29 - 03 - 2024

ارموا الست دي بره .. أو خلوها تتصدق بزوجها

ارموا الست دي بره .. أو خلوها تتصدق بزوجها

قال داعية مصري: لماذا لا تتصدق الزوجة بجزء من زوجها؟

لا يهمني ان كان الرجل عاد واعتذر أم لا .. ولايهمنى اسم الرجل، ولا أريد الحديث في هذا الأمر من الأساس؛ فما يدور بذهني أعمق من ذلك بكثير .. بدأ منذ زمن بعيد، وتراكم حتى تحول إلى جبل من علامات الاستفهام كانت إجابته في كل مرة تصل بي إلى وجود ازدواجية في المعايير، وخلل في التفكير أصاب العقل الجمعي؛ ومع الوقت تسلل هذا الخلل إلى بعض المثقفين، وكانت هذه مصيبة أكبر.

قالت المذيعة اللامعة: لو جوزك في علاقة مع واحدة تانية دي مش خيانة .. لان جوزك راجل محبوب!

أنا لن أناقش أيضا هذا الهراء .. فخلط الأمور واضح جدا ودس السم في العسل أوضح وأوضح.

ولكن دعنا يا عزيزي القاريء نعود إلى الوراء، ونشاهد ليلى رستم أو أماني ناشد أو صفية المهندس أو أمال فهمي وغيرهم كثيرين .. بل دعنا نستمع إلى المنشاوي ونقرأ كتابات محمد عبده أو ننصت إلى الحصري وسندرك الفرق .. بون شاسع جدا بين مستوى فكر وثقافة هذا الجيل الذهبي، وبين هذا الجيل الخشبي .. نعم فأفكارهم مثل الخشب تحتاج إلى صنفرة وتليمع ودهان، وان كان لن ينفع هذا في شيء؛ فالسوس نخر في عقولهم.

وأرجوك لا تقل لي ان مثل هذه التصريحات مجرد استثناءات وان القاعدة العامة بخير.

فلو كانت القاعدة العامة بخير ما كنا وصلنا لما نحن فيه الآن .. نحن نعاني انحدارا في كل شيء .. في مستوى الأغاني وفي الأدب والثقافة وفي العادات والتقاليد وفي السلوكيات .. إلخ.

حتى المفاهيم الصحيحة، والتي تعتبر مسلمات لا تحتاج إلى نقاش تحولت بقدرة قادر إلى أمور مختلف عليها؛ فالرشوة على سبيل المثال لا الحصر تحول اسمها إلى إكرامية أو تمشية حال أو رزق العيال أو هدية وغيرها من الأمور الحياتية انقلبت رأسا على عقب.  

دعنا نناقش ما هو أوضح .. الصلاة نفسها تحولت (عند كثير من الناس وليس عند كل الناس) إلى فعل آلي يسير جنبا إلى جنب مع الخطأ دون أن نشعر أو نستغرب أو نستنكر هذه الازدواجية.

بمعنى آخر من المفترض ان الصلاة تنقلنا من الأرضي الفاني إلى السماوي الخالد بعد ان تمر النفس على ترقية وتنقية وسماحة وهدوء وسكينة وصبر وتحمل؛ متبعين في ذلك كل ما جاء في الكتب السماوية متمثلين بالأنبياء كقدوة حسنة سائرين على درب التابعين والقديسين وأولياء الله الصالحين ولكن الكاهن (أو الأسقف) ظهر في مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم وهو يقول: ارموا الست دي بره!

ما قاله هذا الكاهن يعبر بدقة عما اقول؛ هو يمارس طقسا بشكل آلي دون أي روحانيات.

نعم هذه هي الحقيقة نحن نصلي ونخرج لنسب ونلعن .. نحن ندعي التدين، وفي نفس الوقت نمارس الفساد، وللفساد أشكال مختلفة.

حقيقة الأمر المجتمع الآن يمر بأزمة فكرية شديدة التعقيد، يتأرجح كلاعب السيرك على حبال دائبة.

فالفيس بوك فضاء مفتوح للجميع؛ بالطبع هذه مزية لكنها في نفس الوقت أشبه بمن فتح على نفسه بوابات جهنم.

خاصة في ظل المتغيرات المجتمعية، وضعف فساد التفكير وتنوعه في نفس الوقت؛ فبات المعروض كثيرا، والقدرة على الانتقاء هزيلة.

وبالتالي تصبح أي حلول مجرد مسكنات .. لأن الحلول الحقيقة تبدأ من التعليم .. التعليم والثقافة هما المخرج الوحيد لهذه الأزمة التى بلغت ذروتها.
-------------------------------
بقلم: مينا ناصف

مقالات اخرى للكاتب

إحنا مش ضد اليهود!





اعلان