28 - 03 - 2024

رسالة بعلم الوصول من قلب الصعيد: لماذا لايشعر الناس بالإنجازات؟

رسالة بعلم الوصول من قلب الصعيد: لماذا لايشعر الناس بالإنجازات؟

بعيدا عن صخب الفضائيات والصوت العالى و "الاسكريبات المعلبة" لبرامج الـ "توك شو" والتى اصبح ضررها اكثر الف مرة من نفعها وباتت تتسبب فى حاله من النفور العام ، بعيدا عن كل هذا أجدنى مضطرا ان ابعث رسالة بعلم الوصول لمن يهمه الأمر عسى أن تصل ويتفهم ما بين سطورها ، وعلى الله قصد السبيل.

تقول الارقام ان ما انفق في أقصى جنوب الصعيد "قنا – الاقصر – اسوان – سوهاج" ، خلال ثلاث سنوات فقط ، وصل الى 122 مليار جنيه ما بين مشروعات قومية بمبادرات رئاسية مهمة ومشروعات قومية ودعم البنية التحتية ، منها 30 مليارا في محافظة قنا التى انتمي إليها ضمن "حياة كريمة" ناهيك عن 12 مليارا ضمن تنمية جنوب الصعيد ، ويبقى السؤال لماذا لم يشعر المواطن فى هذه المحافظات بكل ما يتحقق وتبقى الاجابة قطعية ولا مناص منها وهى ان السبب يعود لطرف ثالث بين القيادة السياسية والحكومة المركزية من جانب وبين المواطن البسيط فى الشارع. 

وقبل أن تسأل عن ذاك الطرف ، دعنى اجيبك بأنهم مسؤولي هذه المحافظات وخاصة قطاع المحليات من رؤساء مدن وأحياء وقرى ومشرفين مباشرين على هذه المبادرات والمشروعات وطرق تعاملهم مع المواطن والتنمر على ثقافته ولهجته واحيانا على ملابسه ، وبالتعامل من أبراج فاقت برج "خليفه" طولا، ولكن يسكنها الكبر وأحيانا الجهل وأشياء اخرى.

دعنى أسال سؤالا مباشرا عن دور وزارة التنمية المحلية ، وهل نحن في انتظار قانون المحليات الجديد الذى لا يأتي أبدا، هل من محاوله لفك الاشتباك والارتباط بين اختصاصات المحافظين ووزير التنمية المحلية , فمثلا من الذى يختار رؤساء المدن والأحياء؟ إذا قلت لى طبقا للقانون وزير التنمية المحلية ، سأفاجئك أننى مثلا فى محافظة مثل قنا بها 9 مدن كاملة لم يقم وزير التنمية المحلية إلا بتعيين واحد فقط جاء منقولا من محافظة اخرى والباقي تكليف، ورب مكلف أقدر وأجدر مائة مرة من قيادة معينة ، ولكن المكلف بعيد عن عين الوزارة وقلبها ورقابتها وقانونها من الأساس وإلا لما رأينا رؤساء مدن ونواب رؤساء مدن تم تعيينهم ، رغم أن أيام جزاءاتهم تفوق أيام فصل كامل خلال العام، ومنهم من قالت المحكمة التأديبية كلمتها فيهم ، ومن قالت الأجهزة الرقابية كلمتها فيهم ، ومن قال الشارع كلمته فيهم ، ولكن يبدو أن الإدارات القانونية فى الصعيد تفسر القانون بطريقتها ودون تدخل او حتى مراجعة من الأمانة العامة للادارة المحلية، وبات وجوبيا مراجعة دورها من الأساس بعد ان تركت محافظات بأكملها ولم تستطع ان تفرض فيها كلمتها او تمارس دورها في التفتيش والرقابة.

رسالتنا واضحة وهى أن هناك إنجازات على الأرض لا ينكرها إلا حاقد أو أعمى او إخوانى بطبعه ، ولكن هناك أيضا قيادات تنفرد بالقرارات وتظن أنها بعيدة عن عين الدولة ورقابتها ، فعكننت على المواطنين فرحتهم وأجهضت سعادتهم بهذه الإنجازات.

وأما عن حركة المحافظين المنتظرة والتى تقول المؤشرات أنها على الابواب ، فهناك ضرورة لأن نفكر خارج الصندوق ويكون منصب المحافظ  لمن ينجز وأنجز فى عمله ويستطيع الاستماع حتى لمن يعارضونه طالما يعارضون لمصلحة الوطن ، وأن يكون خارج سيطرة لوبيات تخصصت في توجيه القرار لمصلحتها الخاصة ، وبات مطلوبا أيضا ان نجلس معا ونفكر في تعيين محافظ ومعه معاونوه "نائب – سكرتير عام – سكرتير عام مساعد " ممن يثق بهم ويثقون به ولا يجد "الدود البشري" بينهم منفذا ، خاصة أنهم غالبا ما يكونون من خارج أبناء المحافظة.

والحديث يطول عما يحدث خلف الأبواب المغلقة فى الجنوب الساخن بطبيعته وطباعه.
----------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

مصنع السكر فى قنا ما بين أحلام جماعة الاخوان ووقاحة الكيان





اعلان