.. ماذا تقترح حتى يكون الأداء أفضل؟

- ما نقدمه من طلبات يكون محل احترام الأجهزة الأمنية وأن تنظر لدفوعنا ، يعني مثلا أهل متهم أرسلوا لي مواقفه في ثورة 30 /6 ووجوده في المظاهرات ضد الاخوان وتهمته المحبوس فيها الانضمام لجماعة الاخوان الإرهابية.

أضيف على ذلك أن وجود بعض أعضاء الاحزاب السياسية الشرعية الرسمية في السجن عار وتشجيع للعمل السري والإرهاب ، لأنك عندما تضرب الإنسان الملتزم قانونيا ومن يعمل من خلال أدوات رسمية قانونية مطابقة للدستور والقانون واحزاب شرعية يعتبر تشجيعا للعمل السري والارهاب ومحاربة للعمل العام.

* هل حدث انشقاق داخل التيار المدني بسبب الحوار الوطني؟

- لا. الحمد لله ، حتى النائب أحمد الطنطاوي الذي استقال من رئاسة حزب الكرامة هو ما زال عضوا بالحزب وملتزما بالحركة المدنية وهو من كتب بيانها وبالمناسبة أحمد الطنطاوي منا ونحن منه ، وأي حد يمسه يكون قد تعرض لنا، احمد الطنطاوي من أنبل شباب الحركة الوطنية المصرية .

* ما مطالب كمال ابو عيطة بصفته عضو لجنة العفو الرئاسي والقيادي الحزبي؟

- اتمنى تنفيذ قرارت الرئيس بشأن قرارات العفو الرئاسي بشكل أكبر وأسرع، وأتمنى أن تكون اجراءاتها اكثر سهولة، بدون تعطيل من أي أحد ، لأن الرئاسة بما لها من هيبة يجب ان تكون قراراتها واجبة النفاذ دون تعطيل او روتين! كنت في السجن حين تم اغتيال الرئيس السادات وبعدها الرئيس مبارك اخلى سبيل المحبوسين واستقبلهم في القصر الجمهوري ، تصورت أن شيئا كهذا سيحدث وخاصة ان الدعوة رئاسية.

- بهذه المناسبة أقدم شكوى انه لا يتم ذكر سبب أو مبررات طلب اخلاء السبيل في الجلسات العادية للمحاكم ، أقول هذا كمحامي، الشيء الآخر نحن ممنوعون من اللقاء بالمتهم ، كيف اترافع عن المتهم وانا لا استطيع الانفراد به وطلبات الزيارات تقبل بشق الانفس ومتروكة لصغار الموظفين يتحكمون فينا وانا اطالب بتفعيل لائحة مصلحة السجون.

- فتح المجال العام لسماع كلام مختلف وإعطاء مساحة أكبر للمعارضة، ليكون هناك أناس يتحدثون بحرية خاصة أن كثيرين يخافون من الكلام، ألمس هذا في الشارع وحتى في الحزب ومن القوى المعارضة وحتى من الموالاة "الناس خايفة تتكلم" .

- أتمنى قبل أن اموت نحتفل بمصر وطنا خاليا من سجناء الرأي.

- ليس دور الوطنيين ولا الإعلاميين أن يعزفوا والمركب تغرق ، ولكن دوري ودورك ودور أي وطني شريف ان ننبه لو أن هناك خطر على البلد وأقول أن اثنين سيخربون البلد - الطرف الذي يصفق عمال على بطال لدرجة أنه يطبل في أمور خطأ، مثلا هناك اكبر مزرعة للنخيل تمت في مصر لم يلتفت لها أحد لو تحدثنا عن إيجابيات نتكلم بصدق وامانة ومهنية وليس تزييفا لحقائق وتطبيل عمال على بطال. الطرف الثاني: من يهاجمون في أي شيء ، حتى إذا هزم منتخب مصر. اما من يكشف عن مكان الخطأ ويشير اليه هذا من يفيد بلدنا ويجب ان نشكره.

وختم "أبو عيطة" حواره مع "المشهد" قائلًا: "تعاملت مع ناس خيرين من أجهزة الدولة  يريدو إزالة وجع المحبوسين احتياطيا، وفي نفس الوقت التقيت بأناس يتمنون حبسي أنا شخصيا"
--------------------
حوار : أحمد صلاح سلمان
من المشهد الأسبوعية







اعلان