29 - 03 - 2024

توهة

توهة

...

وقفت تنتظر حافلة (أتوبيس) النقل العام لتذهب إلى مكان ما ، فجأة وهي تنظر إلى نهر النيل رأت فتاة تسقط فوق السلالم وتغرق في مياه النهر .. صرخت وهي تراها من بعيد ، لكن الناس تسرع يمنة ويسرة ولم يلتفت أحد إلى الفتاة التي ألقت بنفسها ولا إلى صراخها .. اختفت الفتاة في ثوان عن نظرها ولم يذهب أحد لإنقاذها .. 

جاءت الحافلة (الأتوبيس) ، ركبت و كلما حاولت الجلوس على أحد المقاعد الخالية وجدت غيرها قد استولى عليه حتى و إن كانت الأقرب للمقعد فهناك من يدفعها بجسده بعيدا و يستولي عليه .. 

هؤلاء الذين توجد الى جوارهم أماكن إضافية يحاولون وضع أشيائهم عليها أو منع غيرهم من الجلوس ...

بصعوبة وجدت مكانا صغيرا إلى جوار شخص أخذ جزءا من المقعد الإضافي إلى جانب مقعده ...

كانت تعجب لماذا يفعل الناس هذا ببعضهم ، ركب الحافلة شيخ بملابسه الدينية ، فاقدا للبصر .. لم يجد مقعدا .. حاولت أن تلفت نظر شباب صغار ليقوم أحدهم ويجلس الشيخ لكنهم لم يبالوا ولم يهتموا .. 

حاولت أن تقف هي و تجلسه ، لكن الشيخ رفض .

فجأة جاء طفل صغير من أطفال الشوارع وأخرج سلاحا حادا وهددها به ليستولى على حقيبتها ، نظرت إلى من حولها جميعا وكأنها تستغيث بهم ، لم يهم أحدهم لمساعدتها .

كان الشيخ فاقد البصر يحاول أن يفعل شيئا لكنه لا يرى .. هي في ذهول ، ماذا أصاب الناس ، كيف لا يحاول أحدهم التدخل؟

 فجأة نظرت سيدة عجوز تجلس خلف الصبي الواقف وفي يده سلاحه وضربته بعصاها فوق رأسه فسقط على الأرض ، وقالت لها السيدة: انزلي بسرعة من هذا الأتوبيس ، اهربي ، إرتبكت ...  هذه ليست المحطة التي تنتظرها والطريق الذي يسير فيه الأتوبيس يبدو وكأنه شارع لاتعرفه ...شارع من اتجاه واحد ...  إذا نزلت لن تستطيع أن تجد وسيلة للعودة إلى حيث كانت.

حيرة وتوهة و لكنها اضطرت للنزول.
-------------------------------
بقلم: إلهام عبدالعال

مقالات اخرى للكاتب

خدمة العملاء و تعذيب المواطن





اعلان